أعلن الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، العدد النهائى للمومياوات المكتشفة بمقبرة الجامعة المكتشفة بمنطقة تونة الجبل بمحافظة المنيا، من خلال بعثة كلية الآثار بالجامعة، مؤكدًا أن المقبرة تحتوى على 18 مومياء سليمة، و12 مومياء أخرى تحتاج إلى ترميم، إضافة إلى أجزاء أخرى من مومياوات قد يصل عددها إلى 20 مومياء.
وأضاف نصار، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن المقبرة عبارة عن بداية كشف أثرى ضخم تتم الاكتشافات فيه تباعًا من خلال العمل الذى سوف يستمر من خلال بعثة كلية الآثار بالجامعة، التى لن تتأخر الجامعة عن توفير الدعم المالى اللازم لها لاستكمال أعمال الحفر.
وقال نصار، إنه اتفق مع الدكتور خالد العنانى وزير الآثار ومحافظ المنيا، إن جامعة القاهرة تتولى تطوير منطقة حفائرها فى تونة الجبل ووضعها على خريطة السياحة فى مصر، وهذا التمويل بدون حد أقصى يتضمن تأهيل المنطقة الأثرية بالكامل، وتحويل استراحة طه حسين إلى متحف ومنتدى ثقافى على مستوى عال، على أن تتولى جامعة القاهرة التمويل لتتحول المنطقة إلى منطقة أثرية على خريطة السياحة، مقررًا 10 آلاف جنيه لكل عامل فى البعثة يتسلمها خلال الأسبوع المقبل، واعدًا بمكافأة أخرى لأعضاء البعثة، بمن فيهم موظفو وزارة الآثار المرافقون للبعثة.
وأضاف نصار: "ذهلت من جمال محافظة المنيا يستلزم النظر من المصريين، موجهًا التحية لكلية العلوم بجامعة القاهرة ممثلة فى الدكتور سيد فهيم عميد الكلية وإدارتها لأنه لأول مرة يحدث تعاون بين الآثار والعلوم أدى إلى توفير الأموال وتقليص مدة البحث إلى شهرين فقط".
وأكد أن الجامعة ستمنحهم مكافأة على قدر الأموال التى تم توفيرها، متصورًا أن الآثار ملك للمصريين جميعًا والعالم كله والحفاظ عليها ليس فقط من خلال وزارة الآثار التى تتحمل حملا كبيرا، ونقدم تعاونًا للوزارة مع الدكتور خالد العنانى وزير الآثار.
وأوضح، أن المقبرة الجديدة تحتوى على أضخم مومياء اكتشفت فى مصر طولها 2 متر وربع وستخضع للدراسة، مؤكدًا أنه لأول مرة فى مصر يتم اكتشاف مومياء بكل هذه الضخامة ويعتقد أن هذا الجزء من المقبرة للعمالقة ومدفن للإنسان العملاق، موضحًا أن نظام تحنيط المومياوات بالمقبرة مختلف عما هو متبع من قبل، وأن الكتابة اليونانية الموجودة بالمقبرة ستخضع للترميم والدراسة.
وأكد نصار، أن مقتنيات المقبرة تم حفظها بشكل كامل، وأن الكشف ضخم للغاية، وكل فتحة تصل لفتحات أخرى، وتحتوى المقبرة على 4 فتحات عبارة عن سراديب توصل لأجزاء أخرى بالمقبرة، مشيرًا إلى أن المقبرة تحتوى على 18 مومياء بينها عائلة كاملة من 5 أفراد بينها أطفال وأب وأم 5 أفراد إلى جانب بعضهم.
وأشار رئيس جامعة القاهرة، إلى أن هناك مدفنًا للإله على بعد 600 متر فيه كل تحنيطات الإله الذى تمثل فى صورة القرد وأبو منجل، وهناك آلاف المومياوات المحنطة من القرود والطيور، ولأول مرة هناك مقبرة آدمية مختلفة فى أسلوب التحنيط تضم 18 مومياء حالتها جيدة من بينهم بقايا مومياوات يتم ترميمها، مؤكدًا أن هذا الكشف بداية لاكتشاف ضخم.
وأردف نصار إلى أن هناك مخرجًا للجبانة وأرجل المومياوات موجودة وبها 3 مومياوات متصدرة لكل فتحة من الفتحات وسيكون هناك توسع فى أعمال الحفر، قائلاً: "المقبرة المكتشفة أكبر مقبرة بها مومياوات لأنه فى هذه المنطقة لم يحدث اكتشاف مومياوات آدمية من قبل ومن المرجح أن هذه المقبرة لدفن الناس الذى يعبدون الإله جيحوتى".
من جانبه قال الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، إن مستوى التحنيط الخاص بالمومياوات المكتشفة بالمقبرة التى اكتشفتها بعثة كلية الآثار بجامعة القاهرة، جيد، متوقعًا أن تكون هذه المومياوات لكهنة المعبود جيحوتى، مؤكدًا أن الباحثين سيكملون عملهم لكشف باقى الكشف الأثرى.
وأكد العنانى، فى تصريحات صحفية داخل المقبرة التى اكتشفتها بعثة كلية الآثار بجامعة القاهرة، قائلاً: "نحن فى بداية الكشف عن مقبرة بشرية ضخمة"، مؤكدًا أن منطقة تونة الجبل كانت معروفة بمقبرة الحيوانات، وتم اكتشاف هذه المقبرة البشرية بعد سنوات من العمل التى تعود لحقبة فى التاريخ المصرى القديم ليس قبل العصر المتأخر ومعظم المومياوات المكتشفة يونانية رومانية.
وأكد العنانى، وزير الآثار، أن عام 2017 كان ثريًا بالاكتشافات الأثرية سواء من خلال البعثات المصرية والبعثات المصرية الأجنبية، من بينها مقبرة لكاتب مصرى اسمه خونصور، وتمثال المطرية، الذى كان كشفًا ضخمًا للغاية، مشيرًا إلى أن التغطية الخاصة بالتمثال من أكبر التغطيات الإيجابية التى حصلت عن مصر خارج مصر فى الفترة الأخيرة.
وأضاف أن تمثال المطرية كان كشفًا غير متوقع فى منطقة المطرية "هليوبوليس القديمة، مؤكدًا أن كل ما خرج من تمثال المطرية جزء من الصدر والكتف، وهو موجود الآن فى المتحف المصرى فى الحراسة.
وأوضح، أنه رغب فى مشاركة الجميع بكل ما هو جديد فى عالم الآثار، موضحًا أن أكثر شىء يجذب العالم لمتابعة مصر وتحسين الصورة الذهنية بها، يتمثل فى أى خبر مرتبط بالآثار، مؤكدًا أن الآثار هى القوة الناعمة التى تميز مصر وتتفرد بها، مشيرًا إلى أن العام الحالى يشهد وفرة فى الاكتشافات الأثرية، قائلاً: "يأتى كل بضعة أيام كشف أثري بحجم كبير وكأنها رسالة من أجدادنا الفراعنة الذين يمدون لنا يد العون لإعادة لفت الانتباه لمصر، وشكرى للعمال اللى خلوا العالم كله يتكلم عن مصر".
وقال العنانى، إن الكشف هو كشف مهم للغاية يحظى باهتمام جميع وكالات الأنباء العالمية، مضيفًا: "الكشف ما زال فى بدايته ولن ينتهى ويحضر الإعلان عنه إعلام من 9 دول أجنبية إضافة إلى ممثلين عن كل المؤسسات الإعلامية فى مصر".
وأوضح، أن الكشف الأثرى تضمن عددًا من المومياوات من خلال رادار يخترق الأرض ابتكرته كلية العلوم يرصد الآثار، ويسهل مهمة الاكتشاف، مؤكدًا أن هذا الكشف فى بدايته وسنصل للكشف العالمى والعظيم من خلال استكمال الحفائر، قائلاً: "هذا كشف مهم لتقدم العلم والباحثين ولفت الانتباه لمصر".
واستكمل: "اكتشفنا تمثالا رائعا من الألابستر خلال شهر مارس الماضى لملكة مرجح أنها الملكة تى فى كوم الحتان بغرب الأقصر من خلال بعثة مصرية ألمانية، ونفس البعثة اكتشفت 109 تماثيل للمعبودة سيخمت، وكذلك تم اكتشاف مقبرة أخرى من خلال بعثة إسبانية فى قبة الهوى فى أسوان، وكذلك مقبرة أوس الحات التى لا تعد اكتشافًا جديدًا وهى مقبرة معروفة ولكن بالحفائر ظهرت آثار أخرى ولسه فيها الكثير أكثر من 1400 تمثال ومومياوات فى الأقصر، كما أن هناك بعثة مصرية اكتشفت بقايا هرم يحمل اسم أحد ملوك الأسرة 18".
وقال اللواء عصام الدين البديوى، محافظ المنيا، إن الاكتشاف الأثرى الذى حققته بعثة كلية الآثار بجامعة القاهرة بمنطقة تونة الجبل، يكلل جهود ناس كثيرين سابقين منذ أن اكتشف الدكتور سامى جبرة أستاذ كلية الآثار الأنفاق، معلنًا إعادة وضع محافظ المنيا على الخريطة السياحية من تونة الجبل وخط سير العائلة المقدسة الذى تولته وزارة الآثار.
وأضاف، أن محافظة المنيا ستنتقل خطوات كبيرة نحو التقدم، معلنًا توقيع بروتوكول تعاون الأسبوع المقبل مع وزارة الآثار وجامعتى القاهرة والمنيا لتأهيل منطقة تونة الجبل ووضعها على الخريطة السياحية.
وقال الدكتور محمد صلاح، رئيس بعثة كلية الآثار بجامعة القاهرة، التى اكتشفت المقبرة الجديدة بمنطقة تونة الجبل بالمنيا، إن بعثة الحفائر التابعة للكلية تعد أقدم بعثة مصرية خالصة عملت فى الوقت الذى كان العمل فى هذا المجال مقصورًا على البعثات الأجنبية منذ عام 1931 عندما نجح الدكتور سامى جبرة فى تحقيق عدد كبير من الاكتشافات البالغة الأهمية، وضعت منطقة تونة الجبل على الخريطة السياحية كواحد من أهم المواقع السياحية فى مصر.
وأضاف صلاح، أن تونة الجبل هى البحيرة كانت تقع فى الجنوب وتجمعت فيها مياه كثيرة ونسبت إلى الجبل الغربى، مؤكدًا أنه فى عام 1989 انضم الفريق الألمانى للبحث ويستمر حتى الآن وعام 1981 تولى رئاسة البعثة الدكتور المرحوم عبد الحليم نور الدين الذى كان وزيرًا للآثار.
وتابع: "قررنا أن نشارك فى الحفر الأثرى بإمكانيات جامعة القاهرة وبيننا شباب باحثين على درجة عالية من الخبرة ونجحنا فى تحديد منطقة بهذا الموقع ثم الاتفاق مع كلية العلوم بالجامعة للتنقيب باستخدام الأجهزة الحديثة وأنتجت هذه الفحوص العثور على بعض الفتحات والآبار الظاهرة على الأثر وقمنا بالتنقيب وكلل المجهود بالنجاح وحصلنا على هذا البئر والدهاليز، ووصل عدد الآبار إلى 4 تقود للعديد من الدهاليز تم الكشف عن المنطقة التى تبشر بجبانة الكبيرة تمثل المقبرة المكتشفة منها 1 إلى 10 من الموجود فى الجبانة.
وأشار، إلى أنه ربما استطاع لصوص الآثار الوصول لهذه المقبرة قديما أو حديثا، لأن بعض المومياوات جيدة والأخرى متوسطة، مؤكدًا أن هذا الكشف غاية الأهمية ويقود للعديد من الاكتشافات الأخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة