علا الشافعى تكتب: معكم لمنى لشاذلى ولكم فى المنشد التنزانى خير دليل

أعتقد أن الحلقة التى استضافت فيها "منى الشاذلى" فى برنامجها "معكم" نجوم.. بردة البوصيرى التى قام بإعدادها وصياغتها المؤلف محمد حسان وهى واحدة من أمتع الحلقات التليفزيونية ليس فقط لتمييز الأصوات وموهبة ضيوف الحلقة، بدءا من الدكتور ممدوح الجبالى مؤلف موسيقى العرض، والموسيقار أمير عبد المجيد - النادر الظهور - والمنشد التنزانى يحيى بيهقى، والمطربة الشابة "سهيلة بهجت"، ومطربة الأوبرا أجفان الأمير، والمنشد المصرى الشيخ محمدى، وذلك بصحبة فرقة موسيقية تحت قيادة المايسترو الكبير أمير عبد المجيد.. لكن لأنها تحمل متعة خالصة، وتحتفى بفن مصرى وهو الإنشاد الدينى، وأيضا لأنها حلقة كاشفة لدور الفن وكيف تساعد القوى الناعمة فى مد جسور التواصل والدور العظيم الذى كان الفن المصرى ولا يزال يلعبه فى أفريقيا.. وأمامنا حالة واضحة تتجسد فيها تلك المعانى وهو المنشد التنزانى "يحيى بيهيقى".. الذى يحفظ الكثير من الأغانى المصرية، حيث لم يكتف بالإنشاد بل تغنى أيضا برائعة عبد الوهاب "مضناك جفاه مرقده".. حيث أكد الدكتور الجبالى والموسيقار أمير عبد المجيد أن يحيى ليس حالة فريدة بل إن الغناء والإنشاد المصرى يحفظه الكثيرون فى الدول الأفريقية الغنية أيضا بالأصوات والموسيقى، الفن هو الشىء الحقيقى القادر على إزالة الحواجز ومد جسور التواصل وهو من يساعد على قبول الآخر، أبدا لا تستطيع السياسة أن تلعب هذا الدور بكل هذا الثبات والطغيان الإنسانى.. أفريقيا التى ذهبت بعيدا عن مصر منذ التسعينيات غابت السياسة لكن الفن المصرى لا يزال هو صاحب الصوت الأعلى والحضور هناك؟.

معكم منى الشاذلى

فهل من مراقب هل من متابع؟ الحلقة التى قدمتها منى الشاذلى نحتاج لإذاعتها أكثر من مرة.. بعيدا عن فكرة التعامل معها على أنها حلقة خاصة لأنها حلقة يجب أن تدرس وأن يراها حتى المسئولين ليدركوا أهمية الدور الذى يلعبه الفن، ولكم فى المنشد التنزانى "يحيى بيهيقى" خير دليل.. يحيى بكل ثقافته يجلس ويجاور أجفان وسهيلة والشيخ محمدى شيخ المسجد وواحد من أجمل الأصوات التى من الممكن أن تستمتع إليها وهو الذى يصفق بخفة وطفولة وهو يثنى على أصوات زملائه وجمال وروعة الأداء، هذا التناغم يعكس حالة إنسانية هى كل ما نحتاجه فى هذا الزمن العصى.

منى الشاذلى