يشارك الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، اليوم الأحد، فى القمة الخليجية الأمريكية التى تحظى باهتمام كبير من قبل دول مجلس التعاون الخليجى وعلى رأسه المملكة العربية السعودية، فالرئيس الأمريكى يقف مع تركة ثقيلة تركها له الرئيس السابق باراك أوباما الذى أحدث شرخا فى طبيعة العلاقات الأمريكية – الخليجية بالتقرب إلى إيران وتوقيع الاتفاق النووى معها.
وتتميز العلاقات السعودية التاريخية بطبيعة خاصة فى التحالفات الاستراتيجية بين واشنطن ودول مجلس التعاون الخليجى لاسيما فى التعاون العسكرى والاقتصادى بين بلدان الخليج وواشنطن، وذلك لتعزيز الشراكة بين الطرفين لمواجهة التمدد الإيرانى وتعزيز الاستقرار فى تلك المنطقة التى تتمتع بخصوصية لدى الولايات المتحدة.
وتأتى القمة الخليجية الأمريكية فى ظروف دقيقة وبالغة فى المنطقة والعالم الذى يواجه مخاطر الإرهاب والتطرف فى ظل غياب الأمن والاستقرار فى عدد من دول الإقليم ولاسيما فى سوريا والعراق وليبيا، ويتوقع عدد من المراقبين أن تخرج القمة بعدد من القرارات التى تؤكد على أمن دول الخليج وبحث سبل مكافحة الإرهاب والتطرف ووضع حد للتدخلات الإيرانية السافرة فى شئون دول الخليج ومحاولة إثارتها للفوضى فى تلك الدول.
القمة الخليجية – الأمريكية التى وصفها عدد من المراقبين للشأن الخليجى بـ"التاريخية" والتى تأتى فى أول لقاء لقادة دول الخليج – مجتمعين – مع الرئيس الأمريكى الذى فضل أن تكون وجهته الأولى التوجه نحو الخليج.
وينتظر قادة دول الخليج فى القمة المشتركة مع الولايات المتحدة التى تحمل شعار "العزم يجمعنا" التأكيد على الشراكة الاستراتيجية الوثيقة والراسخة بين دول الخليج وواشنطن، والتأكيد على أهمية دور مجلس التعاون فى إرساء السلام والاستقرار فى المنطقة فى الفوضى والاضطرابات والتشديد على عدد من الثوابت ومنها حماية دول الخليج ومقدراته.
وتعول دول مجلس التعاون الخليجى على الدور الأمريكى فى مواجهة التمدد الإيرانى وسعى طهران للتمدد فى عدد من دول الإقليم وعلى رأسها الدول العربية ولاسيما فى سوريا والعراق واليمن ودعم عدد من الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح لزعزعة أمن واستقرار تلك الدول بزعم "دعم المقاومة الإسلامية فى المنطقة" وهو التحرك الذى تخشى واشنطن أن يتحول لصراع مسلح بسبب محاولات تغييب دور الدولة.
وتشكل القمة الخليجية الأمريكية مسيرة جديدة على مستوى التحالفات الاستراتيجية لمواجهة الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله ومحاولة قادة الخليج والرئيس الأمريكى رسم طبيعة التحرك المشترك فى المستقبل القريب للحفاظ على أمن واستقرار دول الخليج.
ويترقب الرئيس الإيرانى حسن روحانى مخرجات القمة الخليجية الأمريكية وما سيتمخض عنها من قرارات لرسم سياسته الخارجية فى التعاطى مع دول الخليج العربى بناء على تلك القرارات، والتى من المتوقع أن تخرج بمواقف مناهضة لسياسة طهران العدوانية تجاه دول الخليج واستمرار احتلالها للجزر الإماراتية وسعيها لزعزعة أمن واستقرار السعودية والبحرين.
فيما اتفق محللون وخبراء خليجيون – بسحب وسائل إعلام عربية - على أن قمة مجلس التعاون الخليجى مع الولايات المتحدة فى الرياض تأتى فى إطار ترسيخ العلاقات الاستراتيجية التى استمرت أكثر من نصف قرن وتوجت بقمة كامب ديفيد ٬2015 ثم قمة الرياض ٬2016 ثم قمة الرياض 2017، مشيرين إلى الدور الذى تلعبه دول الخليج فى دعم الاستقرار والأمن السياسى والاقتصادى فى المنطقة.
ومن المتوقع أن يشمل جدول أعمال القمة الخليجية الأمريكية عدد من الملفات الساخنة منها البرنامج النووى الإيرانى وتداعياته على أمن واستقرار دول الخليج، واحتلال طهران للجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، ووضع حد لأنشطة طهران التخريبية فى البحرين والسعودية، ودعم طهران لعدد من الميليشيات الطائفية فى سوريا والعراق واليمن.
وفى إطار تحركاتها الساعية لتأمين حدودها من الأخطار المحيطة بها، وقعت الرياض مع واشنطن صفقات تسليح تقدر بـ 110 مليار دولار من القدرات الدفاعية، وتدعم الحزمة من المعدات والخدمات الدفاعية للمملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج فى مواجهة النفوذ الإيرانى الخبيث والتهديدات الإيرانية ذات الصلة، كما تظهر الصفقة التزام الولايات المتحدة بشراكتها مع المملكة العربية السعودية.
وتنقسم المبيعات المزمع بيعها إلى خمس فئات هى أمن الحدود ومكافحة الإرهاب وكذلك الأمن البحرى والساحلى وتحديث القوات الجوية فضلا عن الدفاع الجوى والصاروخى والأمن الإلكترونى وتحديثات الاتصالات. كما شملت عروض التدريب والدعم واسع النطاق لتعزيز شراكتنا والقوات المسلحة السعودية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة