بالصور.. الصم والبكم فى سوريا يبتكرون لغة إشارة للهروب من ويلات الحرب .. البنصر " i " وضم الابهام إلى السبابة والوسطى "s" مرتين تعنى" داعش" .. الإصبعين على راحة اليد "حكومة".. و3 أصابع تشير للمعارضة

الخميس، 09 مارس 2017 02:21 م
بالصور.. الصم والبكم فى سوريا يبتكرون لغة إشارة للهروب من ويلات الحرب .. البنصر " i " وضم الابهام إلى السبابة والوسطى "s" مرتين تعنى" داعش" .. الإصبعين على راحة اليد "حكومة".. و3 أصابع تشير للمعارضة الصم والبكم فى سوريا يبتكرون لغة إشارة للهروب من ويلات الحرب
كتب : ماهر عبد الواحد - (أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

داخل إحدى قاعات مركز متخصص فى دمشق، يبتكر رياض حمص وشقيقته بشر وهما من الصم والبكم، إشارات جديدة للتخاطب والتحدث عن الحرب التى تعصف ببلدهم سوريا منذ ست سنوات.

سوريا 2

سورية تتعلم لغة الإشارة الجديدة

ومنذ اندلاع النزاع الذى يدخل عامه السابع الأسبوع المقبل، بات ذوو الاحتياجات الخاصة من الصم والبكم فى سوريا بحاجة إلى استخدام إشارات جديدة للحديث عن الوضع الميدانى أو للتعبير عن مشاعرهم ومعاناتهم التى أصبحت مضاعفة.

ومن التعابير الجديدة التى يستخدمها رياض وبشر داخل مركز ايماء لخدمة الصم والبكم فى حى الميدان كلمة تنظيم الدولة الإسلامية على سبيل المثال، وللتعبير عن ذلك، ترفع نائب رئيس المركز وصال الأحدب (26 عاماً) البنصر (ما يعنى حرف الياء بالانجليزية) وتضم الابهام إلى السبابة والوسطى (حرف السين بالانجليزي) مرتين، ما يعنى بالانجليزية "ايزيس" أى تنظيم "داعش" بالعربية.

سوريا 3

شاب وشابة من الصم يتعلمان الإشارات الجديدة

 

ويعنى وضع الإصبعين على راحة اليد كلمة الحكومة، نسبة إلى النجمتين الموجودتين على العلم السوري، أما وضع ثلاثة اصابع على راحة اليد فهذا يشير إلى المعارضة نسبة إلى النجوم الثلاث الموجودة على علمها، أما وضع اليدين على العينين فيعنى الخطف، وتقول الأحدب الحائزة على اجازة فى هندسة الطب الحيوي، "كان علينا ابتكار إشارات كلمات لم تكن موجودة فى لغة الصم والبكم فى سوريا ليتمكنوا من التواصل وتبادل المعلومات أو المشاعر حول سريان العنف" ،وبعد ابتكار هذه الإشارات، يتم تصويرها وعرضها على صفحة خاصة على موقع فيسبوك، حيث يتداولها ويناقشها الصم والبكم.

سوريا 4

شاب سورى أصم سعيد بتعلمه حروف اللغة الجديدة

ويوضح رئيس مركز ايماء على اكريم لفرانس برس أنه رغم أن الحرب تركت تداعياتها على السوريين كافة، إلا أن هذه الفئة من ذوى الاحتياجات الخاصة تأثرت بالأحداث مضاعفة لأنها تعانى منها من دون أن تتمكن من إدراك ما يدور حولها.

وبحسب الاحصاءات الرسمية، يبلغ تعداد الصم والبكم فى سوريا نحو عشرين ألفا، لكن اكريم يشير إلى أن العدد الفعلى قد يكون خمسة أضعاف ذلك، يروى رياض (21 عاماً) الذى يشارك فى ابتكار المفردات الجديدة، تجربة مأساوية عاشها جراء الحرب، حين قتلت والدته وشقيقه وشقيقته بالإضافة إلى خالته وعمه وثلاثة من ابناء عمه برصاص قناصة على مرأى من عينيه من دون أن يدرك ماذا يحصل، لدى محاولتهم الهرب من الحى حيث كانوا يقيمون على متن شاحنة.

سوريا 5

الشاب السورى يتحدث بلغة الإشارة

ويقول هذا الشاب الذى تعلو وجهه ابتسامة خجولة وهو موظف فى أحد معامل الكابلات "بما اننى لا أسمع لم أكن أدرك ما يحدث حولي، شاهدت أمى تهوى أمامى ثم تلاها أولاد عمى. لكن عندما شاهدت رأس شقيقتى ينفجر امامي، ادركت حينها أنهم يطلقون النار علينا"، لم تتوقف معاناة رياض هنا، إذ قتل شقيقه الآخر اثر سقوط قذيفة أثناء لعبهما كرة القدم فى الشارع.

ويحلم هذا الشاب الذى لا يفارق خياله هذا المسلسل الدموي، بالسفر إلى الخارج. ويقول "اعتقد أننى قد احظى بفرص عمل أفضل"، ويواجه الصم والبكم صعوبة أخرى، تكمن فى حواجز التفتيش المتعددة فى المدينة، ويوضح اكريم "عليهم أن يعبروا عن أنفسهم عبر إشارات غير مفهومة، ويظن المشرفون (على الحواجز) فى بادئ الأمر أنهم يسخرون منهم" ،ويضيف "سابقاً (قبل النزاع) كان معظم الصم والبكم يتجنبون ادراج اعاقتهم على هوياتهم الشخصية لكنهم الآن يسجلونها من أجل ابرازها للحواجز".

سوريا 6

سورى أصم يتلقى دورس تعليمية

وعانت اخته بشر (32 عاما) من أوقات عصيبة بسبب سوء الفهم. ففى عام 2011، وجدت نفسها، خلال عودتها إلى المنزل، وسط المتظاهرين المناهضين للنظام فيما كان رجال الأمن يقومون بتفريقهم ،وتقول الشابة التى تضع وشاحاً أبيض على رأسها انها حاولت الهرب دون جدوى فى إحدى أزقة حى الميدان، وتضيف "لم يتمكن أحد من مساعدتى لأننى لم أقدر على التواصل وكان الوضع يزداد سوءا"، وعند استجوابها تمكنت بأعجوبة من افهامهم أنها صماء وبكماء.

بعد هذه الصدمة، لم تعد بشر تجرؤ على الخروج من منزلها، خوفاً من عدم قدرتها على العودة. ولكن فى منزلها، اهتزت النوافذ وارتجت الأرض نتيجة القصف، وتروى "لم يشرح لى أحد ماذا كان يحدث. الجميع كان فى حالة عصبية.. وكانوا يمنعوننى من الإقتراب من النوافذ"، واستولى مقاتلو الفصائل المعارضة على حى الميدان فى يوليو 2012 لمدة ثلاثة أيام قبل أن يتمكن الجيش من استعادة السيطرة عليه بعد معارك عنيفة.

سوريا 1

اشارة العلم السورى واشارة علم المعارضة

ونزحت العائلة حينها إلى لبنان لمدة عامين. وعندما عادت إلى دمشق وجدت أن كل شيء قد تغير، حتى النادى الذى هجره رواده من الصم والبكم، وتقول بحزن "لقد بعثرت الحرب كل شيء.. والناس الذين غادروا إلى الخارج ابتكروا مفردات جديدة" مضيفة "لقد تغير أصدقائي، وأصبحوا عدائيين".

وأضافت "آمل أن نلتقى من جديد فى يوم من الأيام وان يجد الصم والبكم لغة مشتركة".










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة