أعلنت جائزة الشيخ زايد للكتاب فى دورتها الـ11 عن قوائمها القصيرة فى فروع "التنمية وبناء الدولة" وتضم القائمة "جدل الدين والحداثة من عصر التدوين العربى إلى عصر التنوير الغربى" للمصرى صلاح سالم (الهيئة المصرية العامة للكتاب)، و"الإسلام والإنسان" للسورى محمد شحرور (دار الساقى)، و"فى الإسلام الثقافى" للباحث والروائى المغربى بنسالم حميش (الدار المصرية اللبنانية).
جدل الدين
جدل الدين والحداثة.. صلاح سالم
الكتاب صادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ويضم بابين، الأول بعنوان "مآلات الدين فى العالم الغربى"، ويقول مآلات لأن المسيحية الغريبة اشتبكت فى تجربة مكتملة يمكن الحكم عليها، مع المفاهيم الأساسية للحداثة، خاصة مفهوم التنوير، والعلمنة، وأنتجت مقولات وأشكال للحياة تنطوى فى تجربة تاريخية واضحة يمكن الحكم عليها.
والباب الثانى يأتى تحت عنوان "مآزق الدين فى العالم العربى" لأن علاقة الإسلام، وهو الدين المهمين فى المنطقة العربية، هى علاقة إشكالية بالحداثة لا يزال يعتبرها تجربة غربية محضة، يخشى منها، ويندفع إلى العداء معها، ومن ثم تبلور تيار سلفى يرفض الحداثة بشكل مطلق، كما تبلور تيار توفيقى، يعتبر الحداثة تجربة غير معادية، لكن فى الوقت نفسه يتصورها بنية مكتملة غريبة عن بنية الثقافة العربية، ومن ثم نشأ لدينا فى العالم العربى تيار فكر مهمين يدعوا إلى الأصالة والمعاصرة، ولكنه يتصور الأصالة وكأنها سلة ممتلئة بالأفكار والمفاهيم، كما يتصور المعاصرة وكأنها سلة أخرى مملوءة بالأفكار والمفاهيم المختلفة، وأن العقل العربى يستطيع أن يجلس بين السلتين أو أمامهما ليلتقط من كليهما ما يبدو أنه يتناسب معه، ولأن هذا تصور مثالى أقرب إلى السذاجة التاريخية تجمد الفكر العربى، ولم ينتج موقفاً متجاوزاً من الحداثة، ولذا فإن الدعوة الأساسية التى يرتكز عليها الكتاب، إنما هى تجاوز الموقف التوفيقى هذا إلى موقف النقد التاريخى، والتعاطى مع مفاهيم كالحداثة والعلمنة والتنوير باعتبارها قيم إنسانية مشتركة، وليست فقط غربية وأن التراث العربى الإسلامى قد أسهم فى تأسيسها بقدر أو بآخر.
الإسلام والإنسان
"الإسلام والإنسان" للسورى محمد شحرور
يتناول الكتاب الصادر عن دار الساقى، الأسس الثابتة للإسلام، الإيمان، المواطنة، والولاء الدينى، معتمداً قاعدة الترتيل منهجية له، والترتيل، فى رأى شحرور، هو نظم الموضوعات الواحدة الواردة فى آيات مختلفة فى نسق واحد، وكذلك مبدأ رفض الترادف فى فهم نصوص كتاب الله، وتفسير نصوص الكتاب بعضها ببعض.
فى الإسلام الثقافى
فى الإسلام الثقافى
وفى الكتاب الصادر عن المصرية البنانية استعرض "بنسالم" مواقف بعض الفلاسفة الغربيين بدءًا من "نيتشه" الذى كان معروفًا بإلحاده وانتقاده الشديد للمسيحية، إلا أن مواقفه الإيجابية من الإسلام كانت مختلفة، حيث كتب الفيلسوف الألمانى بوضوح قائلًا (لقد حرمتنا المسيحية من حصاد الثقافة القديمة، وبعد ذلك حرمتنا من حصاد الثقافة الإسلامية، إن حضارة إسبانيا العربية هى القريبة منا حقًا المتحدثة إلى حواسنا أكثر من "روما" و"اليونان"، لقد كانت تلك الحضارة عرضة لدوس الأقدام!"، ثم ينتقل المؤلف إلى فيلسوف ومفكر آخر هو "هيجل" الذى كتب حول مكانة الإسلام وأطلق عليه اسم الديانة المحمدية وهو يتعرض لظهور الإسلام فى الجزيرة العربية بصحاريها الواسعة وحياتها البسيطة ويمس حادث الهجرة من مكة كبداية للفتوحات التى مضى بها العرب شرقًا وغربًا وشمالاً وجنوبًا.
يرى الكتاب أن ابن خلدون فيلسوف عبثى حيث يقول للشعور بالعبث إذن حضور تجريبى فى إدراك التوحيدى للوجود وتصوره للأشياء والعلاقات، لهذا نراه فى رسالته إلى القاضى أبى سهل المذكورة يعلل منطق الهشاشة والزوال دينيا وفلسفيا، إذ يقول مخاطبا لائمه وعاذله "عجبت من انزواء وجه العذر عنك فى ذلك كأنك لم تأبه لقوله تعالى "كل من عليها فان".
وعن ابن بطوطة وغرائبيته يرى بنسالم حميش أن الرحالة كان موضع تساؤل حيث إنه لم يكن يحسن السباحة ولا فن الجندية، كما أنه ليس هناك دليل قوى على أنه كان يجيد لغة غير لغته الأصلية.
وعند حديثه عن ابن خلدون ينطلق من حوار المؤرخ الشهير مع الطاغية تيمور لنك ومنه "أنا غريب بهذه البلاد غربتين، واحدة من المغرب الذى هو وطنى ومنشأى وأخرى من مصر وأهل جيلى بها، وقد حصلت فى ظلك، وأنا أرجو رأيك لى فيما يؤنسنى فى غربتى، فقال: "قل الذى تريد أفعله لك".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة