"اتعاقبت وأخدت جزائى خلف الجدران والأسوار بالسجن لأخرج وأواجه جدران أصعب من جدران السجن ومعاملات أقصى من المواطنين المحيطين بى حتى فاض بى".. بهذه العبارة بدأ "السيد فوزى مصطفى"، 40 عاما، والمقيم بقرية شعشاع التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، قصته، والتى يطالب فى فيها بأن يكون كباقى المواطنين الذين يعيشون بالمجتمع دون أن يكون هناك أى خطوط حمراء فى التعامل معه وكأنه مرض يخشى الناس أن يصيبهم أو أن ينتشر بينهم، فيكون العقاب الأسوأ بعد السجن هو سجن كبير لا يتمكن من مواجهته على عكس السجن الذى قضى به سنوات ليخرج منه بعد ثلثى المدة لحسن السير والسلوك، ولكن يأمل فى أن يكون السجن الكبير أرق وأحن، ويتمكن من الانخراط بين الناس من جديد.
التقى "اليوم السابع" بـ"السيد" الذى بدأ يقص حكايته التى تمنى فى نهايتها أن يساعده المسئولون فى توفير مصدر رزق بالحلال يتمكن من خلالها أن يفتح بيتا ويتزوج ليبدأ حياته من جديد، ويقول السيد: "كنت كباقى الشباب من سنى نخرج ونمرح هنا وهناك دون أى اكتراث بأى مشكلة، حياتنا كنا نعيشها بالطول والعرض إلى أن اصطدمت بالواقعة التى أدخلتنى إلى السجن بعد أن تم الحكم على فى قضية قتل بالمؤبد، لأقضى خلالها المدة خلف القضبان".
وتابع السيد، "ندمت على ما فعلت طوال الفترة الماضية، وكنت أحاول أن أغير من نفسى داخل السجن، وهو ما حدث بالفعل بدليل خروجى بعد انقضاء ثلثى المدة، لأخرج إلى الدنيا من جديد وكل أمل فى أن أكون إنسان جديد سوى، قادر على التواجد وسط الناس".
وأضاف السيد: "خرجت من السجن الصغير بالأسوار إلى سجن كبير وسط الناس ولكنه دون أى أسوار والناس هم من يصنعون هذه الأسوار بينى وبينهم فى حالة من عدم التعاطف معى أو محاولة التواجد بينهم، وكأننى أصبحت مرضا أو وباءً يخاف الناس من الإصابة به، رغم أننى تغيرت كثيرا وآمل فى أن أعيش حياة كريمة".
وأوضح السيد: "عانيت منذ خروجى وما زلت أعانى لكنى ما زال لدى أمل كبير فى أن أكون إنسانا سويا قادرا على الإنتاج من جديد، أسعى لأن أغير حياتى دون التفكير نهائيا فى العودة إلى الماضى الأليم أو تكرار أى جزء منه، لأننى تعبت بما فيه الكفاية.
وقال السيد، أعيش فى حجرة مع أشقائى فى منزل والدى، وأتمنى أخفف الحمل على شقيقى الأكبر الذى عانى كثيرا من أجل أن يساعدنى، وأحلم بأن أتزوج وأفتح بيتا. وناشد السيد، المسئولين بأن يوفروا له أى مصدر رزق يساعده على الحياة ويتمكن من الإنتاج وتحقيق مصدر رزق له، بأن يكون له "كشك" مثلا يساعده على الكسب الحلال حتى يتمكن من بداية حياة جديدة.
وأكد السيد أنه يريد أن يفتح بيتا، ولا يلوم أى أحد يرفضه فى حالة تقدمه للخطبة وخاصة أنه ليس لديه أى مصدر رزق ينفق به على زوجته، وأنه يسعى إلى أن يكون سويا يساعده المجتمع لأن يكون بينهم وأن يحقق أمله فى العودة إلى الحياة من جديد، وألا يخرج من سجن صغير إلى سجن أكبر منه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة