قال "المجلس الأطلنطى"، أحد المراكز البحثية الأمريكية، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى الأولى للبيت الأبيض المتوقعة يوم الاثنين المقبل مهمة للعلاقات المصرية الأمريكية، فقد أعرب كلا الرئيسين "السيسى وترامب" عن إعجاب ببعضهما البعض، وتبدو القاهرة متشوقة للدفع من أجل علاقات ثنائية أقوى والتى تتصور أنها ستفيد مصالحها أكثر من علاقتها المتوترة مع إدارة أوباما.
وأشار تقرير مركز الأبحاث الأمريكى إلى أنه بجانب تعزيز العلاقات بشكل عام، من المرجح أن يكون للسيسى أربع أولويات رئيسية فى هذه الزيارة، وهى تأمين الدعم الأمريكى للمصالح المصرية فى محاربى الإرهاب والضغط على الولايات المتحدة لتصنيف الإخوان تنظيما إرهابيا، والترويج لبرنامج الإصلاح الاقتصادى لمصر، وتقديم القاهرة كقوى إقليمية رائدة.
وفيما يتعلق بالأمن والإرهاب، أشار التقرير إلى أن اجتماع السيسى مع ترامب يأتى عقب اجتماعين هامين فى كلاهما قدمت القاهرة فرصة لمناقشة رؤيتها لمحاربة الإرهاب، أبرزهما كان اجتماع وزراء خارجية دول التحالف ضد داعش، والذى أكد فيه وزير الخارجية سامح شكرى جهود مصر لمحاربة الإيديولوجيات المتطرفة من خلال منابر دينية معتدلة.
وفيما يتعلق بالإخوان، قال التقرير أن مصر ستواصل الضغط على ترامب لتصنيفها ضمن الجماعات الإرهابية، إلا أن المركز استبعد أن تقوم الإدارة بخطوة فى هذا الشأن فى أى وقت قريب لأن الإخوان تنظيم دولى وإدراجه على قوائم الإرهاب سيؤثر على سياسة الولايات المتحدة فى دول أخرى.
وفيما يتعلق الاقتصاد، أوضح التقرير أن الاستثمارات الأمريكية فى مصر مهمة مع سعى القاهرة لجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة. وأشار المجلس الأطلنطى إلى اجتماع وزيرة الاستثمار سحر نصر مع غرفة التجارة الأمريكية الذى شهد أجواء تفاؤل بزيادة الاستثمارات الأمريكية فى مصر.
وأوضح التقرير أن السيسى سيصطحب معه فى الزيارة ممثلين من غرفة التجارة الأمريكية ومجلس الأعمال المصرى الأمريكى الأسبوع المقبل والذين سيقابلون رجال أعمال أمريكيين لشرح خطط الإصلاح الاقتصادى المصرى.
من ناحية أخرى، قال التقرير الأمريكى أن التحديات الإقليمية ستكون حاضرة على أجندة لقاء السيسى وترامب، على الأقل بالنسبة لعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، مشيرة إلى أن الرئيس سعى لجعل مصر طرفا إقليميا رائدا فى هذه القضية. وسيناقش السيسى أيضا قضايا إقليمية مهمة أخرى منها الحرب فى سوريا والصراع فى اليمن وعدم الاستقرار فى ليبيا.
وقد جعلت مصر نفسها زعيم إقليميى فى محاربة الإرهاب وحصن للاستقرار فى المنطقة المضطربة، وسيقدم السيسى على الأرجح مصر كشريك للولايات المتحدة فى التعامل مع عدم الاستقرار.