هانى عثمان

الهروب من الخيانة

الأربعاء، 14 يونيو 2017 10:42 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مشهد 1

علم ان للقدر صوتا عليه ان يسمعه جيدا ويعلم بمصدره ويراه ، وظل باحثا عن هدفه حتى ايقن ان القدر قدر،حتى لو لم يراه او يسمع صوته يوما ..وشاء القدر ان يراه متجسدا فى صورة بشر لم يتعمق فى احساسه احد اخر اكثر من هذه المره ذات يوم..التقط الحديث معها دون ان يعلم اسباب اندفاعه نحوها بهذه الطريقة، وتحدثا كثيرا عن حلم واحد وهدف مشترك ، وهو ان يكونا معا فى رحلتهما باحثين عن قدرهما..الايمان بالقدر يجعلنا اقرب الى رؤياه حولنا، فى كل تفاصيل حياتنا الدنيوية، القدر شيئا لا يمكن لمسه إلا ان زاد العشق فى قلب صاحبه لتنور بصيرته، وترفع عن عينه الغشاوة ..هناك من بيننا من يعيش مرفوعا عن عينه حجاب القدر، ليرى بعشقه كل شيء فى صورته وفى محبته..لم يكن يعلم انها وحبه لقلبها بمثابة الفرصة الاخيرة للنجاة الى قدر تمناه، بعد ان اصبحت امنياته مختصرة فى واحدة ،لا يطلب من خالقه قدر غير ذلك وزاد يقينه بان الحياة قدر ..اختار ان يكون مع عاشقه لتكون له الدنيا ويعيش الحياة.

مشهد 2

"القلب يعشق كل جميل وكل جميل يجذب العين..الحياة واحدة وكل منا له عالمه ودنيته وهناك من ينجو فى هذه الحياة بقدرته على الحياة فيها، ويعلم معنى ان يحيا وهو مستمتعا بعقله الذى كرمه الله به، ويدرك ان الرضا بالقدر هو ايمان بوجود خالقه، وعندما يرضى رب على عبد يكون ناجيا من ضيعة الحياة"..كان يحدثها عن عشقه ويقنعها ان ما يفعلانه على فراش نومهما الذى يختلساه سرقه بعض الاوقات سرا و بعيدا عن الاعين وهو حق لهما، فهما يعيشان حياه اضرطتهما الظروف لها دون اختيار فى شئ او اى تدخل منهما على عكس رغبتهما فى الاستمتاع بعمرهما وقلبيهما، ويبرر لها خيانتها لزوجها وخيانته هو الاخر لزوجته بأنها اقدار و لا يستطيعان تحديها او تغييرها، لان الخالق كتب لهما ان يفعلا ذلك ويقولا ذلك فى وقت محدد سلفا..لم يحدثها يوما ان القدرة على الحياة تسهم فى تغيير الاقدار احيانا وأوقات نفشل فى ان ندرك ما بداخلنا، لذا لا  نستطيع ادراك ما حولنا.

مشهد 3

كانت تحاول ان تنجو من زوجها ولم يكن امامها غير رهان واحد لتنجو من بطشه وقت غضب وغياب للعقل..كانت تعلم ان رجولته ستدفعه لاتخاذ اى اجراء يجعله راضيا عن نفسه فخورا بين الناس بذكوريته، وهربا من اى رد فعل سريع منه ، طالبته بان يمنحها فرصه لبضع دقائق تحدثه فيها وهو يستمع فقط، ثم له حرية اتخاذ اى قرار يتعلق بحياتها،وكانت تراهن بعمرها بعد ان امسك بسلاحه وصوبه نحوها وهى نائمة فى حضن اخر على فراش نومه، كما يقوم هو بهذا الدور فى حياة اخرين..طلبت منه ان تصرف الرجل من حضنها الى باب الشارع فى امان يتحمل نتيجة فعلته، وهى تتحمل نتيجة فعلتها معه كزوجه يراها الان خائنة..استمع لها وهو يرى امام عينه صورته وكأنه هو من كان فى مكان الرجل و يخون احدا اخر ..كان ينصت لكل حرف تنطق به لأنه لم يكن يرى فى الدنيا غيرها وكأنها الحياة التى فشل فى الاستمتاع فيها، بعد ظن ان البعد قرب ولم يدرك ان قلبه بوصلته وعليه استفتاءه ..يصمت ولا يسمع من الدنيا صوتا وكأنه يرى حقيقة نفسه امامه وهى تُسرق منها الحياه..الخيانة للنفس قبل ان تكون لأخر وان تعيش فى ضيعة الايام قد يكون اختبار، ان لم تجد نفسك لا تبحث عن شيء أخر.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة