فى ازدواجية جديدة للإعلام الغربى، وفى مقدمته الإعلام البريطانى الذى يمتلك العديد من المؤسسات الكبرى من بينها هيئة الإذاعة البريطانية بى بى سى، وصحف مثل الإندبندنت والجارديان وغيرها، تجاهلت غالبية التقارير الإعلامية داخل لندن على مدار الساعات القليلة الماضية دور الأجهزة الأمنية فى هجوم قاعة مانشستر أرينا الإرهابى الذى تبناه تنظيم داعش.
ولم توجه أى وسيلة إعلامية داخل بريطانيا على مدار 12 ساعة كاملة منذ وقوع الهجوم أى اتهامات بالتقصير للأجهزة الأمنية رغم فداحة الحادث ووقوع أطفال ومراهقين ضمن الضحايا البالغ عددهم 22 قتيلاً وقرابة 60 مصاباً ، وذلك بخلاف طريقة تعامل تلك الصحف والمنصات الإعلامية مع الهجمات الإرهابية المماثلة التى تقع فى دول الشرق الأوسط ومن بينها مصر.
ورغم أن صحيفة "الجارديان" البريطانية وصفت هجوم "مانشستر أرينا" والذى راح ضحيته 22 شخصا على الأقل بينهم أطفال، وأسفر عن إصابة 59 آخرين بأنه الأكثر دموية وعنفا فى بريطانيا منذ هجوم 2005 الذى حصد أرواح 52 شخصا فى التفجيرات التى ضربت العاصمة لندن، إلا أنها لم تلق بطائلة اللوم على الأمن أو الأجهزة الأمنية.
وأضافت الصحيفة أن الهجوم وقع فى 10:30 مساء أول أمس الإثنين بتوقيت بريطانيا فى مانشستر فى نهاية حفلة للمغنية الأمريكية أريانا جراند، الشهيرة بين صفوف الأطفال والمراهقين.
وقالت "الجارديان" إن الهجوم، الذى يشتبه فى أنه إرهابى وقع رغم سنوات من التحذيرات وتشديد القبضة الأمنية خاصة فى محيط الأماكن المزدحمة، مشيرة إلى أن المحققين يجب أن يجدوا من نفذ الهجوم ولأى سبب لمعرفة كيف حصل منفذ الهجوم على المواد التى صنع منها العبوة الناسفة. ومع ذلك لم تنتقد مباشرة الأجهزة الأمنية.
وأوضحت الصحيفة أنه منذ هجوم لندن 2005، تم تشديد إجراءات شراء المواد التى يمكن أن تستخدم فى صناعة المتفجرات بالمنزل، مشيرة إلى أن هجوم مانشستر جاء بعد أسابيع من تشديد الأمن وتعاون الشرطة والمخابرات البريطانية. وشهدت كذلك لندن هجومًا إرهابيًا فى مارس الماضى راح ضحيته 4 أشخاص ومنفذ الهجوم الذى استهدف البرلمان.
وأبدت الصحيفة تفاهما حيال وقوع هجمات إرهابية قائلة إن "مستوى التهديد الإرهابى فى بريطانيا مرتفع، ما يعنى إمكانية وقوع هجمات، ولهذا يوجد تكثيف أمنى فى أهم الأماكن".
وقال صادق خان، عمدة لندن إن الشرطة كثفت من نشر قواتها فى شوارع العاصمة اليوم بعد "الهجوم الوحشى".
فى المقابل وفى تناقض وازدواجية لافتة تختلف تغطيات الإعلام البريطانى عندما يحدث هجوم إرهابى فى مصر، فسرعان ما تخلص الصحف العالمية ومنها البريطانية إلى أن سبب الهجمات إما النظام المصرى أو حملته الأمنية ضد التكفيريين فى سيناء.
فعلى سبيل المثال، اعتبرت الصحيفة ذاتها "الجارديان" أن تفجيرات أحد السعف جزء من سلسلة هجمات تستهدف الأقباط، منتقدة الأمن المصرى على عدم قدرته على التصدى للعنف ضد مجتمع المسيحيين فى البلاد، برغم التشديدات الأمنية وتعهدات الحكومة بحمايتهم.
ومن جانبها، أعزت "التلجيراف" البريطانية أسباب الهجمات الإرهابية إلى ضربات الجيش المصرى فى سيناء، معتبرة أن الحملة الأمنية هناك أتت برد فعل معاكس.
وبالمثل، ظهر تحيز الصحف البريطانية جليا عند سقوط الطائرة الروسية فى سيناء فى 2015، وبمجرد الإعلان عن سقوطها، سارعت الصحف بوصف الحادثة "إرهابية" رغم عدم تأكيد السلطات المصرية ما إذا كان عمل إرهابى وراء إسقاط الطائرة من عدمه. على عكس ما حدث فى هجوم مانشستر، الذى تعاملت مع الشرطة البريطانية على أنه حادث حتى تسنى لها التأكد من أن إرهابى يقف وراءه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة