بالرغم من تضارب الأرقام حول عدد الأقليات الدينية فى فرنسا، لأن قوانين الجمهورية تمنع تعداد المواطنين حسب انتمائهم الدينى أو العرقى، إلا أن بعض التقديرات الغير رسمية، تؤكد إن عدد المسلمين يتراوح ما بين 5 – 6 ملايين شخص، معظمهم من دول المغرب العربى، حيث تصل نسبتهم إلى 82 % من مسلمى فرنسا.
إلا إن هناك أسبابًا أدت إلى ارتفاع هذه النسبة، ومن بينها حملات الاستعمار الفرنسى فى شمال أفريقيا، واستقطاب الحكومات الفرنسية، بعد الحرب العالمية الثانية للعمال والحاقهم بالثورة الصناعية، فضلًا عن استقطاب البعض للمشاركة فى الحرب.
ويعزف المسلمون فى فرنسا بشكل عام عن المشاركة فى الانتخابات سواء برلمانية أو محلية أو رئاسية، ولكن بالرغم من ذلك، فقد لعب المسلمون دورًا حاسمًا فى فوز فرانسوا هولاند بالانتخابات الرئاسة فى العام 2012، على حساب غريمه نيكولا ساركوزى، بعد تصريحات الأخير العدائية ضد الجزائر ورغبته فى تمرير قانون يمجد الاستعمار الفرنسى، فهل يكررها المسلون مرة أخرى فى انتخابات 2017؟.
ويعتبر المسلمون الفئة الأكثر ترقبا لجولة الإعادة والتى ستجرى بين مرشح تيار الوسط إيمانويل ماكرون، ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، والمقرر لها أن تجرى فى 7 مايو المقبل، بسبب التصريحات العدائية ضد الإسلام والمسلمين، والتى تبنتها "لوبان" خلال برنامجها الانتخابى، حيث دعت إلى التشدد إزاء المهاجرين، واعتبرت أن "الإسلام" يشكل خطرا على الثقافة الفرنسية، فضلا عن دعوتها لسحب الجنسية من الذين لديهم علاقة بالإرهاب.
ويتضمن برنامجها الانتخابى أيضًا، إعطاء الأسبقية للفرنسيين فى التوظيف، وفك الارتباط مع منطقة "اليورو"، وتنظيم استفتاء حول "بريكست فرنسى" من الاتحاد الأوروبى.
أما إيمانويل ماكرون فيبدو أنه ضمن أصوات المسلمين، خاصة وأن الأخير اقترح فى برنامجه الانتخابى تمييزا إيجابيا عند توظيف سكان الضواحى، والذى يقطنه أغلبية المهاجرين والمسلمين، بالإضافة إلى تبنيه فكرة محاربة التطرف عبر تعزيز العمليات الاستخباراتية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة