قال الشاعر وكاتب السيناريو مدحت العدل، إن مسلسل "الداعية" تم إنتاجه تحديا للتطرف والأصولية الدينية فى فترة حكم الإخوان، وليس للجماعة الإرهابية فقط، وكذلك للتصدى لأنصاف الدعاة، وإثبات أن كل من يعتلى منبرا ليس شرطا أن يكون داعية، ولا يمثل جوهر الإسلام الذى حمله رسول الله محمد بن عبد الله، الذى كان ثائرا وحرر العبيد فى مكة.
وأضاف "العدل" فى كلمته بالجلسة الثانية لمؤتمر "الخطاب الدينى بين ضرورات التجديد والحفاظ على الثوابت"، الذى تنظمه شعبة اللغة الإنجليزية بكلية الإعلام جامعة القاهرة، اليوم الأربعاء، قائلا: "قدمنا مسلسل الداعية لنقول إن الدين ليس كذلك، وإنه أعمق من شكله الخارجى، ويعبر عن ثورة مفاهيم"، مشيرا إلى أن المسلسل واجه حربا مرعبة من الرئيس الإخوانى وقتها، وبلاغات وشكاوى، ولكن أجهزة الدولة كانت مع المسلسل، لأنه بدأ بعبارة عكست توجهه، وهى: "يسقط حكم المرشد".
وأضاف الشاعر وكاتب السيناريو، أن نبى الله "محمد صلى الله عليه وسلم" كان ثائرا فى المقام الأول، لأنه حرر العبيد وأحدث تغييرا كبيرا فى مكة المكرمة، متابعا: "الأنباء والديانات ثورة فى الأول والآخر".
وفى سياق آخر، قال مدحت العدل، إنه قال للفنان الكبير عادل إمام: "كلامك أهم من رؤساء الجمهوريات، وتأثير الفيلم بتاعك أكثر من مليون خطبة"، مؤكدا أن الكتاب والمثقفين احتلوا وزارة الثقافة لمدة شهر قبل ثورة 30 يونيو، عندما تم استبدال إيناس عبد الدايم بوزير ثقافة إخوانى، متابعا: "هذا هو التأثير الوجدانى للفنانين فى المجتمع، وأظن أنه كان رأس حربة لثورة 30 يونيو".
وأضاف "العدل"، أن مصر شهدت تحولا تاريخيا بعد الانفتاح الاقتصادى، وتحولت القيمة من العلم والفن للمادة، ما أحدث انقلابا فى المجتمع المصرى، مستطردا: "كنت أنتمى لقبيلة الطلاب الدحيحة، لهذا التحقت بكلية الطب، واليوم الوحيد اللى كنت بزوغ فيه من المدرسة كنت بروح السينما، وكان فيه 17 سينما فى شبرا، وكنت قبل عرض الفيلم تسمع أغنية لأم كلثوم، والجريدة الناطقة، ثم الفيلم، وكان هناك جرجس الكلاسير، بيتفرج كل يوم على الفيلم ويعيط فى نفس المشهد، والسينمات الآن تحولت لمحلات جزم، وكتبت قصيدة خصيصا حبا فى هذا الزمن وحبا فى جرجس".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة