كالعادة انتهت تقريبا أو كادت زوبعة تصريحات يوسف زيدان حول صلاح الدين الأيوبى، وإن كانت تركت جدلا واهتماما على صفحات مواقع التواصل وبرامج التوك شو. ولم يعرف أحد إن كان الأمر مفيدا للثقافة أم مجرد معركة تتبادل فيها بعض الأطراف الآراء.
لم تكن هذه هى الفرقعة الوحيدة، وقد انشغل المستخدمون بعدة قضايا أخرى، على رأسها تصريحات الشيخ سالم عبدالجليل، وكيل الأوقاف بتكفير المسيحيين، ودخل الأمر فى ازدراء وقضايا. وانفتح المجال لعدد من خبراء اللغة والنحو والبلاغة للبحث فيما إذا كان الكفر هو التكفير أم أن الكفر هو انكار الشىء. وتجاهل هؤلاء أن الإيمان والحساب تقييمه عند الله وليس عند البشر وأن الدين المعاملة، ونحن نرى الطائفية والمذهبية وقد أكلت دولا والتهمت شعوبا من حولنا. وأن التكفيريين يقتلون ويفجرون قبل أن يفكروا فى التفرقة بين الإيمان والكفر.
اللافت أن معارك تاريخ صلاح الدين والتكفير، تزامنت مع إعلان الدكتورة منى برنس الأستاذة فى جامعة قناة السويس ترشيح نفسها للرئاسة، ولم تنس أن تؤكد جديتها، وتشرح أن على رأس برنامجها الانتخابى أن تسعى لإسعاد الشعب، ويبدو أن منى وجدت بالفعل طريقها إلى الجمهور الذى تبتغيه، فقد جربت الإبداع والاختراع، ولم تحصل على النجومية التى تمكنها من الوجود والمنافسة على شاشات الميديا والتواصل بل والفضائيات التى اكتشفت مواهب الدكتورة. واصلت منى برنامجها برقصة جديدة أكدت فى تقديمها أنها تدعو الناس للرقص والموسيقى ليبدأوا يوما جميلا.
نجح كل من الثلاثة فى الوصول إلى نقطة الاهتمام، وتبدو منى برنس الأكثر استمرارية، فقد حصلت على أسابيع، بينما حصل الآخرون على أيام أو ساعات. وقد يقول قائل إن هؤلاء يسعون للشهرة، والفرقعة لكن هذه طبيعة المرحلة، حيث الأولوية للت والعجن. وكون البعض يراها قضايا تافهة، فمثل هذه المعارك هى التى تشد الأنظار، بجانب الحوادث والإفيهات السياسية والبرلمانية بل والشائعات.
كانت أحدث شائعة هى خبر مجهول المصدر بأن الحكومة تنوى تغيير العملة المصرية، التقطها محللون وزادوا أن الهدف هو إجبار من يدخرون الأموال فى بيوتهم على إخراجها. بعض المحللين الافتراضيين تعاملوا مع الخبر على أنه حقيقة، وطلب بعضهم توضيحا من الحكومة، التى سارعت بنفى الخبر، وقالت إنه شائعة. نفس المحللين الذين طالبوا بالتوضيح اعتبروا النفى إثباتا طبقا لنظرية «مافيش دخان من غير نار». وإذا كان المثل يقول «إذا كان المتحدث أهبل فالمستمع عاقل». لكن القاعدة اليوم أن بعض المستمعين والمحللين ليسوا كذلك. وتبقى المنافسة بين الأكثر فرقعة.