أول أجر تقاضيته 150 جنيه فى عزاء بقريتى
حفظت القرآن الكريم على يد والدى وجدى
اصطحب الأب نجله فجرًا وخرجا من قريتهم النخاس فى محافظة الشرقية، لزيارة أولياء الله الصالحين وآل البيت فى القاهرة، لتحقيق رؤية الوالد فى المنام، ولأنه كما قال الإمام الشافعى "يا آل بيت رسول الله حبكم.. فرض من الله في القرآن أنزله.. يكفيكم من عظيم الفخر أنكم ..من لم يصل عليكم لا صلاة له".
فى مسجد الحسين كانت بداية رحلة الأب والابن، على مساجد الأولياء، أَمَّ الأبن أبيه لصلاة الظهر، وزارا المقام وجلسا سويا يقرآن من سورة يس ويدعوان الله، وظل الأب يتخطف نظرات من المسجد والمقام كأنه فى لحظة وداع، ثم توجهها إلى مسجد السيدة زينب، أدركا هناك صلاة العصر، وزارا المقام وودع الأب المسجد مثلما فعل فى مسجد الحسين، بنظرات وداع، وتوجها بعدها إلى مسجد السيدة نفيسة وصليا المغرب فى جماعة، وحدث ما حدث فى المسجدين الزينبى والحسينى، وفى مسجد الإمام الشافعى كانت نهاية الرحلة التى أجراها الشيخ محمد الليثى، القارئ فى الإذاعة وأحد أشهر القراء فى العصر الذهبى، فى وداع آل البيت، قبل أيام من وفاته فى مارس 2006.
فى سلسلة حوارات أبناء القراء فى دولة التلاوة الحديثة، التقينا الشيخ محمد محمد الليثى، البالغ من العمر 37 عامًا، الذى ورث مقعد والده وجده الشيخ محمد أبو العلا، فى دولة التلاوة المصرية فكان لنا معه هذا الحوار..
فى البداية .. حدثنا عن بداية حفظك القرآن الكريم خاصة وأن والدك وجدك كانا من مشاهير المقرئين؟
بدأت حفظ القرآن الكريم وأنا فى المرحلة الابتدائية، على يد جدى القارئ الشيخ محمد أبو العلا، فقد كان مقرئ ومحفظ للقرآن الكريم، وأيضا كان والدى يحفظنى القرآن الكريم، وأتممت الحفظ وأنا فى نهاية المرحلة الإعدادية، وبداية اكتشاف موهبتى فى التلاوة، منذ صغرى قبل التحاقى بالمدرسة، حيث كنت أجلس بمفردى فى حجرتى بالمنزل وأقلد والدى وكانوا يسمعوننى ويطلبوا منى التلاوة، وبعد دخولى المدرسة، سجلت أكثر من حلقة فى برنامج براعم الإيمان فى إذاعة القرآن الكريم، ثم برنامج طلائع الإيمان.
وكيف بدأت تثقل موهبتك فى التلاوة بعدها؟
كنت أذهب مع والدى للحفلات التى كان يحييها، واستمع إليه وأتعلم منه، لكن بداية ثقل الموهبة، كانت من خلال اشتراكى فى مسابقة الأصوات الحسنة، التى كانت تنظمها وزارة الأوقاف، وخلال الاختبارات طلب الشيخ أبو العينين شعيشع، والشيخ رزق خليل حبة، شيخ عموم المقارئ المصرية الأسبق، من والدى أن يشجعنى على التلاوة أكثر من ذلك وأن يصحبنى معه للتلاوة فى الحفلات التى يحيها، وفى الحقيقة لم أكمل المسابقة لانشغالى فى امتحانات الاعدادية، وبعدها بدأت الذهاب مع والدى للقراءة فى الليالى التى كان يحيها، وكان أولها عزاء فى السنبلاوين، وقرأت حوالى ربع ساعة.
موقف لا تنساه من الجمهور؟
هو فى الحقيقة موقف من الجمهور ووالدى فى نفس الوقت، كنت فى الإعدادية، وأنا فى مأتم مع والدى، طلب الجمهور سماع صوتى، فقال والدى الناس عايزة تسمعك يا شيخ محمد، وكنت مرتبك جدا لأن والدى كان موجود، فلا أهاب الناس قدر خشيتى سماع والدى لصوتى، وحينما وجدنى والدى مرتبكًا، غادر بحجة صلاة العصر قبل صعودى لدكة التلاوة، وحينما عاد قال لى أحسنت يا شيخ محمد، وبعد الانتهاء من الليلة أعطانى 30 جنيهًا.
وما الذى تعلمته من والدك؟
أكثر شيء تعلمته من والدى هو التواضع وحسن التعامل مع الناس وألا أتكبر عليهم لأننى قارئ قرآن كريم، وفى مجال التلاوة تعلمت منه الكثير ومازلت أتعلم منه رغم وفاته عام 2006، حيث ما زلت استمع لتسجيلاته لأتعلم منها، وكان يوجهنى بالالتزام بأحكام التلاوة.
أول مرة تلقيت دعوة للتلاوة؟
فى ليلة عزاء بقريتى النخاس فى الشرقية عام 2001، وحصلت على أجر وقتها 150 جنيه وكان أول أجر أتقاضيه فى حياتى من تلاوة القرآن الكريم.
هل تلقيت دعوات للتلاوة فى الخارج؟
سافرت باكستان والعراق وأفغانستان، إلى جانب عدد من محافظات مصر.
ولمن من المقرئين تحب الاستماع؟
أحب الاستماع لوالدى أولا وأخيرًا، لأننى أجد فى صوته كل ما أريد الاستماع إليه من أى قارئ، فهو صوت متكامل.
ما الذى يتمناه الشيخ محمد محمد الليثى مستقبلًا؟
أتمنى الالتحاق بالإذاعة وأكمل مسيرة والدى، وبالفعل تقدمت بأوراق الإلتحاق فى الإذاعة ونجحت فى الصوت ومنتظر باقى الاختبارات.
الشيخ محمد محمد الليثى
الشيخ محمد محمد الليثى
الشيخ محمد محمد الليثى فى إحدى الحفلات
الشيخ محمد محمد الليثى فى إحدى الحفلات
والد الشيخ محمد محمد الليثى
والد الشيخ محمد محمد الليثى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة