كثفت الأجهزة الأمنية، بالتنسيق مع القوات المسلحة، حملاتها المشددة لضبط الجناة المتورطين فى حادث المنيا الإرهابى. وكشف مساعدو وزير الداخلية لقطاع الصعيد، أن وزارة الداخلية شنت حملات تضم كلا من الأمن الوطنى والأمن العام وقوات العمليات الخاصة فى محافظات المنيا وبنى سويف والفيوم وأسيوط وسوهاج، لمداهمة المتورطين فى الحادث الإرهابى بمحافظة المنيا.
وأكد اللواء ناصر العبد، مساعد وزير الداخلية لمنطقة شمال الصعيد، انطلاق عدة مأموريات من جهاز الأمن الوطنى والأمن العام والمباحث الجنائية والعمليات الخاصة، بالتنسيق مع مديريتى أمن «المنيا- بنى سويف» بإشراف مباشر من اللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية، لسرعة ضبط الإرهابيين المتورطين فى الحادث الإرهابى الأليم الذى استهدف الحافلة التى تقل الأقباط، ما أسفر عن استشهاد 28 وإصابة آخرين.
وشدد مساعدو وزير الداخلية لمنطقة شمال الصعيد، فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، على أن خطة عمل مكبرة، بالتنسيق مع الأمن الوطنى، يجرى تنفيذها لملاحقة الإرهابيين المتورطين فى الحادث الإرهابى الأليم.
وأشار «العبد» إلى أنه تتم مداهمة عدد من أوكار الإرهابيين المشتبه فيهم من خلال فريق بحث على أعلى مستوى من ضباط الأمن الوطنى والأمن العام والمباحث الجنائية، بالاشتراك مع ضباط العمليات الخاصة، لافتا إلى أن المنطقة تشهد حالة من الاستنفار الأمنى القصوى، ويجرى تمشيط المنطقة الصحراوية بمحافظة المنيا، كما تم تنشيط جميع الكمائن الحدودية والمتحركة لسرعة ضبط الجناة.
بدروه أعلن اللواء هشام لطفى، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع وسط الصعيد، استخدام أحدث الأجهزة والتقنيات الحديثة لرصد وملاحقة الإرهابيين، كاشفًا أن ضباط الأمن الوطنى والأمن العام وقوات العمليات الخاصة مدعومة بالأسلحة الثقيلة والمتنوعة تمشط جبال أسيوط والمنطقة الصحراوية لملاحقة الإرهابيين.
وشدد «لطفى» على رفع حالة الاستنفار الأمنى الشديد بالمنطقة، وتنشيط كل الكمائن الحدودية والخدمات الأمنية بمديريات أمن أسيوط وسوهاج والوادى الجديد لسرعة ضبط الجناة، لافتا إلى أن اللواء مجدى عبدالغفار، وزيرالداخلية، وجه بتشكيل فريق بحث من أكفأ ضباط الأمن الوطنى، بالإشتراك مع ضباط الأمن العام باستخدام أحدث الأجهزة المتطورة فى الرصد والمتابعة لسرعة ضبط الإرهابيين مع رفع حالة الاستنفارالقصوى بمنطقة وسط الصعيد أيضا، وتمشيط المناطق الجبلية لملاحقة الإرهابيين.
وصرح اللواء هشام لطفى بأنه تم توجيه مديرى الأمن بسوهاج وأسيوط والوادى الجديد لعقد لقاءات مع مندوبى الكنائس بدائرة مديرياتهم للتنسيق من أجل تأمين كل الأنشطة الخاصة بالكنائس والأديرة وخاصة الرحلات الخارجية.
ونوه مساعد الوزير بأن هناك تنسيقا تاما وكاملا مع القوات المسلحة، خاصة على الحدود الغربية بالوادى الجديد، مشيرا إلى أن المديريات قامت خلال الفترة الأخيرة بضربات استباقية للقضاء على العناصر الإجرامية الخطرة، وكان أخرها تصفية 8 عناصر تكفيرية بالمنطقة الجبلية بسوهاج.
ولم تترك أجهزة الأمن بابا يفيد بأى معلومات جديدة عن الحادث إلا وطرقته، فى محاولاتها السريعة لتحديد هوية منفذى الحادث الغادر، وفى سبيل ذلك تتتبع الجهات المسؤولة هواتف الضحايا التى سرقها الإرهابيون، من خلال استخدام التقنيات الحديثة والمتطورة لسرعة تحديد المكان الجغرافى لحائزى هذه الهواتف المحمولة التى تم الاستيلاء عليها.
وأكد عدد من المصابين خاصة النساء، أن منفذى الحادث الإرهابى استولوا على مجوهرات خاصة بالسيدات عقب ارتكاب الجريمة، وهربوا من مكان الحادث، الأمر الذى جعل الأجهزة الأمنية تناشد كبار محال المجوهرات والصاغة خاصة فى الصعيد، عدم شراء أى مجوهرات دون تقديم البائع للفواتير، والإبلاغ عن أى أشخاص يعرضون مجوهرات تم تعميم أوصافها للبيع. وتبحث الأجهزة فى جميع السيناريوهات المطروحة لتنفيذ الحادث، من بينها اعتماد منفذى الحادث على 3 من البدو سهلوا مهمة الجناة فى الوصول لمكان الحادث، وسربوا مواعيد الرحلة للمتهمين، والمسارات التى سيسلكها الأتوبيس الذى كان يقل الضحايا، مما ساهم فى وقوع الحادث وقدرة الجناة على التنفيذ بسهولة والهروب من مكان الحادث قبل أن يشعر بهم أحد، خاصة أنه يقع فى منطقة بعيدة عن محافظة المنيا لأكثر من ساعتين سيرا بالسيارة.
وأطلعت مصادر أمنية «اليوم السابع»، على تفاصيل معسكرات الجماعات الإرهابية، التى يدربون فيها الشباب على التكتيكات العسكرية والقنص، سواء داخل مصر، أو خارجها بدول الجوار خاصة ليبيا.
وأكدت المصادر أن أجهزة الأمن تكثف جهودها للوصول لمزيد من معسكرات الجماعات الإرهابية بالجنوب فى مناطق الصعيد، والتى تؤوى العناصر المتطرفة، والمطلوبين للجهات الأمنية، والتى يشرف عليها ويدعمها القيادات الإخوانية الهاربة بالخارج، عن طريق إرسال الأموال لهم.
وتؤكد المعلومات التى توصل إليها الأمن، أن الأجهزة الأمنية وتحركاتها المستمرة، نجحت سابقا فى كشف أخطر 3 معسكرات للإرهابيين بالصعيد، وطالت يد الأمن المسؤول الأول عن نقل شباب الإخوان والعناصر المتطرفة من داخل البلاد إلى معسكرات الإرهابيين، لتدريبهم على القنص عن بعد وتصنيع المتفجرات والتكتيكات العسكرية، وتنفيذ الحوادث الانتحارية أسوة بحادثى استهداف كنيسة مارجرجس بطنطا، ومارمرقس فى الإسكندرية.
وكشفت الأجهزة المعلوماتية بوزارة الداخلية عن أن المسؤول الأول عن نقل العناصر الشبابية والهاربين من الأحكام من البلاد إلى هذه المعسكرات، هو القيادى الإخوانى «حلمى سعد». وأفادت التحريات أن القيادى الإخوانى اضطلع بدور بارز فى نقل المجموعات المتطرفة بين الدروب الصحراوية عبر الحدود الجنوبية للبلاد للتسلل للالتحاق بمعسكرات التدريب على تنفيذ العمليات الإرهابية وتصنيع العبوات الناسفة، فتم استهدافه وتبادل إطلاق الرصاص معه وقتله برفقة 7 آخرين، والتحفظ على كميات كبيرة من الأسلحة النارية أثناء وجوده بالمناطق الجبلية بين سوهاج وسفاجا.
ووصلت الأجهزة الأمنية لمعسكر آخر للإرهابيين بجبل عرب العوامر فى أبنوب بمنطقة الظهير الصحراوى الشرقى لمحافظة أسيوط، حيث تدرب فيه العناصر المتطرفة لاستهداف العديد من الأهداف بمحافظة أسيوط أبرزها «دير السيدة العذراء بقرية درنكة، وبعض أبناء الطائفة المسيحية وممتلكاتهم بمحافظتى أسيوط وسوهاج»، فتم استهداف المعسكر وقتل 7 عناصر فى تبادل لإطلاق الرصاص مع قوات الأمن. وعثر بالمكان على «بنادق آلية عيار 7,62×39 مم، 9 خزن تحتوى على كمية من الطلقات من ذات العيار، وسلاح جرينوف عيار 7,62×54 مم، وشريط مزود بطلقات من ذات العيار، وكمية كبيرة من الطلقات متنوعة الأعيرة، ودراجة نارية، ومجموعة من الكتب والإصدارات الخاصة بتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابى ووسائل إعاشة متنوعة».
وعلى الأطراف الجنوبية للبلاد بين أسوان والسودان، داخل إحدى المناطق الصحراوية، عثرت الأجهزة الأمنية على معسكر تدريبى أقامته جماعة الإخوان على مساحة آلاف الأمتار لتدريب أعضاء لجان العمليات النوعية بالجماعة داخل هذا المعسكر على حمل السلاح، وتنفيذ جرائم الاغتيالات تمهيدا لتكليفهم بقتل شخصيات عامة وأجانب. واعترف أحد المتهمين، أمام جهات البحث فى وزارة الداخلية، أن تكليفات صدرت لهم بالتوجه إلى الصعيد عبر وسائل نقل مختلفة ومنها إلى منطقة صحراوية نائية بين أسوان والسودان للتدريب على الإعداد البدنى لجميع أعضاء العمليات النوعية بالإخوان، وكيفية حمل السلاح والرمى من مسافات مختلفة. وأضاف المتهم: «كانت التكليفات بسرعة الانتهاء من التدريب فى أقصى مدة ثم العودة للقاهرة لتنفيذ سلسلة اغتيالات على نطاق واسع، وأن عمليات التدريب كانت تتضمن سرعة تنفيذ العمليات الإرهابية بسهولة ويسر، وتتضمن التدريب على المراوغة والهروب من مكان الحادث وعمليات القنص».
فيما كشفت مطرانية مغاغة والعدوة للأقباط الأرثوذكس بشمال المنيا، فى بيان لها، أن الإرهابيين الذى قتلوا عددًا كبيرًا من الأقباط، أثناء توجههم إلى دير الأنبا صموئيل بالصحراوى الغربى لمركز العدوة، وزعوا على الشهداء كتيبا صغيرا عن رمضان والجهاد.
وجاء بالبيان: «علمنا من المصابين والناجين، أن الإرهابيين خرجوا عليهم فى 3 سيارات، 2 دفع رباعى، وثالثة ملاكى، وفتحوا على الرحلات والذاهبين إلى الدير النار، وأوقفوا سياراتهم، وأنزلوهم منها، ثم وزعوا كتيبا صغيرا عن الجهاد وصوم رمضان، ثم سألوهم: هل أنتم مسيحيون؟ فقالوا نعم، فطالبوهم بنطق الشهادة، فرفضوا، وقالوا: «نحن مسيحيون وعشنا ونموت مسيحيين»، فقتل الإرهابيون جميع الرجال، وبعض النساء، وبعض الشباب والأطفال، ثم نهبوا من السيدات الذهب والفضة من المصوغات، ومبالغ مالية، وهواتف محمولة، وساعات، وتركوهم بين شهداء ومصابين، وهربوا إلى عمق الصحراء».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة