أشاد جان هيجاربى، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة "لاند" السويدية بحالة التوافق التى خلقتها زيارة البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان للقاهرة، مشيرا إلى أن الزيارة التى بدأت أمس وتنتهى مساء اليوم تعد انعكاس لمكانة ودور مصر المحورى فى المنطقة، ودليلا دامغا على أن الإرهاب ليس "صراع أديان" كما تحاول بعض التيارات الترويج له.
وفى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، قال هيجاربى "زيارة البابا فرانسيس تأتى كرسالة تأكيد لمصر وللعالم، أن المجتمع الدولى لن يقبل تفسير أن الإرهاب والهجمات الوحشية صراع بين الأديان".
وأضاف أستاذ الدراسات الإسلامية فى جامعة لاند السويدية: "الصراع الحقيقى هو بين هؤلاء الذين يستخدمون العنف والمصطلحات الدينية بشكل ملتوى لإثبات هذا التفسير - أى ربط العنف بالدين - وبين هؤلاء الذين يريدون تعزيز التعايش والتعاون من أجل مستقبل متناغم للبشرية".
وفى ثانى وآخر أيام زيارة البابا فرانسيس، والتى بدأها بالقداس الإلهى فى استاد الدفاع الجوى، قال هيجاربى: "خطاب البابا فرانسيس ورسائله من قلب القاهرة تظهر أننا جميعا، كل الأجناس والديانات ضد الإرهاب والعنف اللذان يؤثران على الجميع وأننا نرى بعضنا البعض كبشر دون كراهية أو أحقاد".
وتابع فى تصريحاته لـ"اليوم السابع": الزيارة رغم ما سبقها من هجمات إرهابية تأتى انعكاسا لدور مصر المحورى، ومساهمتها التاريخية فى الحضارة الإنسانية وما تركته من إرث للبشرية بغض النظر عن الانتماء الدينى، مشيرا إلى أن كل تلك العوامل تحصن مصر من مخاطر التطرف والإرهاب.
وبدأ البابا فرانسيس زيارته إلى القاهرة الجمعة، واستهلها بلقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي فى قصر الاتحادية، أعقبه مشاركته فى مؤتمر السلام الذى نظمه شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، قبل أن يعود للقصر الجمهورى لعقد مؤتمرا مشتركا مع الرئيس السيسي، أكد خلاله أهمية نشر السلام والتفاهم بين الشعوب والديانات المختلفة.
وقال البابا فى كلمته أمس بحضور الرئيس السيسي، إن مصر بتراثها تعنى الكثير لتاريخ البشرية ولتقليد الكنيسة ليس فقط من أجل ماضيها التاريخى العريق - الفرعونى والقبطى والإسلامى -، إنما أيضا لأن العديد من الآباء البطاركة عاشوا فى مصر واجتازوها، لافتا إلى ورود اسم مصر مرات عديدة فى الكتب المقدسة.
وأضاف أن لمصر، بسبب تاريخها وموقعها الجغرافى الفريد، دورا لا غنى عنه فى الشرق الأوسط وبين البلدان التى تبحث عن حلول للمشاكل الملحة والمعقدة التى تحتاج إلى معالجة فورية، لتفادى الانحدار فى دوامة عنف أكثر خطورة، مؤكدا أن العنف غير الإنسانى الذى تعانى منه المنطقة له عدة أسباب من بينها الرغبة الجامحة للسلطة؛ وتجارة الأسلحة؛ والمشاكل الاجتماعية الخطيرة والتطرف الدينى الذى يستخدم اسم الله لارتكاب مجازر ومظالم مريعة.
ومن المقرر أن يختتم البابا فرانسيس زيارته للقاهرة مساء اليوم السبت، وذلك بعد القداس الإلهى الذى أقامه فى استاد الدفاع الجوى، وبعد لقاء مقررا عصر اليوم مع قيادات كنسية.
وأجمعت الصحافة الإيطالية الصادرة اليوم، بخلاف راديو الفاتيكان الرسمى على الإشادة بتأمين زيارة البابا فرانسيس، مؤكدة أن الزيارة وحفاوة الاستقبال كشفتا مدى التعايش السلمى الذى يسود مصر بين المسلمين والأقباط برغم الهجمات الإرهابية الأخيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة