تعانى جماعة الإخوان من ارتباك شديد، بعد إعلان شباب الجماعة عن الجزء الثانى من المراجعات الذى تضمن عدم وجود تجانس داخل التنظيم، ووجود قصور فى اللائحة الداخلية للجماعة، بالإضافة إلى ضعف البنية المؤسسية، وديكاتورية القرار، إذ رفضت بعض المكاتب الإدارية للجماعة تلك المراجعات، بينما دعمت قيادات الجماعة فى تركيا المراجعات مطالبين القواعد بالترويج لها.
وفى هذا السياق، قال محمد العقيد، عضو مجلس شورى الإخوان بتركيا، إن هناك بعض المكاتب الإدارية بالمحافظات لم يكون دورها وموقفها جيدًا تجاه تلك التقييمات، ولم تسارع فى تبنى تلك التقييمات، أو التزام الشفافية ومنع المجاملات.
وقال فى تصريحاتٍ له: "حزين على محافظة الشرقية التى كنت أتمنى أن يسارع مكتبها الإدارى مع وضع الجماعة الجديد من الشفافية والالتزام المؤسسى الذى لا مجاملات فيه لقيادة هنا أو هناك، وأن يقودوا الآلاف من خلفهم تحت قيادة منتخبة داخل الجماعة، ويلتحموا مع إخوانهم بالمكتب العام".
وأكد "العقيد"، أن المراجعات والتقييمات أعلنت عنها جبهة شباب الإخوان وتعد خطوات مهمة فى تاريخ الجماعة، ولابد من اتباعها.
وفى نفس الإطار، أكد عز الدين دويدار، القيادى الإخوانى بتركيا، أهمية تلك المراجعات، مطالبا قواعد الجماعة بضرورة تبنى تلك المراجعات والعمل عليها.
ووَجَّهَ "دويدار" رسالة إلى منتقدى تقييمات الإخوان من جبهة محمود عزت القائم بأعمال مرشد الجماعة، قالاً: "يمكنك أن تنتقد جماعة الإخوان وأن تقلل من قيمة التغيير الذى أحدثته انتفاضة شبابها الداخلية، لكن جماعة الإخوان ومكتبها العام مكتب الإرشاد المؤق،- ومجلس شوراها فى الداخل، تظهر ديناميكية وتفاعل ورؤية".
وخرج عباس القبارى، منسق التقيمات داخل جماعة الإخوان، على بعض القنوات التباعة للجماعة، ليؤكد أن الجبهة الشبايية تلقت ردودًا عديدة على التقييمات التى أعلنتها خلال الساعات الماضية، مشيرًا إلى أن هذه التقييمات لم تستهدف قيادات بعينها داخل الجماعة.
وطالب "القبارى"، قيادات الجماعة بضرورة التعامل مع هذه التقييمات وتلافى الأخطاء التى وردت فى تلك التقييمات.
وثيقة التقييمات أعلنت عنها الجبهة الشبابية الجماعة وقالت إن بنية التنظيم تتكون من فريقين أساسيين غير متجانسين إلى حد بعيد، يتسم أحدهما بالمرونة السياسية، مع قابلية للتعايش مع المعارضة، وفريق آخر أكثر تشددًا من الناحية التنظيمية، يتوجس غالبية الوقت من أصحاب التوجهات غير الإسلامية، متابعة: فكانت الجماعة دائما فى سجال تنظيمى، لذلك ظلت حالة الضبابية فى حسم القرارات فى كثير من المواقف نتيجة لوجود هذا التمايز فى المجتمعات.
من جانبه قال طارق أبو السعد، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن هذه التقيمات تخص المستوى الثانى للمراجعات، فالمراجعات 3 مستويات: الأول الأشخاص، والثانية التنظيم، والثالثة الأفكار الرئيسية، فهذه المراجعات تركز على التنظيم، وتحاول أن تصل إلى فاعلية التنظيم ومدى قدرته على الحركة واستشراف المستقبل، ولم تتطرق إلى الأفكار الأساسية التى يُبْنَى عليها التنظيم، وهى أصل المشكلة وأصل الخلاف مع المجتمع.
وأضاف "أبو السعد" فى تصريحاتٍ لـ"اليوم السابع" أن المجتمع لم يرفض الإخوان لأنهم ليسوا تشاوريين وليسوا ديمقراطيين، وليس لأنهم انعزلوا عن المجتمع، إنما عاداهم الشعب والمجتمع نظرا لأن الفكرة الأساسية هى فرض أفكارهم على المجتمع بالقوة، وتعاليهم على الشعب وإصرارهم على حل خيالى عنيف ليس واقعى.
وأشار القيادى السابق بجماعة الإخوان، إلى أن هذه الأفكار لم يتطرق لها شباب الإخوان.
وفى السياق ذاته قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن "عواجيز الإخوان" سينكرون تلك المراجعات لأنها موجهة لتقليص نفوذ جبهة محمود عزت الذى يدير الجماعة فى الفترة الحالية.
وأضاف الباحث الإسلامى، أن جبهة شباب الإخوان تحاول اللعب بأوراق لا يمتلكها محمود عزت ورفاقه ممن يوظفون أدوات يفتقر لها شباب الجماعة، وفكرة التقييمات تروق لشباب الجماعة والكيانات المرتبطة بالتنظيم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة