قبيل ساعات من التصويت المرتقب على القرار الذى طرحته الولايات المتحدة وفرنسا للمطالبة بإرسال لجنة تحقيق فى استهداف ريف إدلب بالأسلحة الكيماوية، جدد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين السورى وليد المعلم التأكيد أن الجيش العربى السورى لم ولن يستخدم أى نوع من السلاح الكيماوى حتى ضد الإرهابيين الذين يستهدفون أبناء الشعب السورى، لافتًا إلى أن كذبة استخدام الجيش لهذا السلاح جاءت من قبل دول معروفة بتآمرها على سوريا بعد فشل الإرهابيين فى هجماتهم وأيضا فشل محاولاتهم فى تعطيل العملية السياسية.
وقال المعلم خلال مؤتمر صحفى فى دمشق اليوم الخميس، أن الجيش السورى نفى ما رددته وسائل إعلام حول استخدام طيران الجيش السورى غازات سامة فى قصف المدنيين، نافيًا بشكل قاطع البيانات الواردة على وسائل الإعلام حول استخدام الجيش السورى السلاح الكيميائى فى الماضى والحاضر والمستقبل وفى أى مكان، ونحن ندين مثل هذا العمل الإجرامى.
وأشار المعلم إلى انضمام سوريا لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية وتقديمها لبيانات متتالية حول هذا الموضوع وفى منتصف عام 2016 أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية دقة البيانات السورية، مؤكدًا أن ما يجرى فى الوقت الراهن هى حملة ظالمة على سوريا عقب الحركة الدؤوبة باتجاه المصالحات الوطنية، مشيرًا إلى هجمات الإرهابيين فى منطقة جوبر وريف حماة الشمالى عقب بدأ الجيش استعادة كل النقاط ودحر المهاجمين فى كل الجبهات.
وأشار المعلم إلى أن اجتماع الجولة الخامسة فى جنيف سبقه بأيام هجوم الإرهابيين فى جوبر والقابون وريف حماة الشمالى، وكان لدى وفد الرياض مطلب واحد فى جنيف هو استلام السلطة، مضيفا: "عندما فشلت كل هذه المحاولات خرجوا بكذبة استخدام الجيش للسلاح الكيميائى فى خان شيخون".
وأضاف المعلم : "ما جرى فى خان شيخون أن الإعلان عن بدء هذه الحملة كان فى الساعة السادسة صباحًا فى حين أن أول غارة للطيران السورى جرت فى الساعة الحادية عشرة والنصف فى اليوم ذاته على مستودع ذخيرة تابع لجبهة النصرة فيه مواد كيميائية".
وأوضح المعلم، أن الدليل على أن الهدف كان مستودعًا للذخيرة، أن المنطقة التى حدث فيها ما تم تصويره بأجهزة الفيديو من خلال القبعات البيضاء ومرصد لندن لحقوق الإنسان كلها حول دائرة صغيرة ولو كانت غارة جوية باستخدام سلاح كيميائى لانتشر ذلك على مسافة دائرة قطرها أكثر من كيلومتر.
واتهم المعلم جبهة النصرة وداعش والمجموعات الإرهابية بالاستمرار فى تخزين أسلحة كيميائية فى المدن وفى المناطق المأهولة بالسكان، مؤكدًا إرسال سوريا لمئات البرقيات لمجلس الأمن ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بمعلومات عن إدخال مواد كيميائية من العراق إلى داعش وجبهة النصرة ومن الحدود التركية باتجاه إدلب، مضيفًا : "من هنا أقول إن هذه الجوقة التى انطلقت على الساحة الدولية تكونت من دول معروفة بتأمرها على سوريا إن كانت دولًا إقليمية أو دولًا على الساحة الدولية".
وأكد أن انتصارات الجيش السورى الأخيرة أدت لوجود تحولات على الساحة الدولية فى مواقف بعض الدول، معربًا عن دهشته مما يتردد من استخدام الجيش السورى للأسلحة الكيماوية فى ظل إدراك الرأى العام العالمى لحقيقة المؤامرة الإرهابية على سوريا.
وأكد المعلم إن الربيع العربى يصب فى مصلحة إسرائيل فهى المستفيد الوحيد من كل طلقة تطلق على الجيش المصرى والسورى والعراقى بحجة الحرية، موضحًا أن كل من يدعم الإرهاب فى العراق وسوريا يدعم مصالح إسرائيل وذلك للتقرب بشكل أكثر من الولايات المتحدة.
واتهم وليد المعلم قطر وتركيا بدعم التنظيمات الإرهابية المتطرفة فى سوريا، مشيرًا إلى أن دور تل أبيب فى دعم الإرهابيين فى سوريا للإضرار باستقرار المنطقة، مؤكدًا أن الدولة السورية تحارب العشرات من التنظيمات الإرهابية الأخرى خلافًا للعراق الذى يحارب تنظيم داعش الإرهابى، موضحًا أن الطيران العراقى بالتنسيق مع دمشق قام بطلعات جوية فوق منطقة البوكمال.
وأكد المعلم أن الأكراد جزء ومكون أساسى من الشعب السورى، موضحًا أن المشروع الكردى يأتى ضمن الجمهورية العربية السورية وهناك أرضية للحوار المستقبلى بين دمشق والأكراد، مؤكدًا أن الجلوس مع الأكراد يأتى فى إطار اعترافهم أنهم جزء من الشعب السورى ومن الجمهورية العربية السورية.
وكشف المعلم عن إرسال تركيا مواد كيمائية ومواد تدخل فى صناعة الأسلحة الكيماوية للتنظيمات الإرهابية وتحديدًا فى شرق مدينة حلب السورية وتم إرسالها إلى الأمم المتحدة.
وأشار إلى أن بلدة خان شيخون تحت سيطرة جبهة النصرة الإرهابية، موضحًا أن دمشق نقلت معلومات استخباراتية للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية حول نقل أسلحة كيماوية من العراق وتركيا إلى سوريا.
وأكد المعلم أن تركيا أرسلت للتنظيمات الإرهابية مواد كيمائية ومواد تدخل فى صناعة الأسلحة الكيماوية وتحديدًا فى شرق مدينة حلب السورية، وتم إرسالها إلى الأمم المتحدة.
واشترط وزير الخارجية السورى أن تكون لجنة التحقيق التى تطالب بها الأمم المتحدة غير مسيسة، موضحًا أن دمشق لديها شرط أن يكون تمثيل تلك اللجنة جغرافى واسع وأن تنطلق تلك اللجنة من دمشق وليس تركيا.
وأعرب المعلم عن ترحيبه بوقف إطلاق النار فهو ليس مجرد شعار وإنما يترتب عليها التزامات وهى الفصل بين الفصائل بين داعش والنصرة والموقعين وأن يكون جهد مشترك لمحاربة داعش والنصرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة