فى فضيحة جديدة من فضائح جماعة الإخوان واعتراف جديد عن فترة حكم مرسى، نشر وزير الخارجية الإسرائيلى السابق "شلومو بن عامى" مقالاً فى مجلة "بروجيكت ساينديكيت"، طالب فيه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بعدم اتخاذ قرار باعتبارها جماعة إرهابية، مؤكدًا أن ترك الحرية للجماعة سيكون مفيدًا لأمريكا ولإسرائيل والمنطقة العربية.
وفى مقاله زعم بن عامى أن مواجهة جماعة الإخوان المسلمين ستحول كل الإسلاميين إلى تبنى العنف وهذا ما لا نريده، زاعمًا أن فتح المجال للإخوان للمشاركة فى السياسة سيقلل من حدة عنفهم، والتخفيف من آرائهم.
واعترف وزير الخارجية الإسرائيلى بأن فترة حكم المعزول مرسى كانت "صفر ديمقراطية"، وأن الإخوان خلال فترة حكمهم تعاملوا مع الديمقراطية على أنها "أمر لا قيمة له"، لكنه عاد وأكد أن وجود الإخوان للحكم كان مفيدًا، ضاربًا المثل بما حدث أثناء "حرب غزة 2012" أثناء حكم مرسى، وكيف ساعد مرسى فى إقناع حماس بوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وزعم وزير الخارجية فى مقاله، أنه فى عالم السياسة فلابد من حسابات عقلانية وبناء تحالفات، حتى لو كانت تلك التحالفات مع تيارات إسلامية معادية للديمقراطية، فهذا – حسب رأى شلومو – يدعم جرهم إلى منطقة الاعتدال، وإعادة التفكير فى آرائهم المتطرفة.
وناقض شلومو نفسه حين اعترف بأن من يقل إن الأحزاب الإسلامية المحسوبة على الإخوان حين تعلن رفضها للعنف فإنها تفعل ذلك من باب "التحركات التكتيكية" ولا يأتى من إيمان عميق برفض العنف، ولكنه رأى أن تلك المجموعة التكتيكية من الحركات قد تغير فى النهاية الأيديولوجية العنيفة التى تتخذها الجماعة إلى أيديولوجيات أقل عنفًا.
وأضاف وزير الخارجية الإسرائيلى السابق أن العالم العربى يعانى اليوم من التفكيرات الراديكالية، وأشار إلى ما فعله الإسلاميون فى الجزائر خلال التسعينيات، وما يفعلونه اليوم فى سوريا وليبيا، لكنه رأى أنه من الممكن أن يتم دفعهم بعيدًا عن العنف عبر "احتوائهم"، واعتراف المجتمع الدولى بهم".
طارق الخولى: إسرائيل تحرص على تشرذم مصر ووجودنا فى حالة ضعف
من جانبه قال طارق الخولى، عضو لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان، إنه من المعروف أن وجود مصر فى حالة ضعف هو حرص إسرائيلى مستمر، عندما كان الإخوان المسلمين متواجدين فى السلطة، أدخلوا مصر فى حالة من الاضطراب والتطرف وتشرذم المجتمع، وبالتالى سينصرف المجتمع إلى الاهتمام بشئونه الداخلية، ونتحول إلى دولة فاشلة منغمسة فى مشاكلها الداخلية، ولا تستطيع تنمية قدرات الدولة الشاملة، سواء القدرة الاقتصادية أو العسكرية التى تجعل من مصر فى مكانتها الإقليمية، والمطالبة بالقضايا العربية، ووجود الإخوان فى الحكم كان يمنح اسرائيل قدرة الحفاظ على اغتصابهم لحقوق الشعب الفلسطينى ولو فاقت مصر.
وأعتقد أن إدارة ترامب مختلفة تمامًا عن إدارة أوباما لمسألة الإخوان، والدول الغربية التى تحفظت على إزاحة الإخوان كل هؤلاء تخلوا عن فكرتهم، بعدما انكشف لهم أن تلك الجماعة هى مصدر كل الجماعات الأصولية، وأن الإرهاب لم يعد يهدد الشرق الأوسط فقط، ولكن وصل إلى قلب أوروبا، فبالتالى الغرب لن ينظر لمثل تلك الدعوات التى انقضى زمانها.
فؤاد علام: الجماعة مستعدة للتحالف مع الشيطان وكانت تنوى توطين الفلسطينيين بسيناء
من جانبه أكد اللواء فؤاد علام الخبير الأمنى، أن مثل هذه المقالات تؤكد ما سبق وتردد، بأن جماعة الإخوان المسلمين سبق وعقدت اتفاقًا مع اسرائيل بتسليم جزء من صحراء سيناء لتسكين الفلسطينيين بها، وأن مثل هذا التصريح يؤكد أن جماعة الإخوان المسلمين مستعدة للتحالف مع الشيطان فى سبيل تحقيق أهدافها والتواجد على الساحة السياسية والوصول إلى الحكم.
وأضاف "علام" فى تصريح لـ"اليوم السابع" أن الإدارة الأمريكية لن تستجيب لمثل تلك النداءات، فمن الواضح أن الرئيس الأمريكى ترامب عازم على إزاحة الإخوان تمامًا، وشن حرب غير مسبوقة ضدهم، رغم الضغوط التى تتعرض لها أمريكا من دول حليفة للإخوان مثل قطر وتركيا.
واستنكر "علام" مثل تلك المقالات قائلاً: "طيب وما دام الإخوان حلوين، ليه شارون استغاث بـ"بوش" لما الإخوان خدوا 80 مقعدًا بمجلس الشعب سنة 2005 فى عهد مبارك، وقالوا له إلحقنا؟!".
وموقع "بروجيكت سنديكيت"، يتبع منظمة تحمل الاسم نفسه، مؤلفة من عدة صحف، تقوم بنشر المقالات والتحليلات من قبل الخبراء والناشطين، والحائزين على جائزة نوبل والمفكرين السياسيين وكبار رجال الأعمال والأكاديميين ومقرها العاصمة التشيكية براج.
مقال شلومو بن عامى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة