تحل اليوم ذكرى رحيل موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وقال المطرب القدير محمد ثروت أحد تلاميذ الراحل، فى تلك المناسبة، أفتقد الأستاذ والمعلم والأب، فقد قضيت معه أجمل أيام حياتى فى القاهرة وفى باريس لأننى كنت ألتحق به فى باريس أثناء وجوده فى إجازة الصيف، وكان يحب مقهى فى باريس اسمه "كافيه دى لابيه" وهو قيمة كبيرة.
ويذكر ثروت أول لقاء جمعهما قائلا: أول لقاء كان عن طريق الأستاذ حسين السيد الذى قال لى إن عبد الوهاب عجبه صوتك وأتاح لى الفرصة والتقيت به وتواصلت معه وقال لى وقتها: أنت مميز وصوتك له شخصية، ولا تقلد أحدا وأنا أحب ذلك وأول عمل التقيت به معه أوبريت "الأرض الطيبة" مع محمد الحلو وسوزان عطية وإيمان الطوخى.
يضيف محمد ثروت: عبد الوهاب إلى الآن أعماله وأغانيه يهتم بها كل العرب خارج مصر أكثر من مصر، وفى الوطن العربى كله تجد المطربين يغنون له وأنا أرى أن الأستاذ عبد الوهاب لابد أن نعطيه مساحة أكبر وأطالب بمهرجان باسمه وباسم أم كلثوم، لأن هذا هو جيل الرواد فلابد أن يخلد مثله مثل تشيكوفسكى وبيتهوفن وشوبان.
وعن أكثر أغنية يحبها له قال: كل أغانيه.. لكنى أحب هذه الأيام أغنية "يا دنيا يا غرامى" وأنا غنيت له عشرات الأغانى فى حياته وقد اختار لى أغنية "فى الليل لما خلى" فى الاحتفال الذى خصص له فى لندن بمناسبة مرور 75 عاما على فنه.
وأضاف: محمد عبد الوهاب ظاهرة فنية تستحق الدراسة وكان الفن أهم شىء فى حياته وهذا ظهر فى اهتماماته والفن فى حياته هو الشغل الشاغل ودائما يبدأ من حيث انتهى الآخرون وفى أغنية "مصريتنا حماها الله" أعطانا درسا فى مقدمة الأغنية التى لا تتعدى أربع موازير فى الوقت الذى انتشرت فيه الأغانى السريعة، وكان الفن بالنسبة له قدسية وكنت أمر عليه لنذهب إلى الأستوديو فنكون قبل موعدنا بنصف ساعة ونظل موجودين وللأسف كان بعض الموسيقيين لا يكونوا قد حضروا بعد ويتأخروا على الموعد وكان يستاء من ذلك جدا.
وأشار ثروت كان من الأعمدة المعبرة عن معنى الحياة في مصر هو وأم كلثوم وفريد الأطرش وعبد الحليم فقد شكلوا وجدان المصريين فى مصر وعملوا طعم راق للحياة فهو حالة توحى لمستمعه بالوقت الذى عاش فيه وعاشت فيه مصر فمصر مختلفة لديه فى أغانيه.
وأوضح ثروت تعاملت معه فى بداية حياتى من ضمن المجموعة التى اختارها وغنينا أمام الرئيس السادات أغنية "الأرض الطيبة" وبعدها لحن لى بمفردى، وكانت شهادة لى والله منحنى هذه الفرصة التى لا أحلم بها وبعدها قدمت معه مصريتنا وعنيا السهرانين وعاشت بلادنا وأغنية يا حياتى التى قدمت بعد عامين من وفاة عبد الوهاب.
وأوضح ثروت أيضا: كان قد تم اختيارى للمشاركة فى العيد الماسى لعبد الوهاب فى لندن بقاعة البرت هوول بمرور 75 سنة على فن الموسيقار محمد عبد الوهاب والحفلة كانت رائعة جدا لأنها كانت على مستوى كبير وكان حاضرا الفنان محمد عبد الوهاب والسيدة فاتن حمامة ونهلة القدسى وشخصيات كبيرة عربية وعالمية فى ليلة ليس لها مثيل وتم تكريم محمد عبد الوهاب، وأنا عملت مع الفنان محمد عبد الوهاب من سنة 1980 حتى عام 1991.
وعن أغنية "يا حياتى" العاطفية يقول: كانت لحنا عاطفيا ليس بالطويل ولا بالقصير، ونجحت الأغنية ومازالت فى أذهان كل الناس وهى أغنية عبقرية وأنا كلما أغنى هذا اللحن أتذكر الفنان محمد عبد الوهاب فى البروفات، وفى طريقة تلحينه وكل تفاصيل لقاءاتى معه، واليوم فى ذكراه الذى نحييه ونحتفل به أعود بالذاكرة لفنان أثرى حياة أجيال كاملة فى الغناء العاطفى والدينى والوطنى والأوبريت والدويتوهات وأغانى الأفلام فهو علامة فارقة فى إبداع الفن المصرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة