لا توجد دولة حديثة فى العالم غرقت فى بحر الغدر والخيانة من أجل الوصول لمقعد السلطة والحكم كما حدث فى دويلة قطر الخليجية المحدودة، التى لا يتخطى عمرها السياسى ككيان مستقل 46 عاما، وتبلغ مساحتها 11 ألف كيلو متر تقريبا ولا يتجاوز سكانها مليونى نسمة، منهم آلاف المجنسين من أصول هندية وبنغالية وباكستانية.
خلال سنوات الاستقلال القصيرة شهدت الدويلة الخليجية الصغيرة قائمة طويلة من المؤامرات والانقلابات بين أفراد الأسرة الحاكمة، وهو ما قاد الدويلة القزمة إلى التقزم بشكل أكبر، وخصم من حضورها المحدود الباهت كدولة محترمة، وتصاعد الأمر مع اختفائها خلف شاشة قناة الجزيرة، ليتحول الأمر مع القوت إلى قناة تليفزيونية كبيرة ترفع علما ولها سلام وطنى وحاكم، ولكنها قناة لا دولة، وظل الأمر من سيئ لأسوأ حتى وقعت فى نهاية الرحلة فى يد "شاب طائش" اسمه تميم بن حمد، وضعها فى مآزق عديدة مع جيرانها والقوى الإقليمية الكبرى، وتورط بشكل سافر ومفضوح فى دعم الإرهاب والإرهابيين، ويبدو أنه يواجه الآن احتمالات نهاية رحلته القصيرة، والاسطدام بانقلاب جديد يدفع فيه ثمن خياناته وخيانة ارتكبها جده قبل 46 سنة.
وصول تميم بن حمد إلى مقعد حكم قطر لم يكن سهلا، ولا صعبا، لم يكن سهلا لأن من أجله باع الشاب كل ما يملكه أى إنسان من ولاء أو أمانة، أو حتى خشية وبر للآباء - على أضعف الإيمان - ولم يكن صعبا لأن من يبيع كل هذه القيم يصبح من السهل عليه ارتكاب أى جريمة، ولكن الحقيقة أن "تميم" لم ينبت شيطانيا بهذه النقائص، ولم تنم زرعته الشيطانية فى أرض صالحة، لكنه خرج من رحم مؤامرات وخيانات متتالية، وهو ما تكشفه رحلة الحكم فى قطر، وما حملته من تاريخ أسود من الانقلابات، وصل عددها إلى 5، والآن تسير الدويلة السغيرة فى طريقها نحو الانقلاب السادس، على ما تكشف عنه المؤشرات وتطورات الأوضاع، بعد اقتحام سلاسة ضحية الانقلاب الأول فى قطر للمشهد من جديد.
الخط الزمنى لتاريخ المؤامرات والانقلابات فى قطر..
تأسيس الدولة
فى 3 نوفمبر 1971 حصلت دولة قطر على استقلالها عن المملكة البريطانية، وكان يحكمها وقتها أحمد بن على.
الانقلاب الأول "خيانة ابن العم"
فى 22 فبراير 1972 انقلب خليفة بن حمد على ابن عمه أحمد بن على، أول حاكم لدويلة قطر بعد الاستقلال، وخطف منه الحكم.
الأب يمنح نجله الأمان
عام 1977 عيّن خليفة ابنه الشيخ حمد بن خليفة وزيرا للدفاع فى الإمارة الصغيرة.
دخول موزة للمشهد فى زواج سياسى
زوّج الأمير خليفة بن حمد، الشيخة موزة آل مسند لنجله وولى عهده "حمد"، فى صفقة سياسية حاول من خلالها ضمان ولاء "آل مسند" وأن يأمن من مكر ومكائد العائلة.
الانقلاب الثانى "الابن يخون أمانة والده"
فى 1995 انقلب حمد بن خليفة على والده انقلابا ناعما، بوشاية من الزوجة موزة المسند، وسيطر على كل مقاليد الحكم ومنعه من العودة لقطر سنوات، حتى سمح له بذلك فى العام 2004.
"الابن الأكبر يقود انقلابا فاشلا على الأب"
فى 1996 حاول فهد بن حمد، الابن الأكبر للأمير حمد بن خليفة آل ثانى، استعادة الدولة من سطوة زوجة أبيه، والانتقام لجده من مكائدها التى قادت لانقلاب حمد على أبيه، إلا أن محاولته فشلت وتم نفيه خارج البلاد.
موزة تسيطر على مستقبل قطر فى انقلاب ناعم
تمكنت الشيخة موزة المسند من إبعاد ابنى حمد الكبيرين من زوجته السابقة "مشعل وفهد" عن المشهد، وأقنعته بنفيهما خارج البلاد، واستطاعت بذلك الاحتفاظ بولاية العهد لنجليها جاسم وتميم.
"ابن موزة الأكبر يرفض سفورها"
كان من المفترض أن يتولى "جاسم"، الابن الأكبر لحمد و"موزة"، ولاية العهد فى الدويلة الخليجية الصغيرة، إلا أنه كان له رأى مخالف لوالدته فى ظهورها العام، وطريقتها فى الظهور، وخروجها عن الأعراف فى الملبس والحديث مع الأغراب، فقررت الأم عقابه بإبعاده عن المشهد.
قطر تسقط فى "حجر" الفتى تميم
بعد كل هذه المؤامرات والخيانات وصلت دولة قطر إلى يد الأمير الصغير تميم بن حمد، الفتى الغر الذى لم يكن يبلغ من العمر وقت توليه العهد 23 عاما، وصعد إلى الإمارة وهو فى عامه الثالث والثلاثين.
تميم يعين المخلصين ويرتب للانقلاب
مرت سنوات عدة استطاع خلالها تميم بن حمد تعيين كثيرين من المقربين منه والمخلصين له فى أماكن ومناصب كبيرة وحساسة بالدولة، برعاية ومشورة الأم، التى كانت تعرف جيدا متى وكيف ستغدر بزوجها لصالح ابنها المدلل.
الخيانة الكبرى.. تميم ينقلب على والده
فى يونيو 2013 لم يجد الأب "حمد" أمامه إلا أن يستر نفسه ويعلن تنحيه عن الحكم لنجله "تميم"، الذى تمكن من خلال والدته موزة المسند من قيادة انقلاب ناعم يعيد فيه مشاهد التاريخ وينفرد بالحكم فى الإمارة الصغيرة.
تميم فى انتظار الانقلاب السادس
بعد كل هذه الرحلة يقف الشاب الصغير تميم بن حمد الآن، وبعد 4 سنوات من حكمه، منتظرا مصير آبائه ليذوق مما أذاقهم، بعد أن فشل فى كسب أى صديق، وحصد عداوة الجميع، بينهم اثنان مؤهلان للانقلاب عليه لاستعادة حقوقهما التى خطفها بدعم وكيد والدته موزة المسند.
أسرة أحمد بن على تسعى للانتقام
التهديد الأول يأتى من أسرة أحمد بن على، صاحبة الحق الأصلى والشرعى فى حكم قطر، والمنتسبة لأول حاكم للإمارة عقب الاستقلال عن الاحتلال البريطانى فى 1971، إذ أصدرت الأسرة بيانا تعتذر فيه للسعودية والإمارات عن سياسات "تميم"، فى إشارة مهمة وربما تحمل إشارات على تحركات من جانب الأسرة لوضع حد لأسرة خليفة واستعادة حكمهم الذى خطفه جد تميم.
حمد الأب يدعم مشعل الابن
التهديد الثانى يأتى من الأمير الأب، حمد بن خليفة آل ثانى، ونجله مشعل، الذى كانت قد أبعدته "موزة" عن المشهد لصالح نجلها تميم، وقد تأكدت تلك الأنباء بعد زيارة "حمد" الأخيرة للمملكة العربية السعودية ولقاء الملك سلمان بن عبد العزيز، لمناقشة مصير قطر وعلاقتها بدول الجوار ومستقبل حاكمها الطائش تميم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة