دعا الكاتب الأمريكى ريتشارد مينيتر وزير الدفاع فى بلاده جيمس ماتيس إلى ضرورة تبنى موقف متشدد من قطر فى ظل دعمها للإرهاب، منتقدا الوزير لأنه لم يذكر خلال زيارته مؤخرا للدوحة تمويل قطر ودعمها للإخوان، ولم يثر هذا الموضوع.
وفى مقال له بمجلة "فوربس" الأمريكية اليوم الأحد، قال مينيتر إن المسئولين الأمريكيين والعرب يتساءلون متى ستتبنى الولايات المتحدة موقفًا صارمًا من قطر إزاء دعمها الصريح للإخوان، موضحًا أنه بسبب هذه القضية وحدها، اختلفت السعودية والإمارات والبحرين مع قطر علانية وسحبوا سفرائهم، وفى حين أنه بعض التحسن فى الأوضاع بين الطرفين فى البيانات العامة، إلا أن جيران قطر غاضبين وقلقين من أن الإمارة الصغيرة يتواصل تمويل ودعهم الإسلاميين الراديكاليين الذين يريدون الإطاحة بحكوماتهم.
وأكد الكاتب أن دعم قطر للإخوان معروف، مشيرًا إلى أن قناتها الجزيرة تقدم بانتظام ضيوفًا مرتبطين بالتنظيم، مضيفًا أنه على مدار سنوات، ظل الزعيم الروحى للتنظيم، يوسف القرضاوى، له برنامج خاص على القناة.
وتابع مينتير قائلًا : طالما قال المسئولون السعوديون والمصريون أن قطر تمول جماعات تابعة للإخوان عبر الشرق الأوسط، منها الجماعات التى تعمل على الإطاحة بحكومتى القاهرة والرياض، حليفتا الولايات المتحدة، كما قدمت قطر ملاذًا آمنًا لعدد من الإرهابيين المرتبطين بالإخوان، ومنهم خالد شيخ محمد، العقل المدبر لهجمات سبتمبر، الذى كان عضوًا فى فرع الإخوان فى الكويت خلال سنوات عمره الأولى، وقدمت له قطر شقة بتمويل حكومى ووظيفة حكومية عام 1996.
وتابع قائلًا إن السعوديين ودول الخليج لم تستطع الاعتماد على دعم كبير من إدارة أوباما، واعتقد بعض المسئولين العرب، أن البيت الأبيض فى عهد أوباما كان قريبًا جدًا من حكومة الإخوان فى مصر، بينما خشى مسئولون آخرون أن أوباما كان جبانًا لدرجة أنه لا يستطيع مواجهة حكام قطر.
ومن ناحية أخرى، تم الترحيب بالرئيس ترامب بأمل كبير من السعودية والخليج، فقد بدا قويًا وحاسمًا على شاشات التلفزيون، وأعجبوا بهذا فى الاجتماعات الخاصة، واعتقدوا أن إدارة ترامب تفهم بشكل واضح أن ملالى إيران تهديد يحب تحجيمه، ولا ينبغى التعامل معه باتفاقيات.
وكان كثير منهم يأمل أن تستغل إدارة ترامب زيارة ماتيس لكى يبعث برسالة لقطر مفادها: لو أردتم حمايتنا، تخلوا عن دعمكم للإخوان التى تهدد أمن وسلام حلفاءنا العرب وأرضنا، ولو أردتم الاستمرار فى إيواء وتمويل هؤلاء المتطرفين، فتسمعون أصوات الحماية العسكرية الأمريكية تحلق بعيدًا، فى إشارة إلى القاعدة العسكرية الأمريكية فى قطر التى يوجد بها نحو 10 آلاف من الأمريكيين.
وأشار المقال إلى أن كل الجماعات الإسلامية الإرهابية بما فيها داعش والقاعدة تعود أصولها الفكرية إلى الإخوان، ومضى قائلا : إن "وزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس ربما كان لديه كلمات قوية للقطريين سرًا، فالجنرال السابق فى قوات المارينز الذى حارب فى الشرق الأوسط من قبل يفهم بالتأكيد التهديد الذى يمثله الإخوان. وإن لم يكن الأمر كذلك، فستندم أمريكا قريبًا على صمتها المهذب إزاء دعم قطر للإخوان. ولن تصبح واشنطن قادرة على هزيمة الإرهابيين لو أن أصدقائها لا يتوقفون عن تمويلهم.
وبالنسبة لقطر، قال ريتشارد مينيتر، إن الوقت قد حان لتعيد التفكير فى استراتيجيتها، فقد كانت قطبًا ثالثًا على مدى العقدين الماضيين، ووضعت نفسها بين إيران والسعودية، وكان صديقة للإخوان ولأمريكا فى نفس الوقت. والآن، ومع سعى إيران للأسلحة النووية، فإن وقت الاختيار قد حان. وعليها أن تختار بين الماضى والحاضر، بين التطرف والتسامح، ولم يعد هناك مجالا للأرض الوسطى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة