احتلت قطر مانشيتات وصفحات الصحف الخليجية والعربية الصادرة صباح اليوم بعد إصرارها على دعم الإرهاب وفتح أبوابها للمليشيات التى تؤجج الأوضاع بالدول العربية، وأصبحت الإمارة القطرية فى مهب الريح بسبب استمرارها فى شق الصف الخليجى والعربى وتأجيج أوضاع المنطقة.
ورغم اختلاف المعالجات الصحفية إلا أن الجميع اتفق على نقاط لا خلاف عليها، فى مقدمتها أن قطر تدعم الجماعات الإرهابية حول العالم من القاعدة وحتى جبهة النصرة، الأمر الذى يوجد العديد من الأدلة المادية عليه، فضلا عن أنها تستغل أبواقها الإعلامية لتأجيج الأوضاع فى الدول العربية والمساس بأمن الخليج العربى.
وقالت صحيفة الاتحاد الإماراتية فى مانشيت اليوم "امتثالا لإيران والإخوان.. قطر حاضنة الإرهاب"، وحملت بالأدلة مسيرة الدوحة فى دعم الجماعات الإرهابية حيث قالت إنها عملت على تلميع تنظيم القاعدة الإرهابى واتهمتها بإنشاء جبهة النصرة، وأكد إعلاميون ومحللون خليجيون، أنها حاضنة للإرهاب وساعية لتدمير الدول العربية عن طريق الآلة الإعلامية التى تتمثل فى قناة الجزيرة، كما أشاروا إلى أن ادعاء «الاختراق» ما هى إلا محاولة فاشلة للتنصل من التصريحات المسيئة التى أغضبت الدول الخليجية.
وأوضح الكاتب والمحلل السياسى الكويتى مشعل النامى أن قطر سبق وأن لمعت تنظيم القاعدة الإرهابى وتعاونت معه، وهى من أنشأت جبهة النصرة، وهناك اتهامات ودلائل على تمويل بعض القطريين لجبهة النصرة، وبعض التنظيمات التابعة تنظيم القاعدة فى سوريا، لافتا إلى أن قناة الجزيرة احترقت بعد ما يسمى بـ«الربيع العربي»، وسقطت مصداقيتها.
وأشار التقرير إلى أن الحملات الإعلامية من قبل قناة الجزيرة أو منظومة العربى الجديد التى يديرها عزمى بشارة لن تتوقف لأنها تمثل الأداة الطولى للتنظيم الدولى للإخوان الذى ترعاه قطر على حساب أمنها وحقوق مواطنيها.
كما أشارت الصحيفة فى تقرير آخر "قطر دولة مراوِغة.. تدعم الإرهاب وتبيّض سجلّه"، أكدت من خلاله أنه بعدما تمّ طرد قادة حماس من فندقين فى قطر بسبب مخاوف من خرق قوانين العقوبات المالية الأمريكية المتعلقة بالإرهاب، غيّر هؤلاء موقع مؤتمرهم الصحفى فانتقلوا إلى فندق شيراتون جراند فى الدوحة لإعلان وثيقتها السياسية الجديدة.
كما حذر خبراء وباحثون استراتيجيون مصريون من خطورة دور قطر على أمن المنطقة، واستغلال قناة الجزيرة كمنصات هجوم على الدول العربية ومحاولة العبث بأمنها واستقرارها وتهديد مصالحها بالمخالفة لكافة الأعراف والتقاليد العربية والسياسية، كما دلل تقرير آخر على علاقة قطر بجبهة النصرة، حيث إنها دائما ما تفاوض باسمها لإطلاق الرهائن، مشددا على أنه لا توجد دولة غير قطر قادرة على التواصل والتفاوض مع ثانى أكبر تنظيم إرهابى حالياً. وهو جبهة النصرة، فرع القاعدة فى سوريا.
فى حين قالت صحيفة الخليج الإماراتية تحت عنوان "واشنطن تتحرك لفضح تواطؤ قطر مع الإرهاب"، إن ردود الفعل الخليجية والعربية المنددة بتصريحات أمير قطر تميم بن حمد، قد تتخذ أبعادا أخرى مع توالى الأدلة والشواهد على ضلوع الدوحة فى دعم وتمجيد عدد من التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها «القاعدة» و«داعش» و"حزب الله".
وأوضح تقرير الصحافة أنه فى وقت تؤكد فيه مواقف أمريكية أن واشنطن بصدد اتخاذ إجراءات عقابية ضد الدوحة، وسط ترجيحات بأن أول الإجراءات سيبدأ بطرح مشاريع قوانين فى الكونجرس لملاحقة قطر لدعمها الجماعات الإرهابية منذ منتصف تسعينات القرن الماضى.
وبدأت أصوات عديدة فى واشنطن تطالب إدارة الرئيس دونالد ترامب بمراجعة العلاقات مع الدوحة بعد ورود أدلة عديدة على ضلوعها المباشر فى هجمات 11 سبتمبر الإرهابية، وهو ما كشفه مؤخراً جون هانا، مستشار الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش لشؤون الأمن القومى، عن إقدام الحكومة القطرية على استضافة العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر خالد شيخ محمد ومنحته وظيفة بين عامى 1996 و1995، كما اتهم الدوحة بالتعامل بوجهين مع الولايات المتحدة بدعمها للمتشددين وتحويلها «الربيع العربى» إلى شتاء للمتشددين.
كما أكد رئيس لجنة الشئون الخارجية فى مجلس النواب الأمريكى، أن التعريف الوحيد الذى ينطبق على قطر هو أنها دولة ساعدت فى تمويل «القاعدة» و«داعش» و«جماعة الإخوان» و«طالبان»، فيما قال دينيس روس، المبعوث الأمريكى الأسبق السابق للشرق الأوسط، أن على قطر أن تختار بين الولايات المتحدة والمتطرفين، مشيراً إلى أن الدوحة قررت أن تخول لنفسها الحق فى التعامل مع «الإخوان المسلمين» وتدعم موقفهم، وليس فقط «الإخوان» ولكن الجماعات المتشددة الأخرى.
فى حين رصدت صحيفة الخليج فى تقرير بعنوان "الدوحة وطهران: علاقة تصاعدت منذ عام 2000 وتعززت باتفاقيات أمنية فى 2015" تطور العلاقات بين البلدين بما يضر بمصالح الخليج، وتضامنت معها افتتاحية صحيفة الاتحاد التى أكدت أن قطر صارت تخدم مقاولين عدة متناقضين فى الظاهر، وربما هم متحالفون فى الباطن، ويظهر هذا جلياً فى خدمة قطر المخلصة لمصالح إيران، ومصالح إسرائيل معاً، فهى تمول وتدعم الإرهاب بأوامر من إيران، وهى تشق الصف الفلسطينى، وتوسع الهوة بين «حماس» و«فتح» لحساب إسرائيل، وهى تعبث فى الشأن المصرى والليبى لمصلحة جماعة الإخوان الإرهابية، وهى تدعم الجماعات الإرهابية فى سوريا، وصارت ملاذاً آمناً للإخوان و«النصرة» و«داعش» و«القاعدة»، وصارت نقطة انطلاق العمليات الإرهابية فى دول المنطقة العربية.
ومن الإمارات للسعودية لم تختلف كثيرا مانشيتات الصحف، حيث أكدت صحيفة عكاظ السعودية فى تقرير بعنوان "قطر.. هل تريد بنا شراً؟" أن الدوحة لا تتوانى فى شق صف البيت الخليجى، لافتا إلى أن الإعلام القطرى كان دوما بوقا لأجندات خارجية تسعى إلى مس أمن البيت الخليجى.
كما قالت صحيفة الرياض تحت عنوان "الجزيرة.. ساعى بريد الإرهاب!" أن القناة القطرية معروفة بحرصها الدءوب على إثارة الفتن والقلاقل منذ انطلاقتها وظهر ذلك واضحاً فى قضايا متعددة أظهرت تناقضها فى مرات وتحيزها للأعداء أحياناً أخرى حتى عادت خلال هذه الأيام بنشر التصريحات الغريبة لأمير قطر.
وأشارت إلى أنها كانت المحطة الوحيدة التى تعرض خطابات أسامة بن لادن، مما أسهم فى تسويق فكر القاعدة، والأمر لم يتوقف عند ابن لادن، وهو ما يعزز أيضا نظرية التناقضات التى تعيش فيها الدوحة، فإعلامياً يبدو للمواطن العربى البسيط، أنها القناة التى تقف إلى جانب مظلومية غزة، وتصطف مع المقاومة اللبنانية لإسرائيل، لكن واقعياً لا تتطرق القناة للعلاقات القطرية الإسرائيلية، هذه العلاقات التى انطلقت رغم أن قطر ليست دولة مواجهة، ولا يوجد فائدة عربية أو إسلامية من ذلك.
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال سنوات ما قبل الربيع العربى كانت الجزيرة خصماً لعدة دول عربية، كانت تمثل الاعتدال والعمق العربى وعلى رأسها مصر والمملكة، وبعد الربيع انقلبت حتى على أقرب الناس، حيث ساندت إعلامياً المشروع الإيرانى فى البحرين، وفِى الأيام القليلة الماضية عادت لسيرتها الأولى، وقامت بهجوم غير مبرر على البحرين، وأصبحت القناة أداة لشق الصف الخليجى والعربي، وقد كان هذا واضحاً عبر ساعات التغطية الطويلة للانتخابات الإيرانية عوضاً عن القمة الإسلامية الأمريكية فى الرياض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة