تستضيف بريطانيا عددا ضخما من المتطرفين والمتشددين الذين يشكلون تهديدا مباشرا على أمن واستقرار البلاد ويدفع بها نحو مستنقع الجرائم الإرهابى، فقد ارتفع عدد الإرهابيين إلى أكثر من 3000 متشدد يمارسون حياتهم بشكل طبيعى فى لندن، وذلك فى ظل مراقبة ورصد المخابرات البريطانية وجهاز مكافحة الإرهاب لتحركات بعضهم عقب الهجوم الأخير فى مانشستر.
وتفتح بريطانيا أبوابها للمتطرفين المتشددين من كافة الفصائل والحركات المسلحة وعلى رأسها عناصر فى جماعة الإخوان وقيادات فى الجماعة الليبية المقاتلة "تنظيم القاعدة" ومتشددين ينتمون لحركة طالبان، إضافة لسماحها بعودة عدد كبير من المقاتلين فى سوريا والعراق وليبيا إلى بريطانيا.
وبحسب تقارير إخبارية بريطانية، فقد تمكنت الأجهزة الأمنية البريطانية من إفشال 13 مخططا إرهابيا كبيرا فى السنوات الأربعة الماضية، ما يكشف حجم التهديدات الإرهابية التى تحيط ببريطانيا من المتطرفين المتواجدين على أراضيها.
ويرجح عدد من المراقبين أن تراجع بريطانيا موقفها من استضافة عدد كبير من المتطرفين والإرهابيين على أراضيها تحت مسمى "قيادات معارضة لاجئة"، إضافة لبحث لندن لإمكانية التعاون مع دول الشرق الأوسط التى تشهد صراعات مسلحة للتعاون وتبادل المعلومات الاستخباراتية لإحباط أى تحركات إرهابية تستهدف أمن واستقرار المملكة المتحدة.
وشهدت بريطانيا فى خلال عام ونصف ما يقرب من 380 عملية اعتقال مرتبطة بالإرهاب بالمقارنة مع 307 عملية اعتقال فى الأشهر الـ 12 التى سبقتها، وقد ازدادت وتيرة عمليات الاعتقال المرتبطة بالإرهاب عقب الهجوم الإرهابى الذى شنه خالد مسعود فى "ويستمينيستر" قرب مبنى البرلمان البريطانى.
وكشف الشرطة البريطانية هوية مرتكب جريمة مانشستر ووالده الذى ينتمى للجماعة الليبية المقاتلة "القاعدة" وهى الجماعة التى يقودها المتطرف عبد الحكيم بلحاج الذى يرتبط بعلاقات وثيقة مع تركيا وقطر، ووالد الإرهابى منفذ عملية مانشستر يدعى "رمضان بوالقاسم العبيدى"، أحد أعضاء الجماعة الليبية المقاتلة التى ترتبط بعلاقات وثيقة جدا مع الدوحة.
وينتمى والد منفذ الهجوم الإرهابى فى مانشستر إلى "حزب الأمة" التابع لسامى الساعدى، وهو أيضا أحد قادة الجماعة الليبية المقاتلة التابعة لتنظيم القاعدة، والتى لعبت دورا هاما فى نشر الفوضى والعنف فى ليبيا وتحديدا فى العاصمة طرابلس، ويرتبط رمضان العبيدى بعلاقة صداقة مع سهيل الصادق الغريانى، نجل المفتى الليبى المعزول الذى يدعو لقتال الجيش الوطنى الليبى، ويحض على ممارسة الإرهاب والعنف ولاسيما فى مدينة بنغازى شرق ليبيا.
وصنفت الأجهزة الأمنية الليبية فى الوثيقة رمضان أبو القاسم محمد على العبيدى، ضمن عناصر تنظيم "القاعدة"، وهو من سكان منطقة "قصر بن غشير" بالعاصمة طرابلس قبل لجوئه إلى بريطانيا برفقة زوجته ليعود إلى بلده بعد سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافى.
وتسبب منفذ هجوم مانشستر الإرهابى فى مقتل 22 شخصا بينهم أطفال.
ومن المتوقع أن يتسبب سلمان عبيدي، المولود فى مدينة مانشستر عام 1994 لأبوين مولودين فى ليبيا، فى اتخاذ السلطات البريطانية لإجراءات حاسمة وحازمة ضد الوافدين من ليبيا تحديدا إلى بريطانيا وخاصة بعد ثبوت سفر منفذ الهجوم إلى ليبيا قبيل أيام من تنفيذ الهجوم الإرهابى فى مانشستر.
ويعتبر القيادى فى الجماعة الليبية المقاتلة عبد الحكيم بلحاج من عناصر تنظيم القاعدة المدعوم ماليا وسياسياو وإعلاميا من دولة قطر، فقد نصًبت قناة الجزيرة التى تبث من الدوحة المتطرف عبد الحكيم بلحاج قائدا للثوار وفاتح العاصمة طرابلس والمتسبب فى سقوط نظام القذافى.
ويدعى القيادى فى الجماعة الليبية المقاتلة عبد الحكيم بلحاج أن المخابرات البريطانية اختطفته لتفرج عنه فى وقت لاحق، قبل أن يرفع قضية على الجهاز البريطانى يطالب فيها بتعويض بملايين الجنيهات بسبب مزاعم اختطافه واحتجازه على يد السلطات البريطانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة