بدأت إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تحركاتها للتعامل مع الأزمة السورية ومواجهة تنظيم داعش، على الصعيديين السياسى والعسكرى.
ونشرت الولايات المتحدة بطارية مدفعية لمشاة البحرية فى سوريا، دعما للهجوم على معقل تنظيم داعش فى الرقة، وفقا لما أعلن مسئول أمريكى. وقال المسئول إن جنودا من الوحدة 11 لمشاة البحرية نشرت بطارية "هاوتزرز"، من عيار 155 ملم فى أحد المراكز الأمامية فى سوريا. وأوضح أن "المارينز" مستعدون للقيام بمهمتهم فى دعم هجوم الرقة، مؤكدا بذلك ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست.
وتمثل هذه العملية خطوة مهمة للقوات الأمريكية المتواجدة فى سوريا والتى يبلغ قوامها نحو 500 جندى من العمليات الخاصة، لتقديم المشورة للقوات التى تقاتل تنظيم داعش خصوصا لقوات سوريا الديموقراطية، وهو تحالف عربى كردى.
ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست"، فإن نشر المدفعية كان فى طور النقاش "لبعض الوقت"، وليس جزءا من طلب الرئيس دونالد ترامب بوضع خطة جديدة لتكثيف القتال ضد تنظيم داعش.
وتعتقد الولايات المتحدة أن الضغط على الرقة يؤتى ثماره. حيث صرح مسئول أمريكى بأن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن بعض قيادة داعش وعملائه لا يزالوا يحاولون مغادرة المدينة. وهناك معلومات أخرى تشير إلى أن المدينة مليئة بالخنادق والأنفاق والقنابل على جوانب الطرق، بخلاف المنازل المفخخة. ولو صح هذا الأمر فإنه يشير على أن الولايات المتحدة قادرة على الأرجح على جمع معلومات من الناس على الأرض ومن طائرات المراقبة أيضا.
من ناحية أخرى، أشارت الصحيفة إلى أن الجيش الأمريكى غرق فى صراع من أجل السيطرة على المناطق التى تم تحريرها من قبضة داعش فى سوريا، مما يحمل مخاطر بإطالة أمد التدخل الأمريكى فى حروب سوريا والعراق لفترة طويلة بعد هزيمة المسلحين.
وأشارت الصحيفة إلى أن القوات الأمريكية المرسلة إلى سوريا توجهت فى الأيام الأخيرة إلى بلدة مانبيج الواقعة على بعد 85 ميلا شمال غرب مدينة الرقة، التى يعتبرها داعش عاصمته، فى أول تحول عن مهمة محاربة التنظيم منذ بداية التدخل الأمريكى فى عام 2014، وذلك لحماية حلفائها العرب والأكراد من هجوم هدد به حلفاء آخرين لأمريكا من قوة مدعومة من الأتراك.
وظهرت القوات الروسية أيضا فى مانبيج بموجب اتفاق آخر تم التفاوض عليه بدون الولايات المتحدة، بحسب ما قال مسئولون أمريكيون. ووفقا للاتفاق، فإن القوات الروسية سيتم نشرها فى المنطقة، وأيضا فى شكل قوات لحفظ السلام، لتؤسس ما يعتبر تزاحما لجيوش أربع دول لتطويق مجموعة من القرى الخاوية فى أغلبها فى الركن البعيد فى سوريا.
وتابعت الصحيفة قائلة إن التحول الأخير فى الحرب الأكثر تعقيدا فى سوريا يشير إلى واحد من المخاطر العديدة التى تواجهها استراتيجية الولايات المتحدة، التى جعلت الأولوية لهزيمة داعش على حساب الحلول السياسية للصراعات الأكبر التى تشعل عدم الاستقرار فى المنطقة، وفقا لما يقول المحللين.
ويبدو أن إدارة ترامب ستكثف فى الفترة المقبلة استهدافها ليس فقط لداعش، ولكن أيضا لإيران، التى تلعب دورا محوريا فى الأزمة السورية.. فقالت نيكى هالى، سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة، إن بلادها تدعم محادثات السلام السورية التى تقودها المنظمة الدولية قائلة إن سوريا يمكن ألا تظل "ملاذا آمنا للإرهابيين" وإن من المهم "إخراج إيران ووكلائها".
وجاء حديث هالى للصحفيين بعد أن أطلع مبعوث الأمم المتحدة لدى سوريا ستيفان دى ميستورا مجلس الأمن فى جلسة مغلقة على المحادثات التى جرت على مدى عشرة أيام فى جنيف بين الأطراف المتحاربة فى سوريا وانتهت الأسبوع الماضى. وفى إشارة على أن مصير الأسد ليس بالقضية الرئيسية التى تشغل واشنطن الآن، لم ترد هالى على أسئلة عما إذا كانت الولايات المتحدة تعتقد أن من الضرورى تنحى الرئيس السورى بشار الأسد المدعوم من روسيا وإيران.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة