كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن مخاوف بشأن السلامة من الحرائق أثيرت فى مجمع برج "جرينفيل"، الذى شهد حريقا ضخما مساء أمس، فى وقت مبكر من عام 2012، عندما لم يتم فحص معدات السلامة ومكافحة الحرائق لمدة تصل إلى أربع سنوات.
وكان حريق ضخم التهم البرج السكنى المكون من 24 طابقا والذى بنى عام 1974 كجزء من مشروع طريق لانكستر. وأضافت "الجارديان" أن المبنى تم تجديده مؤخرا بمبلغ يقدر بـ10 ملايين إسترلينى وتم الانتهاء منه فى مايو 2016، وليس من الواضح إلى أى مدى تم حل المشكلات التى أثارها السكان عن طريق التجديد.
الدخان يتصاعد
تضيف الصحيفة، وفى عام 2013، أى قبل عام من بدء أعمال التجديد، نشرت جمعية السكان، التى تدعى "مجموعة جرينفيل للعمل"، تقييما لمخاطر الحريق فى المبنى فى عام 2012، وجدت أن طفايات الحريق فى الغرفة المخصصة للمعدات الميكانيكية فى الطابق السفلى، وغرفة المصعد، وغرفة الكهرباء فى الطابق الأرضى لم تخضع لاختبار لأكثر من 12 شهرا، موضحة أن بعض المعدات كتب عليها بخط أسود كبير "مرفوض" ولم يتم اختبارها منذ عام 2009.
وقال مسئول عن الصحة والسلامة حينها: "هذا يعنى أن الفحوص الشهرية لم يتم تنفيذها".
وأضافت "الجارديان" أن المخاوف بشأن سلامة الحريق فى المبنى تم رفعها لمجلس كنسينجتون وتشيلسى. وأدى الحريق إلى مقتل عدد من الأشخاص وإصابة 50 شخصا على الأقل ومحاصرة بعض السكان أثناء نومهم، وغطت النيران الكثيفة جانبى المبنى فى الوقت الذى كافح فيه 200 من رجال الإطفاء الحريق بمساعدة 40 عربة لساعات.
وتصاعدت أعمدة الدخان الأسود فى الهواء فوق لندن بعد ساعات من اندلاع الحريق فى برج جرينفيل الذى يقطنه مئات الأشخاص. وهرع السكان للفرار عبر الممرات المليئة بالدخان فى البرج السكني بعد أن استيقظوا على رائحة الدخان. وقال البعض إن إنذار الحريق لم ينطلق.
حريق لندن الكبير
وقال شهود إنهم شاهدوا سكانا محاصرين يصيحون طلبا للمساعدة من نوافذ الطوابق العليا لدى انتشار الحريق. وقالت فرقة إطفاء لندن إن الحريق التهم كل الطوابق التي تضم 130 شقة سكنية من الثانى وحتى الأخير. وقالت دانى كوتون رئيسة فرقة إطفاء لندن للصحفيين: "طوال 29 عاما من عملى فى إطفاء الحرائق لم أشهد أى شىء على هذا النطاق"، مضيفة: "يؤسفني في هذا الوقت تأكيد سقوط عدد من القتلى. لا أستطيع تأكيد العدد حاليا نظرا لحجم وتعقيدات المبنى".
احتراق المبنى
وقال سايمون ليدرمان مراسل "بى بى سى" إنه علم بأن عددا كبيرا "فى عداد المفقودين"، بينما ذكر آندى مور مراسل "بى بى سى" فى موقع الحادث إن هناك مخاوفا من انهيار البرج. وأضاف: "شاهدنا حطاما يتساقط من المبنى وسمعنا أصوات انفجارات وتحطم زجاج". وأعلن صديق خان عمدة لندن أنه تم التعامل مع الحريق على أنه "حادث كبير".
وقال جورج كلارك، مقدم البرامج فى القناة الرابعة البريطانية أحد شهود العيان: "أقف على بعد 100 متر على الأقل من البرج ويمكنني رؤية الدخان بوضوح ويغطيني رماد الحريق".
وأضاف: "الأمر محزن للغاية، فقد رأيت شخصا فى أعلى المبنى يحاول لفت الانتباه باستخدام مصباح يدوى، ومن الواضح أنه عالق فى الحريق".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة