فى إطار كشف الوثائق السرية لحرب 1967، التى سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية بنشرها اليوم الخميس، بمناسبة الذكرى الـ 50 للحرب، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إنه فى اليوم الثانى لحرب "الأيام الستة"، فى الساعة الرابعة عصرا، عقدت فى مقر قيادة الجيش فى تل أبيب، جلسة للجنة الوزارية للشئون الأمنية.
الطائرات الحربية الاسرائيلية تحلق فوق سماء رفح المصرية
وأضافت الصحيفة، أن الوثائق أكدت أن التقارير التى وصلت من الجبهة لقيادة الجيش كانت غير مستوعبة، حيث تم تدمير سلاح الجو المصرى بشكل شبه كامل، وتقدم الجيش الاسرائيلى فى سيناء بدون أى ازعاج تقريبا، والبلدة القديمة فى القدس خضعت للحصار.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية فى حينها ليفى اشكول، فى بداية الجلسة: "إن هذه الأيام هى أيام تاريخية بكل ما يعنيه ذلك لشعب اسرائيل وللشعب اليهودى".
وأوضحت يديوت أن البروتوكولات السرية لمناقشات اللجنة الوزارية فى فترة الحرب، والتى يجرى كشفها لأول مرة، تدل على أن هذا الشعور لم يصدق لدى كل وزراء الحكومة.
جنود اسرائيليون خلال حرب 67
وفى تلك الجلسة حذر وزير التعليم والثقافة زلمان أران، المشاركين فى الجلسة من الابعاد المستقبلية للانتصار الضخم.
وقال أران: يا سادتي، من جهة يأتى رئيس الحكومة ويطرح فكرة أنه ربما نتيجة لهذه الحرب سيتم تحديد علاقات سلام مع العالم العربي، ومن جهة اخرى، يتحدثون عن الضفة الغربية وقطاع غزة، عقلى لا يستوعب ذلك، الضفة الغربية وقطاع غزة تعنى أكثر من مليون عربى، فى إسرائيل مع نسبة الهجرة كما تبدو اليوم، ولدينا فى هذا الموضوع احصائيات حول متى سيصبح العرب غالبية فى الدولة، ما الذى يعنيه إضافة مليون عربى، حتى من ناحية مادية لا نستطيع التعامل مع ذلك. يمكن لهذا أن يتحول إلى سبب لخلافات خطيرة لم نشهد مثلها فى الدولة، من دون أى فائدة ازاء الخارج، ومن دون أى فائدة لصراعنا السياسى الذى سيحدث مع العالم، ربما يسبب هذا الضرر فقط".
القوات الجوية الاسرائيلية خلال حرب 67
فيما أوضح رئيس الأركان يتسحاق رابين موقفه امام الوزراء: "ما يمكن عمله هو أمر واحد – تدمير سلاح الجو المصرى، أى مهاجمة المطارات المصرية بشكل مفاجئ نسبيا، الى جانب تقدم قواتنا داخل سيناء. انا لا اعرض ذلك كرحلة".
وفى الرابع من يونيو 1967، منحت الحكومة لرئيسها ولوزير الدفاع صلاحية شن هجوم ضد المصريين، وفى اليوم التالى تم تدمير سلاح الجو المصرى، واحتل الجيش الاسرائيلى الضفة الغربية والبلدة القديمة فى القدس.
المدرعات الاسرائيلية فى سيناء
فى الجلسة التى عقدت فى السادس من يونيو طرح الوزير مناحيم بيجين طلبا: إذا تواجدنا فى البلدة القديمة – قد يكون هذا الأمر احتفاليا، لكنه بالنسبة لى ينطوى على أهمية كبيرة – فليذهب رئيس الحكومة والوزراء، مع الحاخامين الرئيسيين إلى الحائط الغربى لكى نصلى هناك ونشكر الله على عودة صهيون".
وفى صباح اليوم التالي، السابع من يونيو، دخل الجيش الى البلدة القديمة فى القدس، لكنه لم يتم تنفيذ طلب بيجن، الوحيد من بين الوزراء الذى وصل الى حائط المبكى كان رئيس الحكومة اشكول.
وقال بيجين خلال جلسة اللجنة الأمنية: "تألمنا اليوم لأننا لم نعرف عن المراسم الرائعة التى جرت بجانب حائط المبكى، توجد حكومة واحدة فى إسرائيل، هل كان من الصعب دعوة الوزراء؟"
موشيه ديان يراجع خطط الحرب
وبالنسبة للإسرائيليين فى الجليل الاعلى، لم يكن لديهم فى ذلك اليوم أى سبب للاحتفال، فالجيش السورى الذى كان لا يزال يجلس فى الهضبة، واصل قصف البلدات بالمدفعية، وفى صباح التاسع من يونيو أمر اشكول وديان الجيش باحتلال هضبة الجولان كلها، وفى العاشر من يونيو انتهت الحرب.
وفى نهاية جلسة يوم التاسع من يونيو، قبل يوم من انتهاء الحرب، قال رئيس الحكومة ليفى اشكول، بالصدفة تقريبا: "يجب بدء التفكير بما سنفعله مع العرب".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة