أكد الدكتور محمد بن على كومان، الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، أن المجلس سيبحث تشكيل فريق خبراء عرب دائم لمواجهة الجرائم الإلكترونية، حيث يقوم بمهمة تنسيق الجهود العربية ورسم الاستراتيجيات اللازمة ووضع آليات المواجهة الفعالة، وذلك خلال المؤتمر العربى السادس عشر لرؤساء أجهزة المباحث والأدلة الجنائية، والذى بدأ أعماله اليوم بمقر الأمانة العامة بتونس.
وأشار الدكتور كومان- فى كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذى حضره ممثلون عن وزارات الداخلية فى الدول العربية، فضلا عن جامعة الدول العربية، وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية- إلى أنه منذ أيام قليلة، اجتاحت العالم هجمةٌ إلكترونية عطلت حاسبات عدد من المؤسسات الهامة فى نحو مائة وخمسين دولة، باستخدام ما بات يعرف ب(فيروس الفدية)، إشارة إلى الدوافع المادية التى تقف وراء هذه الهجمة غير المسبوقة.
وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامى لمجلس وزراء الداخلية العرب بالقاهرة، أن الدكتور كومان أكد أن هذا الهجوم يعتبر مؤشرا على مدى التحديات الخطيرة التى تطرحها الجريمة الإلكترونية، لكونها تهدد الحياة المعاصرة للاعتماد شبه الكلى على نظم المعلومات فى مختلف المجالات، ونظرا لصعوبة إقامة الدليل على هذه الجريمة وتتبع مرتكبيها وتقديمهم للعدالة.
وأكد أن الأمر يزداد صعوبة بالنسبة للعالم العربى، نظرا لوجود الشركات الكبرى العاملة فى مجال الاتصالات، وشبكات التواصل الاجتماعى، ومزودى خدمة الإنترنت خارج الوطن العربى، مما يتعذر معه الحصول على معلومات تسمح بفك طلاسم الجريمة الإلكترونية واكتشاف مرتكبيها.
وأشار الدكتور كومان إلى أن هذه المعطيات تُسِّوغ استئثار الجريمة الإلكترونية بنصيب الأسد من جدول أعمال المؤتمر من خلال ثلاثة بنود، هى المستجدات فى مجال الجريمة الإلكترونية، وهو موضوع فى غاية الأهمية، نظرا للتطورات التى تستجد كل يوم فى طرق ووسائل ارتكاب الجرائم الإلكترونية، والبند المتعلق بضبط الأدلة الإلكترونية والتعامل معها الذى يحيل إلى الصعوبة البالغة فى تقديم الأدلة الإلكترونية، سواء لأسباب تقنية أو لعوامل تشريعية، موضحا أن هذا البعد سيجد صداه فى البند المتعلق بمشروع القانون النموذجى الاسترشادى فى مجال الأدلة الجنائية.
وقال الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب "إن الدوافع المادية التى تقف وراء الهجمة الإلكترونية الأخيرة، ينبغى أن تجعلنا لانغفل عن أن التهديد الأكبر الذ يتمثل فى الإرهاب الإلكترونى، الذى يمكن أن يتسبب ـ لا سمح الله ـ فى كوارث جسيمة بتعطيل الأنظمة الآلية التى تتحكم فى مرافق مهمة كالمصانع ووسائل النقل وكافة متطلبات الحياة الأساسية ... ولا شك أن إسهام أجهزتكم فى مواجهة هذا التهديد، إسهامٌ محورى، سيكون هذا المؤتمر مناسبةً للوقوف على بعض أوجُهه إلى جانب التهديدات الإرهابية الأخرى، من خلال استعراض دور الأدلة الجنائية فى كشف الأعمال الإرهابية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة