انطلقت صباح اليوم الأحد، الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية التى ربما تكون الأهم فى تاريخ فرنسا الحديث والدول الأوروبية كافة، لما تشهده باريس من تحديات أمنية واقتصادية كبرى بعدما طالتها يد الإرهاب عدة مرات على مدار السنوات القليلة الماضية، ولما تشهده القارة العجوز من مخاطر جسيمة فى مقدمتها خروج بريطانيا من عضوية الاتحاد الأوروبى، والدعوة لإجراءات مماثلة فى دولا أوروبية من بينها فرنسا نفسها.
Coucou @BFMTV @CNEWS et consorts. A Montréal il y a 1.5km de queue pour voter. Un quartier bouclé! #Presidentielle2017 #RadioLondres pic.twitter.com/fm7mimLL2y
— Baptiste Laget (@baptistelaget) April 22, 2017
وتوافد منذ صباح اليوم، آلالاف الفرنسيين على مقار اللجان للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات التى يتنافس فيها 11 مرشحا، فى مقدمتهم مارين لوبان، مرشحة اليمين المتطرف وزعيمة حزب الجبهة الوطنية التى تتصدر استطلاعات الرأى ، بجانب إيمانويل ماكرون المرشح الوسطى المستقل، وكذلك اليمينى فرانسوا فيون، رئيس وزراء فرنسا السابق وجان لوك ميلونشون المرشح عن حزب "فرنسا المتمردة"، نيكولا دوبون إينيون مرشح "انهضى يا فرنسا"، وفيليب بوتو عن "الحزب الجديد لمناهضة الرأسمالية"، وناتالى أرت عن حزب "نضال العمال"، وجاك شوميناد عن حزب "التضامن والتقدم".
طوابير الناخبين فى برلين
طوابير الناخبين فى لندن
وجاء تصويت الفرنسيين فى الداخل بعد انطلاق التصويت فى سفارات وقنصليات فرنسا مساء أمس السبت، فى العديد من عواصم دول العالم.
عدد من الناخبين
ومن شأن الانتخابات الحالية أن تحدد مستقبل فرنسا فى الاتحاد الأوروبى وحلف الناتو ومنطقة اليورو، حيث دعت المرشحة اليمينية مارين لوبان ـ الأوفر حظا وفق الاستطلاعات ـ إلى انفصال فرنسا وخروجها من كل الاتفاقيات الاقليمية ومغادرة الاتحاد الأوروبى فى إجراء مماثل لما أقدمت عليها بريطانيا.
ويبلغ عدد الناخبين الفرنسيين الحائزين لحق التصويت 47 مليون شخص، بينهم 45.67 مليون ناخب داخل فرنسا وفى أقاليم ما وراء البحار، بخلاف 1.5 مليون فرنسى يعيشون خارج البلاد. وبدأت لجان ومراكز الاقتراع فى فرنسا استقبال المصوتين فى تمام الثامنة بتوقيت القاهرة، وسط إجراءات أمنية مكثفة خوفا من وقوع أعمال عنف وشغب، أو تعرض البلاد لهجمات إرهابية، خاصة لانطلاق الانتخابات بعد أيام قليلة هجوم الشانزيليزية.
وفى الساعات الأولى من التصويت، توجه الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند إلى مدينة كوريز الفرنسية حيث يوجد مكتب الاقتراع التابع له، وأدلى بصوته، وعاد إلى باريس على الفور.
الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند
كما توجه نيكولا دوبون إينيون مرشح "انهضى يا فرنسا" فى الانتخابات الرئاسة الفرنسية إلى مكتب الاقتراع التابع له فى مدينة ييرس بإقليم ليسون الفرنسى للإدلاء بصوته، وذلك بعد 5 سنوات من خسارته الانتخابات الماضية والتى نال فيها 1.79% فقط من أصوات الناخبين.
ومن بين المرشحين الذين أدلوا بأصواتهم فى الساعات الأولى من انطلاق الانتخابات، الحقوقية العمالية والقيادية النقابية البارزة ناتالى أرت، وذلك فى لجنتها بمنطقة بانتين فى سان دونى. وكذلك المرشح الاشتراكى، بانوا هامون قبل وقت قصير بصوته فى منطقة تراب فى مدينة إيفلين، وذلك بعدما استطاع الفوز بصعوبة فى الجولة الثانية من الانتخابات التمهيدية لليسار، بعد حصوله على أكثر من 58 % من أصوات الناخبين ليصبح مرشحا عن اليسار للانتخابات الرئاسية الحالية.
بنوا هامون
أما مرشحة الجبهة الوطنية، اليمينية المتطرفة، مارين لوبان قامت بالإدلاء بصوتها فى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، فى منطقة هنين بومون.
لوبان أمام صندوق الاقتراع
وتوجه المرشح إيمانويل ماكرون، إلى مركز الاقترع فى مدينة توكيه الفرنسية للإدلاء بصوته. كما صوت أيضا مرشح الحزب المضاد للرأسمالية فيليب بوتو فى مدينة بوردو الفرنسية، ويعتبر بوتو العامل الأول الذى ترشح للانتخابات فى عام 2012. وهو قيادى عمالى شيوعى وعضو فى رابطة الشيوعيين الثوريين منذ العام 2000 ، وشارك فى العام 2009 بتأسيس الحزب الجديد المعاد للرأسمالية.
فيليب بوتو
وصوتت أيضا عمدة العاصمة الفرنسية باريس آن إيدالجو، فى الانتخابات الرئاسية واختيار مرشحها الأصلح من وجهة نظرها، إذا أدلت بصوتها فى لجنتها بالدائرة الـ15.
عمدة باريس خلال التصويت
وقالت صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية، إن طوابير الناخبين فى انتخابات الرئاسة الفرنسية بالخارج ممتدة بشكل كبير للغاية، إذ توجه الناخبون إلى لجان الاقتراع فى أوقات مبكرة، وتمتد الطوابير إلى مئات الامتار وتعدت الكيلو متر فى مونتريال الكندية.
ووفقا للصحيفة الفرنسية، يتواجد ذلك المشهد فى عدد من البلدان على رأسها مونتريال فى كندا والعاصمة البريطانيا لندن والبرازيل، وطوكيو وسنغافورة، وأن تلك الطوابير من المتوقع أن تستمر لأكثر من 3 ساعات.
مئات الناخبين فى مونتريال
من جهة أخرى، نشر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، صورة لمسن فرنسى يقوم بتشويه اللافتات الخاصة بمرشحى الانتخابات الفرنسية، وذلك عن طريق الرسم على وجوههم، فى مشهد يظهر عدم رضاه عن الانتخابات والمرشحين الذين يبدو غير مناسبين من وجهة نظره.
وكان الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند الذى تنتهى ولايته خلال أسابيع قال فى خطاب مساء أمس أنه سيتم اتخاذ كل التدابير الضرورية لضمان أمن الانتخابات، مع نشر 57 ألف شرطى اليوم الأحد، فيما وعدت بلدية باريس بإرسال تعزيزات إلى مكاتب التصويت التى ستطلب ذلك.
وقال رئيس الوزراء برنار كازنوف "يجب ألا يعيق أى شىء هذا الملتقى الديموقراطى". وكانت السلطات الفرنسية قد أعلنت عن الاستعانة بـ50 ألف شرطى إضافى لتأمين أكثر من 67000 مكتب اقتراع فى كافة أنحاء البلاد. كما أعلنت البلديات المختلفة عن تدابير أمنية حول مكاتب الاقتراع تشمل إقامة حواجز على بوابات ومداخل مراكز التصويت.
ماكرون يحى أحد أنصاره
زوجة ماكرون تصوت
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة