"فى 1910 جرت أول محاولة لفحص المقاطع الحاخامية المتعلقة بيسوع والمسيحية بطريقة نقدية وتقديم نسخة نقدية للنص مع ترجمة له على يد الباحث الألمانى المسيحى هرمان لشتراك"، من هذا النقطة يؤكد كتاب "يسوع فى التلمود.. المسيحية المبكرة فى التفكير اليهودى الحاخامى" لـ تأليف بيتر شيفر، ترجمة الدكتور نبيل فياض، والصادر عن المركز الأكاديمى للأبحاث، كيف رأى اليهود صورة عيسى ابن مريم فى كتبهم الدينية.
ويرى الكتاب الذى يدور حول تصور يسوع الناصرى، فى التلمود، الوثيقة التأسيسية للحاخامات اليهودية فى العصور القديمة المتأخرة، أنه ليس هناك مشترك بين الاثنين – يسوع والتلمود.
ويذهب المؤلف إلى أن هناك من جهة، مجموعة الكتابات التى تسمى العهد الجديد، والتى هى مصدرنا الرئيس لحياة يسوع، وتعاليمه، وموته، ومعظمها مكتوب فى النصف الثانى من القرن الأول، وهناك مجموعة أخرى، التلمود، المنتج الأدبى الأكثر تأثيرا للحاخامات اليهودية، الذى كتب على مدى قرون عديدة فى نسختين فى فلسطسن وبابل.
ويقول الكتاب إنه من الغريب أن شخص يسوع يظهر فى التلمود، كما تظهر أمه مريم – ليس ضمن رواية متماسكة، لكن على نحو مبعثر فى كافة أرجاء الأدب الحاخامى عموما وفى التلمود بشكل خاص، وكثيرا ما يتم تناول الأمر بشكل عابر، وفى الواقع يذكر يسوع فى التلمود على نحو شحيح للغاية إلى درجة أنه بالنسبة للكم الهائل من النتاج الأدبى الذى بلغ ذروته فى التلمود.
ويقول "بيتر شيفر" إن أقدم رواية متماسكة بين أيدينا حول حياة يسوع من وجهة نظر اليهود فى الرسالة الجدلية الشهيرة تولدوت يشو"تاريخ يسوع" التى أخذ تشكلها فى أوروبا الغربية فى أوائل العصور الوسطى.
والكتاب يضم عددا من الفصول لعل الأخطر فيهما هما الفصلان الأول والسادس، فالفصل الأول "عائلة يسوع" يعتبر بمثابة حجر الزاوية لقصة يسوع فى العهد الجديد، أو ولادته من العذراء مريم. والكتاب يظهر أن الحاخامات صاغوا هنا، بكلمات قليلة، روايات متناقضة قوية لكنه تؤكد أن "يسوع" جاء من علاقة خارج الزواج.
بينما الفصل السادس "إعدام يسوع" يقدم قصة محكمة تماما، وهى موجودة فقط فى التلمود البابلى، وتتناول تفاصيل محاكمة يسوع، وهم يرون أنه وفق الشرع اليهودى لم يعدم فحسب بل رجم حتى الموت ثم علق فى شجرة، وحدث ذلك بعد اتهامه بالشعوذة، وأنه حرض بنى إسرائيل على الوثنية، من وجهة نظرهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة