أثار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، عاصفة سياسية، بقرار إقالة مدير مكتب التحقيقات الاتحادى (إف.بى.آى) جيمس كومى، الذى كان يقود التحقيق الذى تجريه وكالته فى مزاعم التدخل الروسى فى حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية العام الماضى والتواطؤ المحتمل مع حملة ترامب.
ترامب وجيمس كومي
وقال ترامب فى رسالة إلى كومى نشرها البيت الأبيض: "من الضرورى أن نجد زعامة جديدة لمكتب التحقيقات الاتحادى تستعيد الثقة العامة فى مهمتها الحيوية لإنفاذ القانون".
الرئيس الأمريكى ترامب
وندد النواب الديمقراطيون فى الكونجرس، بإقالة مدير مكتب التحقيقات الفدرالى جيمس كومى معتبرين أنها بمثابة محاولة محتملة لتقويض التحقيق الجارى حول إمكان وجود تواطؤ بين مقربين من دونالد ترامب وروسيا خلال الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية.
الكونجرس
وشبهه البعض من النواب الديمقراطيون قرار الإقالة بـ "مذبحة ليل السبت" عام 1973 التى أقال فيها الرئيس ريتشارد نيكسون مدعيا خاصا مستقلا يحقق فى فضيحة ووترجيت.
قرار ترامب
وقال جون كونيرز، العضو الديمقراطى البارز فى لجنة الشئون القضائية بمجلس النواب: "الإجراء الذى اتخذه الرئيس ترامب اليوم يزيل تماما أى مظهر من مظاهر التحقيق المستقل فى المحاولات الروسية للتأثير على انتخاباتنا ويضع أمتنا على شفا أزمة دستورية".
وأوضح زعيم الديمقراطيين فى مجلس الشيوخ شاك شومر: "سيدى الرئيس، مع كل الاحترام لكم، أنتم ترتكبون خطأ فادحا"، مشيرا إلى أنه حذر ترامب من هذه الخطوة عندما اتصل به الأخير لإعلامه بقرار الإقالة.
زعيم الديمقراطيين فى مجلس الشيوخ شاك شومر
ودعا شومر خلال مؤتمر صحفى فى الكابيتول إلى تعيين قاض مستقل كى يتسلم التحقيق حول وجود تنسيق محتمل بين روسيا وفريق حملة ترامب الانتخابية فى عام 2016، وهو تحقيق يجريه حاليا مكتب التحقيقات الفدرالى (الإف بى آى).
واعتبر شومر، أنه فى حال عدم حصول هذا التعيين فإنه يحق "للأمريكيين التشكيك فى أن قرار إقالة المدير كومى هو محاولة لخنق" القضية.
مدير المكتب المقال جيمس كومى
أما زميله باتريك ليهى فاعتبر أن الأمر شبيه بـ"النيكسونية" فى إشارة إلى الرئيس الأسبق ريشارد نيكسون الذى أقال فى عام 1973 القاضى المستقل أرشيبالد كوكس الذى كان يحقق فى فضيحة ووترجيت.
واعتبر نائب رئيس لجنة الاستخبارات فى مجلس الشيوخ، الديمقراطى مارك وورنر، أن إقالة كومى "صادمة"، مشيرا إلى أن ترامب أقدم منذ توليه منصبه على إقالة وزيرة العدل بالوكالة وجميع المدعين الاتحاديين تقريبا والآن مدير الإف بى آى.
السيناتور مارك وارنر
وذكر أن ترامب انفصل أيضا عن مستشاره للأمن القومى مايكل فلين بسبب الكشف عن اتصالات له مع السفير الروسى فى واشنطن.
وتابع وورنر، أن "خطوة الرئيس اليوم، تظهر الحاجة إلى تعيين قاض خاص".
وقال الديمقراطى إيليجا كامينجز إن "الرئيس أقال الشخص المستقل الذى فعل الكثير من أجل التحقيق حول الاتهامات بوجود تنسيق بين روسيا والرئيس ترامب وفريق حملته".
أما السيناتور الديمقراطى ديك دوربين فشدد على أن "أى محاولة لمنع تحقيق الإف بى آى أو تقويضه تنطوى على مسائل خطيرة"، مضيفا: "فى هذه الظروف أكرر دعوتى إلى تسمية قاض مستقل وتشكيل لجنة خاصة لإجراء تحقيق كامل حول التدخلات الروسية".
وأبدى عدد من الجمهوريين أيضا قلقهم، وعبر السيناتور جون ماكين عن "خيبة أمله"، مكررا دعوته إلى إنشاء لجنة تحقيق برلمانية خاصة.
السيناتور جون ماكين
وكان كومى مقربا من الجمهوريين، لكن الرئيس السابق الديموقراطى باراك أوباما هو من عينه فى منصبه.
ورفض ترامب الاتهام الموجه إلى روسيا بأنها أقدمت على قرصنة الحزب الديموقراطى لتعزيز فرصه فى الوصول إلى البيت الأبيض.