لماذا يصمت العالم على جرائم مونديال قطر 2022؟.. منظمات دولية: العمال يعيشون كابوسا و4 آلاف وفاة بسبب السكن والمعاملة الإجرامية.. 18 ساعة عمل يوميا بلا إجازات.. والنقابات الدولية تلقب الدوحة بـ"دولة العبيد"

الثلاثاء، 30 مايو 2017 01:13 م
لماذا يصمت العالم على جرائم مونديال قطر 2022؟.. منظمات دولية: العمال يعيشون كابوسا و4 آلاف وفاة بسبب السكن والمعاملة الإجرامية.. 18 ساعة عمل يوميا بلا إجازات.. والنقابات الدولية تلقب الدوحة بـ"دولة العبيد" الأسرة المالكة فى قطر
كتب محمود حسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- الاتحاد الدولى للنقابات يصف قطر بـ "دولة الاستعباد" ويؤكد: الأسوأ لم يأت بعد


- شركات التوظيف تخدع العمال ولا تمنحهم الأجور المتفق عليها

 

- الشركات لا تخبر العمال عن الظروف الخطرة التى يعملون بها

 

- لا وسائل أمان على الإطلاق فى ظروف خطيرة للغاية

 

هو أمر مخزى ووصمة عار على جبين البشرية كلها، أن تتوافر لنا كل هذه التقارير الدولية، عن المأساة الإنسانية التى يعيشها العمال الفقراء القادمون من دول آسيا إلى دولة قطر، للمشاركة فى إنشاءات كأس العالم 2022 فى دولة قطر، دون أن يحرك العالم ساكنا فى مواجهة الجريمة التى تدور على أرض الدولة النفطية.

 

إنها بطولة ملوثة بالدماء، هكذا وصفتها منظمة العفو الدولية، أو إنها الكأس، التى من المتوقع أن يموت فيها 4 آلاف عامل من عمال تشييد المبانى الرياضية، بمعنى أن كل مباراة ستلعب سيكون قد مات فى مقابلها 100 عامل، كما قال اتحاد النقابات الدولية، أو كأس العالم المشينة كما وصفتها منظمات حقوق الإنسان.

 

فالدولة الصغيرة، التى تستضيف كأس عالم تريد أن يكون مبهرا، بعد اتهامات لها بدفع رشاوى للحصول على حق التنظيم، جذبت عشرات الآلاف من العمالة الرخيصة، من الهند، ونيبال وبنجلاديش، عاشوا فى ظروف غير إنسانية، ومآسى تعود إلى زمن القرون الوسطى والعبيد.

 

فى السطور التالية نستعرض هذه المأساة، حسبما استعرضتها تقارير المنظمات الدولية، بداية من تفجر الفضيحة فى 2014 وحتى يومنا هذا.

 

البداية من بلادهم: استغلال للفقر والجوع فى مص الدماء

لا تبدأ مأساة العامل القادم إلى قطر، فى قطر ذاتها، بل فى بلاده نفسها، إذ أن أغلب هؤلاء قادمون من بيئات فقيرة للغاية، يحلمون بالذهاب إلى دولة خليجية من أجل الحصول على مال يساعدهم فى تحسين ظروف حياتهم، لكن مكاتب العمالة تضع شروطا قاسية لهم فى مقابل هذا السفر ومقابل الحلم الذى يصورونه لهم، إذ يضطر العمال إلى اقتراض مبالغ ضخمة، ورهن بيوتهم بفوائد رهيبة، تذهب هذه الأموال إلى شركات استقدام العمالة القطرية، والمستغل الأول لحاجات العمال، وتصل هذه الرسوم بحسب منظمة العفول الدولية إلى 4300 دولار أى ما يعادل 77 ألف جنيه مصرى.

 

ورغم إن القانون القطرى يحظر على مكاتب استقدام العمالة، تقاضى أى مبالغ من العمال، إلا أن هذه المكاتب وبحسب تقرير للبنك الدولى، أقامت شبكة خفية من التحويلات، وغسيل الأموال، بين نظيراتها فى بلدان العمال، لتحويل هذه المبالغ إليها.

 

"ضحكنا عليك.. ولن نعطيك الراتب المتفق عليه.. سنعطيك نصفه فقط"

بمجرد وصول العامل إلى قطر، يبدأ استخدامه على الفور فى السخرة، فجأة فإن الأجر الذى وعدوا به فى بلادهم لم يكن حقيقيا، فالأجور أقل بكثير، أما الوظائف التى وعدوا بالعمل بها، فالمفاجأة أنها ليست متوفرة، وعليهم العمل فى وظائف أقل مما وعدوا به، وهنا تبدأ المشكلة، لا يكون أمام العامل الذى رهن بيته، أو اقترض من بنك لسداد المبلغ الضخم المستحق لشركة العمالة سوى القبول.

 

فى مقابلات أجريت لمنظمات دولية، فإن بعض الرواتب التى يتقاضاها العمال، لا تكفى حتى طعامهم، فقد وعد أحدهم مثلا بتقاضى ما قيمته 300 دولار، فإذا براتبه يبلغ 190 دولار، أحد العمال إن المدير أبلغه قائلا: "لا يهمنى ما قالوه لك فى بلادك، هذا الراتب الذى نعطيه لك، وإذا لم يعجبك فلتعد إلى بلادك".

 

هل تذكر الراتب الذى أعطيناك نصفه؟.. سنخصم من النصف أيضا وسنؤخره

بحسب منظمة العفو الدولية، فإن ثلث العمال فى استادات كأس العالم بقطر ، لم يتلقوا رواتبهم كاملة منذ أشهر، فهناك خصومات دائما على اتفه الأسباب، كما أن الرواتب لا تصرف بشكل منتظم، أحيانا يضطر العامل للعمل 6 أشهر قبل أن يتلقى أول راتب له

 

المنظمة تتهم الشركات القطرية بتعمد تأخير الرواتب، حتى لا يغادر العمال مقر عملهم بمجرد توفر المال لديهم لشراء تذكرة طيران.

 

الأسوأ من هذا، أنك إذا أصبت فى محل عملك، فسيخصمون منك وقت التوقف الذى توقفته للذهاب إلى العلاج، كما سيخصمون منك ثمن العلاج.

 

لا يعجبك عدم تلقيك راتبك ؟.. سنسلمك للشرطة ونطردك من البلاد

إذا تذمر بعض العمال أو أرادوا حتى تغيير مهنتهم، أو اشتكوا تأخر رواتبهم، فإن العاقبة الوخيمة هى تسليم جواز سفرهم إلى الشرطة، حيث ستقبض عليهم الشرطة والتى بدورها سترحلهم، دون النظر فى شكواهم وظروفهم ورواتبهم المتأخرة.. ستعود إلى وطنك مرة أخرى حيث الفقر وحيث الديون.

 

لا يمكنك أن تترك العمل طوعا، جواز سفرك موجود لدى صاحب العمل "حتى لو ألغى القانون الجديد هذا"، هو يمتلك حياتك، لا يمنحك تصريحا فى المقابل للعمل، أنت غير موجود، مرجد رقم يتحكم فيك صاحب العمل.

 

معسكرات الإقامة .. 18 فى الغرفة الواحدة.. لا مياه .. لا تهوية .. لا سرير

يمكن أن تطلق على الأماكن التى توفرها شركات البناء والتشييد لمنشآت كأس العالم بـ "الزرائب" أماكن مكتظة بالعمال، لا يوجد مياه نظيفة الحشرات فى كل مكان، الرائحة كريهة، وتكدس داخل الغرف حتى يصل عدد العمال إلى 18 شخصا فى حجرة واحدة.

 

التكييف كان معطلا منذ أشهر رغم درجة الحرارة التى قد تصل إلى 50 فى شمس الخليج الحارقة، بعض الغرف بلا نوافذ.

 

معسكرات العمل هذه لا تتوافر فيها مياه شرب نظيفة، ويضطر العمال إلى شراء المياه من رواتبهم، بل إن أحدى هذه المساكن كانت بدون "سرائر" للنوم، وحين طلب العمال من صاحب العمل "سريرا"، قال له إنه سيشتريه ولكن سيقتطعه من راتبه.

 

عمل لـ 18 ساعة يوميا ولا أجازات لمدة 6 أشهر

بالإضافة إلى الوضع المأساوى فى الإقامة، فإن بعض أصحاب العمل، وعن عمد، يمتنعون عن توفير تصاريخ الإقامة،  وتجديدها، وبهذا يصبح العامل وضعه غير قانونى فى البلاد، وقد يتعرض للقبض عليه، أو الطرد، وبالتالى أصبح العامل مجبرا على الإقامة فى مكان عمله، وعدم الخروج منه.

 

هذه الكارثة نتج عنها بأن بعض العمال يضطرن للعمل 18 ساعة يوميا، وبعضهم أيضا يضطر للعمل أياما متواصلة دون إجازات على الإطلاق، لمدد وصلت إلى 6 أشهر.

 

لا وسائل أمان ولا تدريبات على العمل.. والموت فى الانتظار

 

بحسب هيومان رايتس ووتش،  عمال البناء فى قطر أنفسهم إلى المخاطر، بما فى ذلك الحرارة الشديدة وأشعة الشمس الحارقة، والمواد الكيميائية الخطرة، والأعطال فى المعدات، والسقوط فى أماكن البناء، وغيرها من حوادث العمل.



بعض العمال يموتون اختناقا فى أنابيب، أو يسقطون من ارتفاعات عالية، لعدم ارتدائهم وسائل الأمان الغير متوفرة فى مكان العمل.

 

المشكلة أن لا أحد يخبر العمال بهذه المخاطر، لا أحد يعلمهم طرق الوقاية منها، لا يوجد تدريبات على مواجهة الخطر، لا يوجد معدات سلامة، أحد العمال يحكى للمنظمة كيف طلبوا منه مد كابل داخل أحد الأنابيب المظلمة بطول 2 كيلو متر، لم يكن يعرف شيئا عن مد الكابلات داخل الأنابيب، لم يكن يعرف أصلا كم يبلغ طول الأنبوب، لقد كاد أن يموت.

 

يموت الناس فى هذه الأعمال ليل نهار، فيما تمتنع قطر عن نشر أى أعداد أو اخبار بوفيات العمال فيها، وتدعى أنه لم يمت لديها سوى 6 عمال فقط.

 

الاتحاد الدولى للنقابات: لم نكتشف الأسوأ.. وقطر دولة "عبيد" و"سوق للرقيق"

 

دولة استعبادية .. هكذا وصفها الاتحاد الدولى للنقابات فى تقريره عما يدور بها فى شأن ملف العمالة، 4 آلاف عامل على أقل تقدير سيموتون بحلول عام 2022، قائلا على لسان أمينه العام، شاران بورو ، أنهم لم يكتشفوا الأسوأ بعد.

 

واتهمت شاران العالم بالتورط فى مؤامرة صمت، على سوق الرقيق الواسع الذى تديره قطر، والذى يطلق عليه "كأس العالم 2022" 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة