بعدما طردت فرنسا، هانى رمضان حفيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، ورافقته الشرطة الفرنسية، من مدينة كولمار شرق البلاد إلى الحدود مع سويسرا بعد أن صدر بحقه أمر إدارى يمنعه من دخول فرنسا، وذلك على خلفية "تبنيه فى الماضى سلوكا وإدلائه بتصريحات" تهدد "النظام العام على الأراضى الفرنسية" حسب وزارة الداخلية الفرنسية، أثنى باحثون إسلاميون على هذا الموقف، معتبرين ذلك محاولة للتضييق على الشخصيات التى تحمل أفكار متطرفة.
منع حفيد حسن البنا من دخول فرنسا لم يكن التصرف الأول من السلطات الفرنسية إزاءه، فخلال الأشهر الفائتة ألغيت محاضرات عدة لهانى رمضان فى مدن فرنسية مثل روبيه فى نهاية يناير وفى فبراير ألغت مدرسة للمسلمين فى منطقة ليون محاضرة كان من المفترض أن يلقيها أيضا.
وعن هذا التصرف، قال سامح عيد القيادى السابق بالإخوان، الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى: "أعتقد أن فرنسا تسير على نهج بريطانيا وألمانيا، وهو طرد الشخصيات المثيرة للجدل وأصحاب التصريحات المحرضة والعنصرية".
وأضاف "عيد": "طرد حفيد مؤسس جماعة الإخوان من فرنسا يعنى رفض الجهاديين وأصحاب التصريحات المحرضة على العنف، وهذا أسلوب جيد" مؤكدا أن السلطات الفرنسية من حقها منع دخول أراضيها أى شخصية تحرض على العنف.
واعتبر "عيد" تصرف فرنسا مع حفيد حسن البنا، سياسة جديدة من دول أوروبا فى التعامل مع الجماعات والتنظيمات الإرهابية، مشيرا إلى أن كل دولة تتعامل مع التنظيمات الإرهابية والشخصيات المحرضة على العنف على حده، فمثلا تركيا وقطر وغيرهم من الدول يستقبلون قيادات التنظيمات الإرهابية، بينما هناك دول أخرى تمنع دخول أى شخصيات تحرض على العنف.
فيما أرجع أحمد عطا الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى طرد فرنسا هانى رمضان حفيد حسن البنا إلى وجود علاقة بينه وبين التنظيمات المسلحة فى باريس، مشيرا إلى هناك معلومات قد وصلت وزارة الداخلية الفرنسية مفادها أن حفيد البنا يتواصل مع تنظيمات مسلحة، بالإضافة إلى تصريحاته المحرضة على العنف.
وأشار "عطا" إلى أن هانى رمضان حفيد مؤسس جماعة الإخوان من ابنته، ووالده القيادى سعيد رمضان أول من أسس التنظيم الدولى فى سويسرا عام ١٩٦٠، وله شقيقان الأول - الدكتور طارق سعيد رمضان أستاذ الفقه الإسلامى بإحدى الجماعات، وشقيقه الآخر دكتور جراح أيمن سعيد".
وتوقع "عطا" أن تتخذ دول أوروبا نفس أسلوب فرنسا، مشيرا إلى أن دول أوروبا لا تتعامل بمبدأ هذا إخوانى وهذا ليس إخوانى بل تتعامل وفقا مع الفكر الذى ينتهجه الشخص بصرف النظر عن الناحية التنظيمية".
جدير بالذكر أن وزارة الداخلية الفرنسية قال إن المفكر الإسلامى السويسرى المثير للجدل هانى رمضان "المعروف لتبنيه فى الماضى سلوكا وإدلائه بتصريحات تشكل تهديدا خطيرا للنظام العام على الأراضى الفرنسية" أبعد إلى سويسرا.
وقالت الوزارة فى بيان إن هانى رمضان شقيق الجامعى طارق رمضان وحفيد حسن البنا ، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين المصرية "أوقف السبت فى كولمار (شرق فرنسا) وذلك خلال مؤتمر كان يشارك به ورافقته الشرطة إلى الحدود الفرنسية السويسرية".
وأوضحت الوزارة أن أمرا إداريا بمنعه من دخول الأراضى الفرنسية صدر بحقه منذ الجمعة. وطارق رمضان شقيق هانى رمضان ممنوع من دخول الولايات المتحدة.
ونقل البيان عن وزير الداخلية ماتياس فيكل أن "وزارة الداخلية وقوات الأمن مستنفرة بالكامل وستواصل الكفاح بلا هوادة ضد التطرف والتشدد".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة