علق معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى على الأزمة الأخيرة التى أثارتها قطر فى المنطقة بعد هجومها على دول الخليج واتجاهاه لمحاباة إيران.
وقال المعهد فى تقرير كتبه سايمون هندرسون، المتخصص فى الشئون الخليجية، إن اللغة الاستفزازية التى تبناها المرشد الأعلى الإيرانى إلى تفاقم الخلافات الدبلوماسية فى الخليج، وتهدد بتفكيك مظهر الوحدة التى حققها الرئيس ترامب ومضيفوه السعوديون فى مؤتمرات القمة الإسلامية التى عقدت فى الحادى والعشرين من مايو.
خلال اتصال هاتفى مؤخرا، قال الرئيس الإيرانى المنتخب حديثاً حسن روحانى لأمير قطر تميم بن حمد آل ثانى: "نحن نريد أن يخطو العالم الإسلامى الذى يعانى من التفرقة صوب السلام والأخوة، وفى هذا الإطار مستعدون لإجراء المفاوضات بهدف التوصل إلى اتفاق حقيقى".
ومع ذلك، فقد تم تقويض تأثير هذا الشعور على الفور من خلال تعليق أدلى به آية الله على خامنئىى، المرشد الأعلى، قال فيه إن المملكة العربية السعودية تواجه كارثة فى جهودها لمكافحة المتمردين المدعومين من إيران فى اليمن: "يجب ألا تخدع المظاهر أحداً.. السعوديون فى طريقهم للمغادرة، ولا شك فى ذلك".
ويقول التقرير إن الأحداث الأخيرة تمثل أحدث تطور فى السياسة الخارجية القطرية، التى تشتهر بالتباينات والتناقضات. فعلى سبيل المثال، كانت الدوحة قد أغضبت الرياض سابقاً بعد استضافتها مكتباً دبلوماسياً إسرائيلياً، لكنها قامت فى وقت لاحق بطرد أعضاء البعثة وضم فى كنفها وتقديم رعاية مالية ودبلوماسية كبيرة للحركة.
كما دعمت قطر الجهاديين فى سوريا الذين يقاتلون نظام الأسد الذى تدعمه إيران. بل إنها تدعم بعض الشخصيات فى جماعة الإخوان المسلمين، ولا يزال عدم اتخاذها أى إجراء حول قضايا تمويل الإرهابيين يغضب واشنطن.
ويرى معهد واشنطن أن سلوك الدوحة الحالى يعكس الرغبة فى تجنب مواجهة إيران التى تم استهداف أنشطتها المزعزعة للاستقرار فى المنطقة بالإدانة فى الخطاب الذى ألقاه الرئيس ترامب فى الرياض. ويوجد فى قطر قاعدة العُديد الرئيسية للطائرات الحليفة العاملة فوق أفغانستان والعراق. غير أن العمليات الأمريكية هناك تخضع اليوم لضوابط مشددة، ومن الممكن أن تضع عليها الدوحة المزيد من القيود لإرضاء طهران. كما أن حذر قطر متأصل فى حقل الغاز الطبيعى البحرى الضخم الذى تتشارك فيه مع إيران، وهو أكبر احتياطى للغاز البحرى فى العالم، الأمر الذى يساعد قطر على أن تصبح أغنى دولة فى العالم من ناحية الدخل للفرد الواحد، ويمنح إيران الأمل فى المزيد من الانتعاش الاقتصادى والتنمية.
ويشير تقرير المركز البحثى الأمريكى، إلى أنه لو زادت حدة الشجار الخليجى الحالى، فمن الممكن أن يؤدى إلى تكرار صدى الأزمات الدبلوماسية السابقة. "عندما سحبت السعودية الإمارات والبحرين سفرائها من قطر عام 2014 بعدما رفضت الدوحة السير وفقاً لطريق دول مجلس التعاون الخليجى فى مختلف قضايا السياسة الخارجية".
ودعا التقرير ختاما إلى أن تكون أولوية واشنطن احتواء الخلافات وحماية وحدة دول مجلس التعاون الخليجي. وأشار إلى أنه إلى جانب الحفاظ على النوايا الدبلوماسية الحسنة التى تحققت فى مؤتمرات قمة الرياض، يمكن أن تساعد هذه الجهود فى منع المزيد من التصعيد الدبلوماسى، الذى لن يؤدى سوى إلى تمكين إيران. وهذا الحادث أيضاً هو تذكير بأن عدم رغبة الدوحة فى تخطى طهران قد يضعف فى النهاية استعدادها لاستضافة وجود عسكرى أمريكى كبير؛ وبناء على ذلك، يجب على واشنطن إعادة النظر فى البدائل الحالية لقاعدة العُديد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة