الانتخابات الإيرانية و"النووى".. ملف إيران الشائك خلف صناديق الاقتراع.. روحانى يطمح فى ولاية رئاسية ثانية للحفاظ على استمراره وإقامة علاقات سوية مع الغرب.. والمحافظون يراهنون على الفوز لفك الارتباط

الثلاثاء، 16 مايو 2017 12:21 م
الانتخابات الإيرانية و"النووى".. ملف إيران الشائك خلف صناديق الاقتراع.. روحانى يطمح فى ولاية رئاسية ثانية للحفاظ على استمراره وإقامة علاقات سوية مع الغرب.. والمحافظون يراهنون على الفوز لفك الارتباط مرشحو الانتخابات الإيرانية
كتبت إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بمزيد من القلق والطموح، يترقب جموع الإيرانيين انطلاق ساعة الصفر للانتخابات الرئاسية فى إيران المقررة يوم الجمعة المقبلة 19 مايو، وقبل 4 أيام من فتح باب الاقتراع، يشغل بال الرأى العام داخل إيران وخارجها ملفات عدة يرتبط بعضها بسياسات طهران وتأثيره على إقليمها المجاور، فى ظل تداخل طهران مع ملفات إقليمية شائكة، من بين هذه الملفات كانت "الاتفاقية النووية" المبرمة فى يوليو 2015 الماضى مع مجموعة دول (5+1)، وقد يواجه تطبيقها مصيرا جديدا عقب إعلان نتائج الانتخابات.

 

بخطى متسارعة وأنفاس ملتهبة، يصارع الرئيس الحالى حسن روحانى مهندس الاتفاقية النووية 5 آخرين من المرشحين على طريق الرئاسة الإيرانية، للظفر بولاية رئاسية ثانية، على أمل أن يستكمل طريق جنى مكاسب الاتفاق، ويأبى الشيخ الدبلوماسى أن يصل آخرون يتبنون نهج متشددا إلى خط النهاية حتى لا يفسدوا ما صنعت يداه، ومن بينهم منافسه الأشرس إبراهيم رئيسى الملقب بـ"مرشح المرشد"، وآخرون منهم وزير الثقافة الأسبق، مصطفى ميرسليم، بالإضافة إلى نائبه ومسانده فى السباق إسحاق جهانجيرى، والوزير الأسبق هاشمى طبا.

 

ربما لا يتصدر "الاتفاق النووى" أولويات ومخاوف الناخب الإيرانى العادى، لكن النخبة تدرك جيدا مدى ارتباطه بشكل رئيسى بالعديد من المطالب والمشكلات فى الداخل، وتأتى أبرزها مشكلة تفشى البطالة التى فاقت الـ 12%، والوضع الاقتصادى المتردى، والذى يؤثر بدوره على معيشة الفرد الاجتماعية، وتدنى الأجور، وارتفاع الأسعار والمساكن، كلها مشكلات أرهقت كاهل المواطن الذى لم يشعر بتحسن أوضاعه بعد توقيع اتفاقية من المفترض أنها جلبت أموال للدولة كانت مجمدة بالخارج وفتحت الباب أمام استثمارات أجنبية وتصدير انتاجه، لكنه يراقب بحرص مواقف المرشحين الست من الاتفاق.

 

الناخب الإيرانى
الناخبات الإيرانيات

 

وأجمع المرشحين الخمس على التزامهم بالاتفاقية النووية، رغم الانتقادات التى سجلوها على أسلوب إدارة روحانى فى تطبيقها، لكن المرشح الإصلاحى مهندس الاتفاق تعامل معه بشكل خاص، حيث استند عليه باعتباره كارتا رابحا فى الدعاية الانتخابية، ودافع عنها بقوة أمام هجوم مرشحى التيار المتشدد، واعتبر روحانى أن الاتفاق النووى هدم جدار العقوبات، ومد الجسور بين إيران والعالم، فضلا عن استئناف تصدير خام النفط ورفع حجم تصديره إلى 4 ملايين برميل بعد أن كان 200 ألف برميل يوميا، وجلب عشرات المليارات المجمدة بالخارج، وفتح أبواب الأسواق العالمية أمام طهران، واعتبر الحفاظ على الاتفاق اصعب من تحقيقه، كما اعتبر أن بعض الجهات داخل إيران حاولت إفساده وقامت بكتابة شعارات معادية على الصواريخ  لعرقلته، فضلا عن إلقاء الاتهامات لفريق التفاوض النووى بالخيانة، وخاطب المتشددين فى المناظرة الرئاسية الثالثة يوم الجمعة الماضية قائلا "كان يتفاوض الدبلوماسيون الإيرانيون مع مجموعة دول 5+1 و كان المحافظون يتصرفون كأعداء للشعب الإيرانى". ويأمل المرشح الإصلاحى لولاية ثانية يتمكن خلالها من جنى ثماره وسط توقعات ارتفع سقفها عاليا.

 

حسن روحانى
حسن روحانى

 

وعلى النقيض، رغم إعلان المنافس الأبرز لروحانى ومرشح الجبهة المحافظة "إبراهيم رئيسى" التزامه بالاتفاقية النووية ووصفها بالوثيقة الدولية، إلا أنه شن هجمة شرسة على تطبيق حكومة روحانى للاتفاقية، واعتبر أن الغرب لم يفى بوعوده فى رفع كافة العقوبات، ولم ترفع بشكل كامل، وقال إن بلاده أثبتت حسن نيتها بالالتزام الكامل بتعهداتها، وعلى الغرب أن يعلم أن الاتفاق النووى هو وثيقة دولية أقرت فى المحافل الدولية، ويجب احترامه والالتزام به، وليس من المقبول أن يلتزم طرف به فيما الطرف الآخر لا يفعل ذلك"، وفى حال فوزه -وهو أمرا غير مرجح بحسب استطلاعات الرأى-  لا يملك رئيسى أى صلاحية لرفضها أو إدخال تعديلات عليها.

 

ابراهيم رئيسى
إبراهيم رئيسى

 

أما المرشح المنسحب قاليباف فاشترك مع رئيسى فى الهجوم على آثار الاتفاق النووى، حيث قال إن آثار تطبيقه لم تكن ملحوظة، وتحول إلى فرصة لاستيراد السلع الأوروبية فى المقابل تفشت البطالة فى البلاد، لكنه ألقى باللوم على حكومة روحانى معتبرا أنها لم تتمكن من الالتزام بتعهداتها فى الاتفاق.

 

المرشد الأعلى على خامنئى
المرشد الأعلى على خامنئى

 

ولا تهم كثيرا مواقف المرشحين أو الرئيس الإيرانى القادم من الاتفاق، لأن صاحب القول الفصل فى تلك القضايا التى تتعلق بمستقبل النظام هو المرشد الأعلى على خامنئى، الذى يحدد الخطوط الحمراء فيه، وعلى مدار العامين الماضيين لم يعلن خامنئى موقفه السياسى صراحة من الاتفاق النووى لكن المؤكد أنه تم توقيعه بموافقة منه، ورغم ذلك انتقد آثاره على البلاد فى مناسبات مختلفة، لاسيما بعد موجة تصعيدية من قبل الرئيس الأمريكى الجديد تجاه سلوك طهران، واعتزامه فرض عقوبات أمريكية أحادية الجانب.

 

ويمكن القول إن مخاوف النخبة على الاتفاق لا تتعلق بصعود أى من المرشحين، بقدر ما تتعلق بالسياسة العامة التى يحددها هرم السلطة المتمثلة فى المرشد، فضلا عن تعاطى الرئيس الأمريكى الجديد مع طهران والملف النووى السنوات المقبلة، فالاتفاق محصور بين مطرقة المرشد وسندان الأطراف الست الموقعة عليه.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة