وضع اعتقال الشرطة البريطانية، لناشط إخوانى متورط فى أحداث مانشستر، العديد من علامات الاستفهام حول العلاقة البريطانية الإخوانية خلال الفترة المقبلة، خاصة أنها الواقعة الأولى التى تشهد فيها إلقاء القبض على قيادة إخوانية، متورطة فى حادث أحدث صدى على مستوى العالم، وهو ما سينعكس على علاقة بريطانيا مع التنظيم خلال الفترة المقبلة.
الجماعة بدورها لم تصدر أى تصريحات حول إقدام لندن على اعتقال الناشط الإخوانى زهير خالد نصرات، نجل دبلوماسى ليبى يعمل فى تركيا وناشط إخوانى معروف، وسط تحفظ شديد من جانب التنظيم من أن يرد على هذه الخطوة، حيث اكتفى فقط بإدانة العملية الإرهابية.
وأكد خبراء أن تورط ناشط إخوانى فى الحادث الإرهابي، سيحدث توترا ضخما فى العلاقة بين الطرفين، قد يدفع لندن إلى اتخاذ إجراءات ضد الجماعة وقياداتها، مشيرين إلى أن العلاقة بين الطرفين غامضة ومركبة، والتنظيم سيسعى لإيجاد مخرج لهذه الأزمة.
وفى هذا السياق علق نبيل نعيم القيادى السابق بتنظيم الجهاد على تورط شخص اخواني فى هجوم مانشستر مؤخرا، قائلا: "عدد كبير من الإخوان الليبيين والإخوان عامة حاصلين على لجوء سياسى فى لندن، ولندن هى مأوى الجماعات الإرهابية" متوقعا أن ينعكس هذا الحادث على العلاقة بين لندن والإخوان بالتوتر.
وأشار"نعيم" فى تصريحات لـ"اليوم السابع" إلى أن المخابرات البريطانية كانت تستخدم عناصر الإخوان فى بعض مصالحها، مؤكدا أن هذه العناصر ستنقلب على لندن خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن أجهزة المخابرات لدى بريطانيا تتعامل مع العناصر الإرهابية بشكل تقليدى، مما سيفضح علاقاتهم والمصالحة القائمة بينهم، مشيرًا إلى العناصر الإرهابية تبدأ بالانضمام إلى جماعات سلفية أو إخوانية ثم يتحولون إلى إرهابيين.
وقال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن علاقة الاخوان ببريطانيا غامضة ومركبة وممزوجة بالمصالح والارتباطات التاريخية ، ومن المتوقع ان تجد الجماعة مخرجًا بتصوير ما حدث بأنه خارج عن تنظيمها وعن توجهاتها وأنها مجرد حالة فردية تلوثت بالداعشية.
وأضاف الباحث الإسلامى، أن الجماعة ستطرح فرضية ان الارهاب في لندن يضر بها فلماذا تقوم به؟ وفي الغالب ستستجيب بريطانيا لتلك التبريرات لأنها تميل بطبيعة الحال للتعامل مع الاخوان حيث تعاملها معها من زاوية التحالف والتوظيف والمصالح المتبادلة.
وفى السياق ذاته قالت داليا زيادة، منسقة حملة "اعتبار الإخوان منظمة إرهابية عالميا"، إن الإخوان هم صناعة المخابرات البريطانية، ومؤخراً ذكر تقرير صادر عن المخابرات البريطانية أن الإخوان هم الحائل بين بريطانيا وبين الإرهابيين، لكن يبدو أنهم كذبوا الكذبة وصدقوها، وقاموا بإيواء رؤوس جماعة الإخوان لديهم كمن يأوي ثعباناً في بيته ويقول أنه يحميه من الفئران.
وأضافت منسقة حملة "اعتبار الإخوان منظمة إرهابية عالميا": بعد هذه الواقعة وإثبات علاقة الإخوان بها، فبريطانيا ستراجع نفسها كثيراً بشأن الإخوان، وربما تقوم بالتضييق عليهم وعلى أنشطتهم بنفس الطريقة التي فعلتها ألمانيا بعد اكتشافها الوجه الحقيقي للإخوان قبل سنوات معدودة.
و اعتقلت الشرطة البريطانية الإخوانى زهير خالد نصرات، نجل دبلوماسى ليبى يعمل فى تركيا وناشط إخوانى معروف، على خلفية هجوم مانشستر، بعد يوم من اعتقال ليبي آخر كان يتدرب ليكون طيارا ويدير موقعا للتجارة الإلكترونية يجري التحقيق في تعاملاته المالية خارج بريطانيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة