كاتب سعودى: قطر ترى قوتها فى تبنى الإخوان وحماس لاستخدامهم عند الطلب

الخميس، 25 مايو 2017 09:27 ص
كاتب سعودى: قطر ترى قوتها فى تبنى الإخوان وحماس لاستخدامهم عند الطلب تميم
كتبت إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

علق الكاتب السعودى خالد بن حمد المالك، فى مقاله اليوم الخميس بصحيفة الرياض السعودية، على تصريحات أمير قطر تميم بن حمد، التى هاجم فيها دول الخليج، وأشاد خلالها بإيران، ووصف علاقات الدوحة بطهران بالقوية، قائلا "إن سياسة قطر ترى أن قوتها فى تبنى الإخوان وحزب الله وحماس لاستخدامهم عند الطلب، مثلما تفعل قناة الجزيرة التى تستنجد ببعض الإعلاميين العرب المرتزقة لرفع الصوت عالياً ونشر الأكاذيب، على كل ما هو حقيقى فى سياسات الدول الخليجية".

 

وأضاف الكاتب أنه قد يكون المقصود من تصريحات أمير قطر فى هذا التوقيت، التعتيم على النجاحات التى تحققت فى قمم الرياض، وكأن الغرض منها ضرب ما تم الاتفاق عليه بين الدول العربية والإسلامية وأمريكا للقضاء على الإرهاب والتطرف.

 

وإلى نص المقال:

 

أن نقول إن هناك تناغماً فى المواقف يصل إلى حد التحالف بين الثلاثى القطرى الإيرانى الإسرائيلي، فهذا استنتاج لما قاله صراحة سمو أمير قطر الشيخ تميم، فهو يعلن بوضوح بأنه على علاقة جيدة بإسرائيل، وهو يرى أنه ليس من الحكمة أن نعادى إيران بسبب مواقفها المشبوهة، لأنها -على حد زعمه- دولة إسلامية كبرى، وهو يرى فى المنظمات التابعة أو المتعاونة مع إيران منظمات شرعية، وبهذا فلا مجال لأحد بأن يقول هذا ادعاء منا، فالأمير القطرى هو من اعترف بذلك على رؤوس الأشهاد.

 

وهذه السياسة القطرية ليست وليدة اليوم، أو أنها مواقف يعلن عنها لأول مرة بكل هذا الوضوح وبشكل مفاجئ الأمير القطري، إذ إن فى قطر تمثيلاً إسرائيلياً منذ زمن، وهى على وفاق قديم وتنسيق دائم مع إيران فى تبنى المواقف المضادة لمصالح العرب، كما أنها سياسة قطرية ترى أن قوتها فى تبنى الإخوان المسلمين وحزب الله وحماس لاستخدامهم عند الطلب، مثلما تفعل قناة الجزيرة التى تستنجد ببعض الإعلاميين العرب المرتزقة لرفع الصوت عالياً، ونشر الأكاذيب، على كل ما هو حقيقى فى سياسات الدول الخليجية.

 

على أن التصرفات القطرية، والسياسات غير المنضبطة التى تمارسها مع جيرانها الخليجيين العرب تحديداً، ومع الدول العربية على وجه العموم، هى سياسات تفتقر إلى الكياسة والحكمة وبعد النظر، وحسن التصرف، وكأن المقصود بذلك أن تلعب قطر دوراً مدمراً لها ولأشقائها، وكأنها فى المحصلة تدار سياسياً على النحو الذى يخدم إسرائيل وإيران، ويجعل من منطقتنا فى حالة حروب واضطرابات، وإرهاب وتطرف، اعتماداً على دعم قطرى مالى وإعلامى ولوجستي، يكون لإيران كما لإسرائيل دورها فى تنفيذ هذا المخطط الخطير.

 

قطر يجب عليها أن تتحمل مسؤوليتها، وأن يكون دورها إيجابياً فى خدمة استقرار المنطقة، وأن تنأى بنفسها عن كل الممارسات المشبوهة التى تخطط لها عناصر غير قطرية تجد الملاذ الآمن لها فى الدوحة، وأن تعرف الدوحة أن مثل هذه المواقف العدائية من دول مجلس التعاون الخليجى إعلامياً لا تصب فى مصلحة قطر، ولا تخدم أياً من دول المجلس، وهى فى النهاية ممارسات غير عاقلة، لا يمكن لمتابع أن يفهمها إلا أنها تصدر عن مسؤول لا يقدر التبعات التى سوف تترتب عليها، بدليل ردود الفعل التى صاحبت تصريحات أمير قطر، والرفض لكل ما ورد فيها، والتأكيد على أن ما قاله لا يخدم إلا السياسة الإسرائيلية والإيرانية.

 

اللافت للانتباه هو التوقيت الذى صدرت به هذه التصريحات للأمير القطري، وكأن المقصود منها التعتيم على النجاحات التى تحققت فى قمم الرياض، وكأن الغرض منها ضرب ما تم الاتفاق عليه بين الدول العربية والإسلامية وأمريكا للقضاء على الإرهاب والتطرف، وكأن الأمير القطرى غير راض عن النتائج التى خرجت بها القمم الثلاث، فأراد أن يعبر عن آرائه ليقول للجميع: إن له رأياً يخالف ما أعلن من نتائج فى هذه الاجتماعات، لكونها تؤكد على دور إيران فى الإرهاب الذى يضرب دول المنطقة، ولأن نتائج القمم ركزت أيضاً على القضية الفلسطينية، واعتبار منظمة التحرير هى الممثل الشرعى للشعب الفلسطينى وليس حماس كما فى تصريح الشيخ تميم.

 

عفواً سمو الأمير تميم، فنحن لا نحملك مسؤولية بغير ما قلته، أو قيل على لسانك، ولا نتجنى عليك، فندعى كلاماً لم يصدر عنك، وإنما نحاول أن نقرأ كلامك جيداً، ونفهمه، ونعلق عليه بما هو واضح جلى لنا، حتى نضع الأمور فى نصابها الصحيح، ولا نخرج عن سياق الآراء الخطيرة التى صدرت عنك، ومن حقك أن تصحح ما قد يكون قد فهم منا خطأً، أو فسرناه بغير ما كنت تقصده، فتصدر بياناً توضح فيه ما لبس علينا، أو تعتذر وتتراجع عما تأكد لنا حقيقته، بروح المسؤولية، والنظر إلى المصلحة العامة لقطر أولاً، ثم لدول مجلس التعاون والعرب والمسلمين ثانياً، فدول العالم ثالثاً.

 

لقد اهتم الجميع بتصريحاتك ليس من باب الإعجاب بها، ومناسبتها لأهدافه وتطلعاته، وإنما لما تشكله من خطورة على الأمن الوطنى والعربي، ولما ستتركه من تداعيات خطيرة، إذا ما استمرت المواقف القطرية على النحو الذى تسير عليه قبل هذه التصريحات وبعدها، ولعلى أسمح لنفسى كخليجى وعربى ومسلم محب لقطر وشعبها العزيز أن أناشد سموكم، بأن تحدث انقلاباً على هذه السياسات والمواقف القطرية الخطيرة، وأن تعود قطر كما نتمنى إلى حضنها العربى والخليجى والإسلامي، وتتخلص من العزلة القاتلة التى وضعت نفسها فيه، مدعومة من إسرائيل وإيران والإخوان المسلمين وحزب الله.

 

ونتمنى من أمير قطر ألا يوسع خلافاته مع دول مجلس التعاون الخليجي، وأن يسعى إلى تطييب خواطر من أساء إليهم، وأن يصغى إلى نصائح إخوانه قادة دول المجلس، فقدر قطر أن تكون ضمن المنظومة الخليجية، وليس خيارها أن تكون ضمن تحالف مع إسرائيل وإيران، وليس من مصلحتها أن تتبنى المنظمات الإرهابية، وأن تكون ملاذاً آمناً للإرهابيين والمتطرفين، ولا زال فى الوقت بقية لمعالجة التصدعات فى الموقف الخليجى الذى أغرقته السياسة القطرية غير الحكيمة.

 

إن نفى صحة التصريحات، وقولهم إن موقع وكالة الأنباء القطرية مخترق، وإن ما نسب إلى أمير قطر كاذب وغير صحيح، لا يمكن أن يغنى عن بيان رسمى باسم مجلس الوزراء أو وزير الخارجية، ينفى فيه صراحة ما نسب من تصريحات للأمير، ويكون أبلغ لو كان النفى على لسان الشيخ تميم نفسه، ولا أعتقد أن الأمير سوف يفهم مثل هذا الاعتذار بأكثر من أنه معالجة مناسبة وضرورية لإعادة قطر إلى الصف الخليجى والعربي، والحيلولة دون استمرار إسرائيل وإيران فى اختطافهما لقطر.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة