تتجه أنظار العالم إلى مصر غدا الجمعة وبعد غد السبت لمتابعة الزيارة التاريخية لبابا الفاتيكان البابا فرانسيس لمصر، وسط اهتمام متزايد من قبل وسائل الإعلام العالمية وفى مقدمتها الصحافة الإيطالية والإسبانية.
وقبل يوم من الزيارة أشادت صحيفة "جورنال دى إيطاليا" بإجراءات التأمين التى تعتزم الأجهزة الأمنية اتباعها خلال الزيارة، مشيرة إلى أن زيارة البابا تؤكد أن مصر بلد آمن وستدعم السياحة.
ولفتت الصحيفة، إلى اعتزام السلطات المصرية نشر 60 ألف ضابط وفرد أمن لحماية البابا خلال زيارته ، قائلة، "لا أحد يقلل من مخاطر تنظيم الإخوان والمتعاطفين معه، سواء معروفين أو مجهولين، لذلك فإن السلطات المصرية اتخذت إجراءات وقائية لحماية البابا أثناء وجوده فى مصر، خاصة أن البابا نفسه صمم على عدم استخدام سيارة مدرعة لأن مصر بلد الأمان والسلام".
وأضافت الصحيفة، "زيارة البابا وعدم استخدامه سيارة مدرعة دليل قوى على أن مصر ليس بها بؤر إرهابية، ولا تمثل أى خطورة، كما يرى البعض، إنما على العكس من ذلك، لذا فإن زيارة البابا إلى مصر ستكون نقطة تحول فى مستقبل مصر التى ستحظى بانتعاش فى قطاع السياحة بشكل كبير الفترة المقبلة بعد الترويج بأنها "بلد الأمان".
وقال المحلل السياسى الإيطالى "دى ماركو مانشينى"، إن زيارة بابا الفاتيكان، لمصر خلال اليومين المقبلين، زيارة مهمة للغاية، متابعا: "مصر هى أرض الوصايا العشر لنبى الله موسى، وهى أفضل مكان لنشر رسالة السلام والمحبة".
وأضاف "مانشينى"، فى تقرير نشرته صحيفة "آثى ستامبا" الإيطالية، قائلا: "البابا فرنسيس يسير على نفس طريق السلام لجيوفانى باولو الثانى، الذى زار مصر فى فبراير 2000، والآن وبعد 17 عاما يزور البابا مصر لنشر رسالة السلام للعالم، والمعروف عن مصر أنها أرض الوصايا العشر، وجيوفانى باولو ذهب إلى سيناء، والآن البابا فرنسيس يختار المكان الأفضل لنشر رسالة السلام للعالم".
وأكد المحلل الإيطالى ، أن القديس جيوفانى باولو الثانى، دائما ما كان يحمل كلمات المودة لكل طائفة الأقباط الكاثوليك، علامة على وحدة الكنيسة، وبعده كان البابا شنودة، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية السابق، فكان كل منهما يبحث عن سبيل لتلبية التواصل الروحى، مثل الصلاة المشتركة والصوم وحسن الضيافة بين الأديرة، وهذا ما يتبعه بابا الفاتيكان الآن.
وأشار المحلل الإيطالى فى تقريره الصحفى، إلى أن البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، معروف عنه على التواضع والبساطة، والبعد عن التكلف فى التقاليد، ودعم الحركات الإنسانية، والعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية، وتشجيع الحوار، والتواصل بين مختلف الثقافات.
أما "الباييس" الإسبانية فقالت إن "عودة السفير الإيطالى لمصر أصبح أمرًا طبيعيًا وضروريًا بعد زيارة البابا للقاهرة، حيث أن تلك الزيارة اعتراف كامل من الفاتيكان بأهمية مصر فى العالم.
وأشارت الصحيفة إلى أن اختيار البابا فرانسيس لزيارة مصر وتصميمه على تلك الزيارة رغم الهجمات الأخيرة ضد كنيستى طنطا والإسكندرية، وحتى تفجير كمين سانت كاترين، يعكس أن مصر بالفعل بلد الأمن والسلام، ولذلك فإن قضية مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى فى مصر مجرد "حادث" لا يستدعى سحب السفير الإيطالى من البلاد هذه الفترة الطويلة.
ولفتت الصحيفة إلى أن زيارة البابا إلى مصر، وهى لبناء الجسور مع الإسلام، ونشر السلام والتحدث عن قضية ريجينى فى ظل هذه الرسالة ليست مناسبة، حيث أنها حتى الآن القضية معقدة بسبب أبحاث ريجينى المتعلقة بالحالة السياسية والاجتماعية فى مصر.
وأوضحت الصحيفة، أن بابا الفاتيكان لن يتحدث حول قضية ريجينى فى مصر، حيث أن رسالته واضحة وهى نشر السلام، ورغم طلب أسرة الشاب الإيطالى للبابا بفتح قضية ريجينى فى مصر، إلا أن المتحدث الإعلامى لبابا الفاتيكان جريج بورك نفى ذلك، وقال إن قضية ريجينى مسألة بين البلدين فقط، واكتفى البابا بمشاركة عائلة ريجينى الآلام والدعاء له.
وأضافت الصحيفة أن العلاقات المصرية الإيطالية عادت إلى طبيعتها مجددًا، وأصبح من الضرورى إعادة السفير الإيطالى إلى لمصر، فلن تتوقف تلك العلاقات لمجرد حادث.
وقال أدنان موكرانى عضو المعهد البابوى لوكالة "روماريبورتس" الإيطالية، إن زيارة بابا الفاتيكان، البابا فرانسيس للقاهرة، والتى تتضمن زيارة الأزهر، تعد فرصة فريدة لجامعة المشيخة لاستعادة دورها الإصلاحى.
وأضاف موكرانى إن جامعة الأزهر عليها أن تظل منفتحة على العالم وتدعم الحوار بين الأديان، مشيراً إلى أن 80% من المسلمين فى العالم والعديد من الأئمة يخرجون من جامعة الأزهر التى لديها سلطة معينة فى العالم الإسلامى، ولكن الأزمات المتلاحقة على مصر، أنعكست على الجامعة ودورها.
ويصل البابا فرنسيس بابا الفاتيكان مصر للمرة الأولى الجمعة فى زيارة تبدأ باستقبال رسمى فى مطار القاهرة يعقبه لقاء مع الرئيس عبدالفتاح السيسي فى قصر الرئاسة، يليه لقاء فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وسيتوجه بعد ذلك إلى المؤتمر العالمى للسلام لإلقاء كلمته وللاستماع إلى كلمة الشيخ الطيب قبل أن يلتقى بقداسة البابا تواضروس بابا الإسكندرية.
ويقيم البابا فى ثانى وآخر أيام زيارته قداسة الإلهى قبل أن يتوجه للقاء قيادات دينية مسيحية فى ختام الزيارة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة