هل نقف فى مواجهة احتمالات حرب عالمية جديدة؟ ربما يبدو الأمر بعيدا بدرجة ما، ولكن تطورات الأوضاع فى شبه الجزيرة الكورية تحمل إشارات خطيرة ومؤشرات قلق ونُذر سخونة وتوتر، ما زال رئيس كوريا الشمالية يواصل تحركاته العسكرية والتسليحية المثيرة لقلق الجارة الجنوبية وراعيتها الولايات المتحدة الأمريكية، وآخرين من العناصر الفاعلة فى المجتمع الدولى، ومؤخرا دخل السيناتور الأمريكى جون ماكين على الخط بوصفه الرئيس الكورى الشمالى بـ"الطفل السمين"، ما رأى متابعون لملف كوريا الشمالية أنه ربما يكون سببا فى رفع وتيرة الصراع وزيادة حرارته.
مؤخرا وضعت الولايات المتحدة الأمريكية، الصين فى موقف سيئ مع جارتها كوريا الشمالية، إذ طالبتها بممارسة ضغط حقيقى على الرئيس الكورى الشمالى كيم جونج أون، لوقف برنامجه الصاروخى والنووى، إذ أكدت واشنطن فى تصريحات سابقة أن ما يفصلها عن ضرب كوريا الشمالية هو موقف الصين.
رئيس كوريا الشمالية مع جنوده
الولايات المتحدة تهدد الصين بضرب كوريا الشمالية
فى هذا الإطار، كشفت وكالة أنباء "Kyodo " اليابانية، عن أن الولايات المتحدة الأمريكية ستضرب كوريا الشمالية إذا لم تمارس الصين ضغطا حقيقيا عليها، وأوضحت الوكالة أن وزارة الخارجية الأمريكية أبلغت الحكومة اليابانية، بأن واشنطن ستضرب كوريا الشمالية إذا لم تجبر الصين بيونج يانج على وقف برنامجها الصاروخى والنووى، مشيرة إلى أن ممثلا للخارجية الأمريكية نقل هذا الموقف إلى طوكيو مطلع أبريل الجارى.
ونقلت "Kyodo" فى هذا السياق، أن ممثل الخارجية الأمريكية أبلغ الحكومة اليابانية بوجود خيارين فقط، وهما إما تعزز بكين ضغطها أو تشن واشنطن حربها، لافتة إلى أن الحكومة اليابانية استوعبت بعد ذلك أن العملية العسكرية ضد كوريا الشمالية قد أصبحت خيارا حقيقيا للولايات المتحدة.
فى سياق متصل، أعربت طوكيو عن قلقها من أن تصبح أراضى اليابان وكوريا الجنوبية هدفا لضربات مضادة من قبل بيونج يانج، وتبعا لذلك أوصلت الحكومة اليابانية لأسماع واشنطن أنها لا تسعى إلى حل عسكرى لمشكلة كوريا الشمالية، بل إلى جعل شبه الجزيرة الكورية منطقة خالية من السلاح النووى بالوسائل الدبلوماسية.
خريطة كوريا الشمالية والجنوبية والصين
اليابان تنقل مخاوفها لواشنطن.. وترفض توجيه ضربة عسكرية لكوريا
وعن التحركات الدبلوماسية من جانب طوكيو، أفادت وكالة "Kyodo" بأن وزير الخارجية اليابانى "فوميو كيشيدا"، نقل هذا الموقف لنظيره الأمريكى ريكس تيلرسون، خلال الاجتماع الذى عقد فى إيطاليا 10 أبريل الجارى، وأن رئيس الدبلوماسية اليابانية شدد أيضا على أن طوكيو تعلق آمالا على أن الصين، الشريك الاقتصادى والعسكرى الرئيسى لكوريا الشمالية، ستمارس ضغطا أكبر على بيونج يانج، وتقنعها بوقف برنامجها الصاروخى والنووى، وشددت الوكالة على أن الحكومة اليابانية تعول بشكل خاص على وقف بكين إمداد كوريا الشمالية بالنفط.
كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أعلنت مؤخرا، أكثر من مرة، أنها لا تستثنى أى خيار أثناء تحديد موقفها من كوريا الشمالية.
خريطة للصواريخ المختبرة
قوة بحرية أمريكية تتحرك باتجاه شبه الجزيرة الكورية
أما عن مواقف الأطراف المباشرة فى الصراع، فقد أكدت واشنطن، ومعها "سيول" وطوكيو، إن بيونج يانج حققت تقدما ملحوظا فى الفترة الماضية فى برامجها العسكرية، وهى بالخصوص تقترب من امتلاك صواريخ "بالستية" عابرة للقارات، ما يعنى أنها قادرة على الوصول إلى الجانب الغربى من الأراضى الأمريكية.
وتبحر فى الوقت الراهن نحو شبه الجزيرة الكورية، قوة بحرية أمريكية ضاربة، تتقدمها حاملة الطائرات "Carl Vinson"، وتضم طرادا صاروخيا ومدمرتين حاملتين للصواريخ، فيما تقول وكالة أنباء "Kyodo" إن الولايات المتحدة وجهت سفينتين حربيتين أخريين من قاعدتهما فى سان دييجو فى كاليفورنيا، لتعزيز هذه المجموعة الضاربة.
من جانبها، دعت الصين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى التحلى بالهدوء حيال كوريا الشمالية، بعد تهديدات جديدة من الرئيس الأمريكى الذى أعلن أنه قادر على أن يتوصل إلى إيجاد حل وحده للمشكلة، فيما أعلنت بيونج يانج عن استعدادها للحرب.
ترامب يفاوض الصين على اتفاق تجارى مقابل تسوية مشكلة كوريا
وكتب "ترامب" على تويتر، أن كوريا الشمالية تبحث عن مشاكل، إذا قررت الصين المساعدة فسيكون الأمر ممتازا، وإلا سنتولى تسوية المشكلة من دونهم، فى إشارة إلى البرامج النووية والباليستية الكورية الشمالية التى حظرتها الأمم المتحدة.
وبعد أيام على قمة، مع نظيره الصينى شى جين بينج، فى مقره بفلوريدا، ربط "ترامب" على ما يبدو من جهة أخرى، المفاوضات التجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين فى العالم، بملف كوريا الشمالية، وقال: "شرحت للرئيس الصينى أن اتفاقا تجاريا مع الولايات المتحدة سيكون أفضل للصينيين، إذا قاموا بتسوية مشكلة كوريا الشمالية".
وبعد مغادرة الرئيس الصينى الولايات المتحدة، أعلنت واشنطن، السبت الماضى، أن حاملة الطائرات "يو إس إس كارل فينسون"، والقطع المرافقة، لها تبحر باتجاه شبه الجزيرة الكورية، وقد اعتبر هذا القرار الذى أعلن بالتزامن مع الضربة العقابية الأمريكية فى سوريا، استعراضا للقوة من جانب إدارة "ترامب"، بينما ردت كوريا الشمالية، قائلة إنها ستدافع عن نفسها "بقوة شديدة من الأسلحة"، ردا على نشر الولايات المتحدة الأمريكية لمجموعة ضاربة من بحريتها فى شبه الجزيرة الكورية.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "كى سى إن إيه"، عن وزارة الخارجية قولها، إن نشر السفن الحربية الأمريكية يظهر "تحركات متهورة نحو الغزو" وإن الأمر "بلغ مرحلة خطيرة"، وتقول قيادة المحيط الهادئ فى الجيش الأمريكى إنها تهدف إلى الحفاظ على استعداداتها فى المنطقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة