كل التقارير الأجنبية السلبية التى تتناول الشارع المصرى، تقول إنه «جراج كبير تحكمه الفوضى»، ونحن للأسف نعرف ذلك ونقابل أسبابه كل يوم: عمارات بعشرات الأدوار دون جراج يحتضن سيارات من يسكنون هذه الأدوار، لدينا سلاسل وخوازيق تحجز الأرصفة دون وجه حق، هناك أيضًا السايس الذى لا ندرى ماذا كانت مهنته الأصلية قبل أن نترك الشارع تحت رحمته.. نحن نعلم هذه المشاكل ونتعامل معها يوميًا، من إذن الذى لا يعلمها أو يتجاهلها فى حين أنه يتحمل مسؤوليتها؟.. نعم هى الحكومة ومن تمنحهم رواتب من ضرائبنا ومواردنا لكى يتولوا التخطيط والرقابة، وفى هذه البلاد أصبح التخطيط عادة سيئة، والرقابة لا تصلح الضمائر الفاسدة، لكن مازال بإمكاننا البدء من جديد بخطوات نظيفة، يمكن أن يصبح السايس «مهنة» لها قواعد معتبرة، ويتوقف موظفو الأحياء عن اعتبار المخالفات علاوة تشجيعية على رواتبهم، ماذا لو منعنا بناء الأبراج التى لا توفر أماكن للسيارات ضعف ما توفره للبشر، ماذا لو أصبح للأسئلة فى هذا البلد إجابات صحيحة؟