لا شك أن كراهية اليهود فى روسيا تزداد يوما بعد يوم، حيث ترغب العديد من الأحزاب السياسية الروسية حظر جميع المنظمات اليهودية فى روسيا، فطبقا للإحصاء الشعبى الروسى الذى صدر عام 2002 هناك 230 ألف يهودى فى روسيا، غير أن المنظمات اليهودية تقول أن العدد يفوق ذلك كثيرا، فبعد زوال الاتحاد السوفياتى هاجر حوالى مليون يهودى إلى فلسطين، عاد الآلاف منهم فى السنوات الأخيرة.
وفى هذا الصدد، قضت محكمة روسية بطرد حاخام يهودى بتهمة تعريض الأمن القومى الروسى للخطر، حيث أن هذا الحاخام يدعى "أرى أدلكوف"، اكتسب الجنسية الأمريكية منذ عام 1998، وحصل عام 2015 على تصريح إقامة مؤقتة فى روسيا، حيث أوضحت وسائل الإعلام الروسية أن سبب طرده هو خلاف على أرض كان يحاول بناء كنيس يهودى عليها فى سوتشى.
وأوضحت القناة السابعة الإسرائيلية، أن الحاخام لن يتمكن من البقاء فى روسيا كزعيما روحيا للجالية اليهودية فى روسيا، فى أعقاب قرار المحكمة الروسية بمقاطعة "سوشى"، بعدما رفضت المحكمة الطعن المقدم منه.
ومن جانبه أعلن باروخ جورين المتحدث باسم الحاخامية الكبرى فى روسيا، فى أول تعليق على قرار المحكمة، بأنه مجحف، مضيفا أنها المرة الأولى فى التاريخ المعاصر لدولة روسيا الاتحادية يتم طرد حاخاما بتهمة أنه يمثل خطرا على الأمن القومى .
وأكد المتحدث باسم الحاخامية الكبرى فى روسيا، على أن الحكم لم يبين كيفية أن يكون الحاخام يمثل خطرًا على الأمن القومى الروسى، واصفا أنه باليوم الأسود فى تاريخ اليهود الروس، مضيفًا أنه بالطبع، سيتم الطعن فى القرار، ومناشدة المحاكم العليا.
وأوضح الحاخام اليهودى وفقا لوسائل الإعلام الروسية، أن المحكمة قضت بطرده وعائلته بالكامل، مما تسبب فى انطباع سيئ للغاية فى المجتمع اليهودى الروسى ككل.
وأشارت وسائل الإعلام الروسية، إلى أن هذا الحاخام يعد مواطنا أمريكا يسعى لبناء كنيس يهودى فى سوتشى، مما أدى إلى طرده، حيث تسعى روسيا للتخلص من رجال الدين الذى حصلوا على تعليمهم الدينى فى الخارج.
يذكر أن اليهود الروس لهم تاريخًا أسودًا منذ عهد روسيا القيصرية، حيث تم إطلاق حملة أمنية وقتها بعد أزمة الشغب اليهودية فى القرن التاسع عشر ميلادى، حيث خرج الآلاف من اليهود لقيام بأعمال شغب وتخريب، إلا أن التدخل العسكرى التابع للحكومة القيصرية قامت بإبادة وقتل عددا من اليهود، فأغلب اليهود الروس غادروا روسيا بسبب تعرضهم لحملات الإبادة بدءاً من العصر القيصرى حتى وصول جوزيف ستالين إلى سدة الحكم فى القرن العشرين.