كانت البداية ليلة الأربعاء الماضى عندما قال الكاتب يوسف زيدان، خلال لقائه ببرنامج "كل يوم" على فضائية "ON E"، مع الإعلامى عمرو أديب، أن صلاح الدين الأيوبى ليس بالشكل الذى قدمه الفنان أحمد مظهر، موضحاً أن ذلك الفيلم من خلق مؤسسة الحكم فى الفترة التى قدمت فيه، ووظفت يوسف شاهين، وتابع: "صلاح الدين الأيوبى من أحقر الشخصيات فى التاريخ الإنسانى"، لافتاً إلى أن "صلاح الدين قام بجريمة ضد الإنسانية ضد الفاطميين وعزل الرجال فى حتة والستات فى حتة، بحيث أن الذكور لا يروا أنثى، فانقطع النسل، وحرق مكتبة القصر الكبير".
بعد هذا الكلام، بدأت حرب جديدة على مواقع التواصل الاجتماعى بين مؤيد ومعارض لكلام الدكتور يوسف زيدان، لكن معظم الردود كما ذكر "حازم حسين" فى تحقيقه المنشور فى اليوم السابع " ردت على آراء الباحث والأكاديمى المتخصص فى التراث وتحقيق المخطوطات، ولكن الردود لم تشتبك مع الموضوع فى جوهره، فبينما عرض (زيدان) وقائع وأحداثا رأى أنها تشير إلى دموية يوسف بن أيوب "صلاح الدين" وسوء إدارته، لم يرد منتقدوه ومهاجموه على الأمر، تجاهلوا ما سُجّل بحق القائد الكردى تماما، وتركزت ردودهم على شخص يوسف زيدان، الذى اتهمه قطاع واسع من المتشيعين لـ"صلاح الدين" بأنه جاهل وحاقد ولا يفقه شيئا ويكتب روايات سيئة وجنسية."
لكن المؤرخين كان لهم رأى أكثر علما فالدكتور محمد عفيفى أستاذ التاريخ الحديث بجامعة القاهرة أن كل شخصية تاريخية سياسية لديها سلبياتها وإيجابيتها ولا يصح اختزال مشوار أى شخصية بكلمة "أحقر أو أفضل".
وأوضح محمد عفيفى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن استخدام لفظ "أحقر" دليل على نميمة المقاهى، فالمؤرخ الحقيقى يتعامل مع أى ظاهرة بهدوء، ويتحدث عن الشخصية بكل إيجابيتها وسلبياتها، إضافة إلى أن المؤرخين يتعاملون بالبحث الدقيق ويدرسون السيرة الكاملة.
وتابع محمد عفيفى أن المؤرخين الحقيقيين لا يستخدمون كلمة أحقر أو أفضل، مع الأسف هذا ليس زمن العلماء.
ومن جانبها تساءلت الدكتورة زبيدة عطا الله أستاذ التاريخ الحديث بجامعة عين شمس، لماذا نضرب كل الرموز والقيم الجيدة التى نمتلكها؟ صلاح الدين من ضمن الشخصيات التاريخية المميزة استمر يحارب الصليبين لمدة 12 عاما.
وأوضحت زبيدة عطا الله أنه الشخص الوحيد الذى استرد بيت المقدس ولهذا قام التاريخ بتخليده فهو من أهم الشخصيات العسكرية التى كانت على درجة عالية من التكنيك فى إدارة معركة حطين.
وتابعت زبيدة عطا الله أن الإنجازات التى نفتخر بها، هى معركة حطين وعين جالوت.
وفى السياق ذاته قال الدكتور أيمن فؤاد رئيس الجمعية التاريخية أن صلاح الدين الأيوبى، يعد ضمن الشخصيات المهمة فى تاريخ العالم الإسلامى، أولاً لأنه وضع نهاية للحكم الفاطمى، وجعل مصر ضمن مجموعة الدول السنية التابع للخلافة العباسة، ووحد الجبهة الإسلامية فى موجه الصليبيين، وشيد قلعة القاهرة وانتهى الأمر بانتصاره فى معركة حطين.
وفى السياق ذاته قال بسام الشماع عالم المصريات أن هجوم الكاتب يوسف زيدان على القائد صلاح الدين الأيوبى لم يكن الأول بل حدث ذلك من قبل، ولكن لم أكن أتخيل أن يوسف زيدان يستخدم كلمة "أحقر" على هذا القائد العظيم، وأوضح أن بعد الهجوم على صلاح الدين الأيوبى فى المرة الأولى، قمت بتدشين صفحة رسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، تحمل عنوان "صلاح الدين الأيوبى رد الاعتبار" تتضمن 199 معلومة موثقة عن صلاح الدين.
وأضاف بسام الشماع أن من ضمن المعلومات المتواجدة على الصفحة، كتب الدكتور أحمد فؤاد سيد عن حرق صلاح الدين للمكتبة الفاطمية فى مصر" وتحول إلى كتب الدعوة الإسماعيلية التى إحتوت عليها مكتبة القصر الفاطمى، فأحرقها وألقاها على جبل المقطم بحيث صارت تعرف بكميان الكتب، ثم فرق الكتب غير المذهبية التى صودرت من مكتبة القصر، على كبار علماء وانصار دولته، أمثال العماد الأصفهانى والقاضى الفاضل وأبى شامة".
ولفت بسام الشماع إلى أنه فى حين حافظ الفارق سيدنا عمر بن الخاب رضى الله عنه على كنائس النصارى فى القدس عبر العهدة العمرية، عامل صلاح الدين الصليبيين فى القدس أرق معاملة وأحن تعامل ،ويؤكد دكتور مسير الجمال أن الحاكم العبيدى "الفاطمى" أمر فى عام 1008 ميلاديا بهدم كل الكنائس والأديرة بمصر وكذلك كنيسة القيامة فى بيت المقدس وأباح نهبها، وقد أشرف على نهب كنيسة القيامة وزير الحاكم الشيعى "النصرانى ابن عبدون" والذى قتله الحاكم بعد ذلك، ثم ألغى أوامره.
وتابع بسام الشماع أن لم يخلف صلاح الدين الأيوبى داراً ولا يترك بستانا ولا عقارا، ولا ملكا ولا مزرعة ولا قرية ولا شئ من أنواع الاملاك، مضيفا أن صلاح الدين الأيوبى شيد بيمارستان "مستشفى" فى القاهرة 1177 وكان العلاج فيه بالمجان، كما أنشأ بيمارستان بالإسكندرية، وآخر بالجامع الأزهر.
لكن السؤال الخطير.. من أين يستقى يوسف زيدان معلوماته؟
هناك عدد من الكتب التى اعتمد عليها يوسف زيدان فى تكوين صورته عن صلاح الدين الأيوبى منها:
خطط المقريزى.. تقى الدين المقريزى
فى كتابه "خطط المقريزى" ذهب المقريزى إلى أن "هناك عددا كبيرا من الأهرامات فى منطقة الجيزة، هدمها صلاح الدين بأكملها وأخذ حجارتها ليبنى بها قلعته المعروفة باسمه تحت سفح جبل المقطم، والسور المحيط بالقاهرة، ولم يتبق منها سوى أعظمها والمعروفة حاليًا باسم هرم خوفو، وهرم خفرع، وهرم منقرع، وهى التى لم يقو الزمن ولا صلاح الدين على تدميرها".
"الإفادة والاعتبار فى الأمور المشاهدة بأرض مصر" لـ عبد اللطيف البغدادى
قال عبد اللطيف بن يوسف البغدادى فى كتابه "هدم قاراقوش وكان وزيرا لصلاح الدين عددًا من الأهرام الصغيرة، وبنى بحجارتها قلعة القاهرة وأسوار عكا والقناطر الخيرية". هذا الكتاب تأليف حسن الأمين واعتمد فيه على كتاب "الفتح القسى فى الفتح القدسى"، لـ العماد الأصفهانى، ويقول فيه "إن صلاح الدين عقب انتصاره فى معركة حطين، وتحرير القدس، رفض طلب الخليفة الناصر، بإرسال جيشه، للمشاركة فى تحرير فلسطين كاملة، وفى الكتاب أن صلاح الدين بدأ يُمهد للصلح مع الصليبيين، والتسليم لما يحتلونه من أرض الوطن، لأنه خشى أن يُرسل الخليفة جيوشه إلى فلسطين، ولكى يتفرغ هو لها، فلابد من إنهاء حالة الحرب مع الصليبيين، فأرسل أخوه (العادل) للاتصال بالصليبيين، وفى نفس الوقت كان يُرسل رسائل إلى الخليفة يطمئنه فيها بأنه لم يستسلم للصليبيين".
صلاح الدين الأيوبى بين العباسيين والفاطميين والصليبيين
هذا الكتاب تأليف حسن الأمين واعتمد فيه على كتاب "الفتح القسى فى الفتح القدسى"، لـ العماد الأصفهانى، ويقول فيه "إن صلاح الدين عقب انتصاره فى معركة حطين، وتحرير القدس، رفض طلب الخليفة الناصر، بإرسال جيشه، للمشاركة فى تحرير فلسطين كاملة، وفى الكتاب أن صلاح الدين بدأ يُمهد للصلح مع الصليبيين، والتسليم لما يحتلونه من أرض الوطن، لأنه خشى أن يُرسل الخليفة جيوشه إلى فلسطين، ولكى يتفرغ هو لها، فلابد من إنهاء حالة الحرب مع الصليبيين، فأرسل أخوه (العادل) للاتصال بالصليبيين، وفى نفس الوقت كان يُرسل رسائل إلى الخليفة يطمئنه فيها بأنه لم يستسلم للصليبيين".
بينما ذهب كتاب أطلس تاريخ الإسلام لـ الدكتور حسين مؤنس إلى أن "صلاح الدين تنازل للصليبيين عن جزء من الساحل يمتد من صور إلى حيفا، رغم أنه كان فى حالة عظيمة من الانتصار والقوة والتقدم" ويضيف "مونس" فى كتابه "قسم صلاح الدين الامبراطورية ممالك بين أولاده وأخوته وأبناء أخويه، كأنها ضيعة يملكها، لا وطنًا عربيًا إسلاميًا ضخمًا يملكه مواطنوه".
وفى كتاب "التطور العمرانى لمدينة القاهرة منذ نشأتها وحتى الآن" يذهب الدكتور أيمن فؤاد السيد، فى الكتاب أن "صلاح الدين الأيوبى بعد أن استولى على مقاليد الأمور فى مصر بعد ذلك بنحو قرن من الزمان، نقل القاهرة عما كانت عليه من الصيانة وجعلها مبتذلة لسكن العامة والجمهور، وحط من مقدار قصور الخلافة وأسكن ذويه وأمراءه فى بعضها، وتهدم بعضها الآخر وأزيلت معالمه وتغيرت معاهده، فصارت خططاً وحارات وشوارع ومسالك وأزقة".
وفى الكتاب أيضا "لم يكتف صلاح الدين فقط بذلك، بل استولى على ما فى القصور من خزائن ودواوين وأموال ونفائس، وأباح بيع كل ما وجد فى القصور، حتى أنه باع كل ما خرج منها لمدة 10 سنين، كما اقطع أمراءه وخواصه ما كان للفاطميين من دور ورباع".
"تاريخ الأمة القبطية"، لـ المؤرخة الإنجليزية أ.ل. بتشر
وفيه "أحب الخليفة العاضد أن يبين محبته لشيركويه، فولى مكان شاور، ابن أخيه يوسف صلاح الدين، ولقبه بالملك الناصر، وكان لايزال شاباً... وكان متمسكاً بالتقاليد الإسلامية القديمة، ومتطرفاً جداً فى تأدية فروضه الدينية، وكان يحتقر ويزدرى الرفاه والنعم، كما كان يستخف ويهزأ بالعلوم والفنون على السواء، ويعتقد أن الصنايع الفنية والفنون الجميلة ضرب من عمل الشيطان، إنما مطامعه فى الشهرة العالمية كانت لا تحد، وقد قوى فيه ذلك الطبع، لأنه كان قد حلم مدة حداثته، أنه لا يموت قبل أن يكون سلطان دمشق وبابليون، أى سوريا ومصر أو المملكة البابليونية كما كانوا يسمونها."."وفى عام 1187م تقدم بجيشه إلى بيت المقدس، ففتحها وأسر ملكها، لأن بيت المقدس كانت خالية من القوة التى تتمكن من مقاومة حصار جيش العرب لها، وكان جل ما بداخلها فريق من العوام والفقراء، الذين لا طاقة لهم على القتال، ولم يكن لها جيش سوى 1400 رجلاً من الفرسان، فدافعوا عن المدينة مع الكهنة المسيحيين والشمامسة، الذين كانوا يعتقدون أنهم يدافعون ويجاهدون جهاداً دينياً، وفرضاً واجباً عليهم للمحافظة على هذه المدينة المقدسة، ولكن عاد الشعب فالتفت حول البطريرك وعلا صياحه وضجيجه، وهاج ضد الكهنة من داخل المدينة، طالباً التسليم بشروط مناسبة، وبعد جهاد دام أربعة عشر يوماً، سلم البطريرك المدينة تحت شرط، أنه بعد أن يدخلها المسلمون لا يأخذون سكانها المسيحيين أسرى، بل تكون قاعدة الصلح، أن يؤدى كل مسيحى عشرين ديناراً فدية عن نفسه، وكل مسيحية عشرة دنانير، وكل طفل دينارين، فمن أحضر فديته نجا بنفسه، وإلا أخذ أسيراً، وكان بين الأهالى أربعة عشر ألف نفس، غير قادرين على دفع الجزية المفروضة عليهم، فأطلق صلاح الدين سبيل بعضهم دون فدية، لأنه رآهم لا يصلحون لأى عمل، وأسر النصف الآخر، بعد أن نكس الصليب القائم على قبة الصخرة، وكان عظيم الحجم.. قام إمبراطور الغرب فردريك بروسيا حاملاً صليبه، وكتب إلى صلاح الدين يدعوه إلى القتال.. فأجابه صلاح الدين بكتاب لا يقل غطرسة (لم يكن قصد المسلمين التسلط على المسيحيين وقهرهم فى الشرق فقط، بل وفى عزمهم مهاجمة أوروبا واكتساحها كلها، وسوف تؤخذ كل بلادك منك.. ) وذيل كتابه هذا بإمضائه الحامل لثلاثة عشر لقباً أعطاها لنفسه، كلقب (المخلص) و(المصلح) و(منظم العالم) و(مصحح القانون) و(منقح الشريعة)... إلخ.وما وصل هذا الكتاب إلى الإمبراطور فردريك، حتى قاد جيشاً عرمرماً من جميع أمم أوروبا، وسار به لمقاتلة المسلمين، ولكن سوء الطالع أدركه، فغرق فى الطريق.. بينما كان المقيمون من الإفرنج فى فلسطين قد حاصروا مدينة عكا فى شهر أغسطس سنة 1189، دون أن ينتظروا مجيء إخوانهم الصليبيين لنجدتهم من أوروبا، ولم يكن فى وسع صلاح الدين طردهم عنها، فاستمروا على حصارها سنتين، ولو أن صلاح الدين أرسل ليتقدم أسطول مصر الراسى فى الإسكندرية، محملاً بالمؤن والذخائر، وجمع كل قواه حول المدينة، لما استطاع خلاصها من أيدى المحاصرين لها، لأن الصليبيين أو حملة فردريك، قد أتوا من أوروبا وهم ألفا فارس، وثلاثون ألف مقاتل من المتدربين، فاشتركوا مع أفرنج فلسطين، فى تضييق الحصار على المدينة، وكان بين الصليبيين القادمين من أوروبا، الملك فيليب ملك فرنسا، وريكاردو (قلب الأسد) ملك انجلترا. ولما رأى صلاح الدين أنه لا يستطيع مقاومة تلك القوة الهائلة، اضطر أن يسلم المدينة تحت شروط اشترطها عليه الصليبيون، لا تمس بشرفه ولا شرف الإسلام، ومفادها أولاً تسليم المدينة، وثانياً تسليم الصليب الحقيقى الذى صلب عليه السيد المسيح، وأخذه المسلمون يوم فتح أورشليم، وثالثاً إطلاق سراح ألفى نفس، من أشراف المسيحيين أسرهم صلاح الدين، وخمسمائة شخص من طبقات مختلفة من المسيحيين، ورابعاً أن يقوم المسلمون بدفع 200 ألف دينار غرامة حربية.
لكن الكتب جميعها لم تكن ضد صلاح الدين الأيوبى فكثير من المؤرخين كانت لهم رؤية إيجابية فى شخصية الناصر صلاح الدين الأيوبى، خاصة أن الربط بين شخصية السلطان الأيوبى وبيت المقدس علاقة لا انفصام لها، ومنها:
سيرة صلاح الدين الأيوبى.. لـ ابن شداد
هذا كتاب وضعه المؤلف القاضى ابن شداد لسيرة صلاح الدين الأيوبى، وجعله من قسمين أولهما: منذ ولادة صلاح الدين حتى التحاق ابن شداد بالبلاط الصلاحى الذى لم يكن أكثر من مخيم حرب، وثانيهما يبدأ بهذا الالتحاق وينتهى بوفاة السلطان عام 589 هـ. وابن شداد فى القسم الأول ناقل عن سواه لكنه يحاول أن يأخذ بأصح الروايات حسب الوسائل المتاحة له.
وأما أغلب القسم الثانى فابن شداد فيه شاهد عيان يسجل ما يشاهد بل وما يعانى فى كثير من الأحيان فيقول "ومن هذا التاريخ ما أسطر إلا ما شاهدته أو أخبرنى به من أثق به خبراً يقارب العيان".
صلاح الدين الأيوبى.. جورج زيدان
كتب جورج زيدان عن صلاح الدين الأيوبى صمن "روايات تاريخ الإسلام" وتناول الفترة التاريخية التى انتقلت فيها مصر من الحكم الفاطمى إلى الحكم الأيوبى، بانتهاء حكم الخليفة العاضد كآخر الخلفاء الفاطميين، وبداية حكم السلطان صلاح الدين الأيوبى البطل التاريخى المعروف وصاحب معركة حطين، كما تتضمن الرواية فى وقائعها وصفا لطائفة الإسماعيلية المعروفة بجماعة الحشاشين، وهى طائفة انفصلت عن الفاطميين فى القرن الثامن الميلادى لتدعو إلى إمامة نزار بن المستنصر بالله ومن جاء مِن نسله، واشتهرت هذه الطائفة ما بين القرن الثامن والقرن الرابع عشر، ويتزعمها فى هذه الرواية رجل يدعى راشد الدين سنان.
صلاح الدين الأيوبى لـ على محمد الصلابى
يعتبر هذا الكتاب "صلاح الدين الأيوبى وجهوده فى القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس" حلقة مهمة فى تاريخ الحروب الصليبية، ويتحدث هذا الكتاب عن صراع المشاريع، بين المشروع الصليبى، والمشروع الإسلامى السنى.
صلاح الدين الأيوبى قاهر العدوان الصليبى لـ محمد رجب البيومى
يقول فى مقدمة الكتاب "هذا بطل بدر يتأخر موعده عن عصر النبوة حتى جاد به الزمن فى عصر الحروب الصليبية، ليؤدى دور أبطال بدر حين ثبتوا للعدوان الغاشم، إذ جاءهم من بلاد الشرك ليستأصل وجودهم، فحباهم الله بنصر من عنده، ورد الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا".
صلاح الدين.. شاكر مصطفى
وفيه أن "صلاح الدين ليس شخصية فى مسرحية موجودة بيننا نحاكمها، ولكنه شخصية تاريخية مرت فى الزمن الماضى، ومن المستحيل جرها لتعيش هذا العصر.. مرت وانتهت، ولا فائدة من محاولة جرها لمحاكمتها على ضوء مفاهيم هذا العصر.. صلاح الدين! ابن عصره فى فكره السياسى والدينى وفى مطامحه وأيديولوجيته كما فى نقائضه؛ ولا تجوز محاكمته بعد 900 سنة على ضوء المفاهيم التى نتطارحها اليوم..ما وفع فى التاريخ قد وقع، وقد تصرف صلاح الدين بقدر اجتهاده وبقدر مفهومه للسياسة والدين فى عصره".
وتظل شخصية صلاح الدين دائما قادرة على صناعة الكثير من الجدل بسبب هذا الاختلاف بين الكتب التى يذهب بعضها لتقديسه ويكتفى الآخر بشيطنته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة