أحاديث كثيرة تدور حول الأشخاص طوال القامة، حتى أن الأمر وصل إلى ذكرهم فى الأمثال الشعبية فقيل عنهم "الطول هيبة والقصر خيبة"، وفى بعض البلاد يعتبر طول القامة من علامات الجمال والوسامة فى الرجال تحديدًا، ذلك بالإضافة إلى أن مسابقات ملكات الجمال تشترط طول محدد للفتيات بحيث يكن طوال القامة أيضًا، كذلك عدد من الألعاب الرياضية التى يفضل فيها أن يكون اللاعب ذو قامة طويلة مثل السباحة وكرة السلة واليد، كل هذه الأمور تعطى مزايا لهؤلاء الأشخاص.
وعلى صعيد آخر لم يتحدث الكثيرون عن أشكال المعاناة التى يعيشها هؤلاء الأشخاص بسبب طول قامتهم، فهل لاحظت صعوبة وقوف أحدهم فى الأتوبيس، أو رأيته وهو يعانى مع قيادة السيارة ويصارع الدركسيون الذى يصطدم بساقيه طوال الوقت، كذلك التعاملات الإنسانية فكثيرًا ما نضحك على الشخص ذو القامة الطويلة الذى لا يعرف كيفية الظهور فى صورة تذكارية مع العائلة إلا وهو جالس، فلا يمكنه التقاط صورة بملابس معينة يريد أن يحتفظ بشكلها كأى شخص طبيعى، كذلك المعانقة فى حفل زفافه أو فى الوادع أو حتى فى السلام العادى، فلابد من بذل مجهود وانحناءة حتى يتعامل مع الأشخاص ذوى القامات المتوسطة والقصيرة، أما الأماكن الطبيعية مثل محال الملابس فلا يعرف أحد كم المعاناة التى يجدها الشخص الطويل فى غرفة القياس التى غالبًا ما تكون صغيرة الحجم، فإن كانت مغلقة فلا يستطيع الوقوف بها بشكل سلس، وإن كانت مفتوحة تطل رأسه من فتحتها العلوية ليشاهد جميع من حوله كأنه بالشارع، حتى أن بعض ماكينات سحب النقود الأوتوماتيكية توضع بمكان منخفض أو بالقرب من الرصيف الأمر الذى يجد فيه هؤلاء الأشخاص صعوبة فى التعامل معها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة