خصص الكاتب الصحفى أحمد الجار لله، رئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية، مقال اليوم بالجريدة عن الرئيس عبد الفتاح السيسى.
وجاء المقال بعنوان "مع السيسي عبرنا بحور الظلام"، وذلك بالتزامن مع زيارة الرئيس السيسى للكويت.
وإلى نص المقال:
للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي – الذي يحل ضيفا عزيزاً علينا نقول: مرحبا بك، ليس في الكويت فقط، إنما في دول”مجلس التعاون” الخليجي كافة، هذه الدول التي تقاسمت معها مصر المهمة التاريخية الصعبة والشاقة في عبور بحور الظلام التي أرادت إغراقها فيها وحوش التطرف والتوسع، بدءا من إسرائيل مرورا بإيران وليس انتهاء بالولايات المتحدة الأميركية، التي دفعتها إدارة الرئيس باراك أوباما إلى السير خلف شهوات الدم الإيرانية والإسرائيلية إشباعا لنزوات من لا يزالون يعيشون في كهوف القرون الوسطى.
أنت هنا بين إخوانك، الذين كنت عضيدهم في المحنة، فكما بذلت مصر بقيادتك، وعبر جيشها العظيم، الغالي والنفيس لدرء خطر “الإخوان” الإرهابيين عنها، كنتم في الوقت نفسه تنقذون المنطقة كلها مما دبرته بليل تلك الجماعة مع الدوائر الإسرائيلية والأميركية وأجهزة استخبارات غربية لإغراق دول”مجلس التعاون” الخليجي ومصر في بحر الفوضى والحروب الأهلية والطائفية، ودفعت إليه العراق وسورية وليبيا، وكادوا يبيعون دول الخليج إلى إيران، ويدخلون بقية الدول العربية نادي الدول الفاشلة.
طوال السنوات الماضية تحملتم أمانة العمل على إبعاد شر الإرهاب عن الإقليم من خلال دحره في مصر، وأحبطتم المخطط الإسرائيلي بنقل جماعات الإرهاب العالمي إلى صحراء سيناء.
فعلتم ذلك حين لبيتم مطالب الشعب المصري عندما استنجد بجيشه لإنقاذه من براثن حكم مكتب”الأوباش”، فكانت ثورة 30 يونيو بداية الخروج من النفق المظلم، ولهذا جاء انتخابكم مجردا من أي تدخلات لأجهزة استخبارات، كما درجت العادة في بعض الدول العربية.
جميعنا نعلم، يا سيادة الرئيس، أنك لم تسع إلى كرسي الرئاسة، بل هي أتت إليك عبر الثقة الشعبية المصرية، فلم تسرق أصواتا أو تدلس في صناديق الاقتراع، والتاريخ يشهد أنها المرة الأولى التي تنتخب فيها مصر بشفافية ونقاء قل نظيره، والتاريخ يشهد أنكم حاولتم مرارا عدم الرضوخ لمطالب الشعب خوفا من ألا تكونوا بقدر طموحات شعبكم وشعوب المنطقة والإقليم، لكنكم بالتصميم والعزيمة لم تخيبوا آمال المصريين، فكنتم كل يوم تجددون العهد والثقة، بالعمل والإنجازات، ولهذا أصبحت مصر اليوم بعيدة كل البعد عما يمكن أن ينغص عليها، أو يثير قلق الخليجيين، بل العرب أجمعين، فمصر المستقرة مصدر اطمئنان للعرب كافة.
سيادة الرئيس
من تكبد مشقة هذه المهمة الصعبة، لا شك أنه يستطيع صد أي حملات تشويش على العلاقات المصرية- الخليجية يشنها من لا يزالون يسعون إلى الإيقاع بين مصر ودول”مجلس التعاون” الخليجي، ويسوقون لـ”الإخوان” والجماعات المولودة من رحمها،
ولنا بقدرتكم وحكمتكم ملء الثقة على تحقيق ذلك.
أحمد عبد العزيز الجارالله
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة