رصدت صحيفة "واشنطن بوست" تزايد الخطاب المعادى للمسلمين فى سباق انتخابات الرئاسة الفرنسية، وقالت إن تلك الانتخابات أصبحت استفتاء على المسلمين ومكانتهم فى المجتمع الفرنسى الذى يعد أكثر المجتمعات تعددية من الناحية الثقافية فى أوروبا.
وأشارت الصحيفة إلى أن البعض يرى أن الانتخابات الرئاسية الفرنسية ستغير مسار بلد يواجه اضطرابا سياسيا واجتماعيا. وبالنسبة لآخرين فإن الانتخابات ستغير مسار قارة، وتتحدى فكرة الإندماج الأوروبى. لكن فى فرنسا نفسها، هناك شيئا آخر على المحك، ففى بلد لا يزال تحت حالة الطوارئ رسميا، فى أعقاب العنف الإرهابى الذى شهده على مدار العامين الماضيين، أصبحت الانتخابات أيضا استفاء على المسلمين ومكانتهم فى المجتمع الفرنسى.
فقبل الجولة الأولى من التصويت فى الانتخابات التى ستجرى الأحد المقبل، يشعر كل واحد من المرشحين الخمسة البارزين والقادمين من مختلف الأطياف الإيديولوجية، بأنه مضطر إلى معالجة مسألة المسلمين الملحة، وبشأن ما ينبغى فعله مع أكبر أقلية دينية فى البلاد.
وكانت إجابة مارين لوبان، مرشحة اليمين المتطرف شديدة الوضوح، حيث انتقدت فى خطاب إعلان ترشحها للرئاسة فى فبراير الماضى ما وصفته بالعولمة الإسلامية والتى وصفتها بأنه عقيدة تريد أن تجعل فرنسا تركع.
أما المرشح المستقل الذى يحظى بالشعبية إيمانويل ماكرون فقد تحدث عما يرى أنه حاجة ملحة لمساعدة المسلمين على إعادة هيكلة "إسلام فرنسا".. بينما يريد مرشح أقصى اليسار، جان كلود ميلانشون، الذى أدان الإسلاموفوبيا، فى النهاية أن يقضى على كل الطائفية، وكرر ما وصفه بالحاجة الملحة لوضع نهاية "لاختلاس الأموال العامة فى التعليم الطائفى الخاص".
أما المرشح الاشتراكى بينوا هامون، فقد دافع مرارا عن مصالح المسلمين الفرنسيين، وأصر على أن القانون الفرنسى، فى عام فضيحة البوركينى، يحمى الفتيات اللاتى ترتدين الحجاب أو اللاتى تريدن ارتداء الحجاب.
ورأت الصحيفة أن الكثير من المسلمين فى فرنسا لا يجدون مرشحا يمكن أن يغير الوضع الحالى الذى يرى كثيرون أنه غير مستديم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة