قال الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، إن الحرب التى تخوضها مصر ضد قوى الظلام الإرهابية التى أراقت الدماء ولم تفرق بين دين ولا عرق، دعم للسلام العالمى وتعزيز للقيم الإنسانية المشتركة، لافتًا -فى مباحثات أجراها مع العاهل البلجيكى، الملك فيليب، فى القصر الملكى بالعاصمة بروكسل ظهرَ اليوم- إلى ضرورة التمييز بين رسالة الإسلام النبيلة التى تتمثل فى الرحمة والسلام، وبين المغالطات والممارسات التى ظهرت من أولئك المتطرفين والإرهابيين الذين يشوهون تعاليم الإسلام السمحة، مشددًا على أن جرائم الإرهابيين تتعارض كليًّا مع الجوهر الحقيقى لرسالة الإسلام والفهم الصحيح لتعاليمه.
ودعا مفتى الجمهورية المنتدياتِ الدوليةَ ودوائر صُنْع القرار العالمى إلى إتاحة الفرصة الكاملة أمام العلماء المتخصصين للتحدث بلسان الدين الإسلامى، "حتى لا نترك الساحة للمتطرفين الذين يشوهون الإسلام ويهدمون الإنسان".
وقال المفتى: إننا فى دار الإفتاء المصرية نبذل جهودًا دءوبةً نحو الوصل بين الإسلام والواقع المعيش، ونصدر الفتاوى التى تحقق مصالح الناس واستقرار المجتمعات وفق منهجية رصينة وفهم صاف لتعاليم الشريعة الإسلامية.
وشدَّد مفتى الجمهورية فى مباحثاته على أن مصر خَطَتْ خطواتٍ واسعةً فى محاصرة الفكر التكفيرى، وأنها تنعم بالأمن والأمان، لافتًا أن الإرهاب أصبح ظاهرة عالمية، ولا يوجد مجتمع أو دولة محصنة بالكلية من جرائمه، مؤكدًا أن مصر حذَّرت العالمَ من هذا الوباء مرارًا وتكرارًا، ولم تجد دعوتُها آنذاك آذانًا مصغية.
وتابع مفتى الجمهورية قائلًا: "لقد عززنا من المشترك الذى يتقاسمه الإسلام والمسيحية وغيرها من الديانات، لإيماننا بأن الأديان تدعو إلى المحبة والسلام والتعايش".
كذلك، أضاف المفتى أن مصر حريصة على الانفتاح على العالم، وتمد يدها للتعاون بما يحقق المصلحة المشتركة ويعزز من السلم العالمى.
كما تطرق فضيلته إلى الأهمية التى توليها دار الإفتاء لاستخدام تكنولوجيا المعلومات وشبكة المعلومات الدولية، لنشر خطاب وسطى معتدل قادر على مواجهة القدرات العالية لتنظيم داعش وغيره من التنظيمات المتطرفة فى هذا المجال، مشيرًا فى هذا الصدد إلى إصدار مجلة إلكترونية بعنوان "بصيرة" ترد على أكاذيب الجماعات المتطرفة باللغة الإنجليزية.
وأخيرًا، أكد فضيلة المفتى على أن دار الإفتاء لن تألو جهدًا فى مساعدة بلجيكا ودول العالم فى بلورة خطاب دينى وإفتائى رصين يلبى متطلبات المسلمين فى بلجيكا، بالتعاون مع الهيئات الإسلامية المعتمدة هناك.
من جانبه أكد العاهل البلجيكى، الملك فيليب، أن الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية يعد أحد القيادات الدينية الإسلامية المشهود لها عالميًّا، التى تتمتع بقبول كبير فى الأوساط العلمية والثقافية فى العالم أجمع، مشيرًافى لقاء خاص جمعه مع مفتى الجمهورية، ظهرَ اليوم فى العاصمة بروكسل، إلى امتلاك فضيلته لقدرات وإمكانيات كبيرة للتواصل مع العالم.
كما لفت العاهل البلجيكى أنه متابع جيد لكل ما يكتبه فضيلته فى الإعلام العالمى عن قضايا الحوار والتعايش ومكافحة التطرُّف والإرهاب.
ووجَّه ملك بلجيكا دعوة مفتوحة لمفتى الجمهورية لإلقاء محاضرات عامة عن تعاليم الإسلام الصحيحة فى بلجيكا فى إطار سعيها لفتح قنوات مع القيادات الدينية المرموقة حول العالم.
وثمَّن ملك بلجيكا الدور الكبير الذى تقوم به دار الإفتاء المصرية فى نشر الوعى الصحيح بالدين الإسلامى فى الفترة الماضية، ودورها المؤثر والملموس فى المجتمع المصرى والعالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة