لا تزال مشاعر الحزن والغضب تسيطر على البريطانيين بعد حريق برج "جرينفيل" الكارثى الذى أودى بحياة العشرات فى واحدة من أسوأ الحوادث التى تشهدها بريطانيا فى التاريخ الحديث، إذ تكشف عن إخفاقات دائرة الإطفاء والشرطة والمسئولين عن الأمن والسلامة العامة.
وتقول صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن مظاهرات اندلعت أمس الجمعة فى لندن للتعبير عن الغضب حيال الإخفاقات التى حالت دون الحد من آثار الكارثة التى كان يمكن مواجهتها، فى حال لم يُطلب من السكان أن يبقوا فى منازلهم.
واقتحم المحتجون البوابة الإلكترونية فى مجلس بلدية كنسنجتون وتشيلسى، واشتبك المتظاهرون مع الشرطة عندما سعى المحتجون للصعود للطابق العلوى وحاولت الشرطة منعهم. وهتف المحتجون "نريد العدالة" و"أخرجوهم".
ودعا الكثير من المتظاهرين تريزا ماى، رئيسة وزراء بريطانيا لتقديم استقالتها بعد تقارير تنتقد معاملة الحكومة مع مخاوف السلامة المتعلقة بالحريق.
وتعرضت رئيسة الوزراء إلى ضغوط شديدة بعد فشلها فى مقابلة الضحايا فور الحادث، لتفضيلها الحديث مع المسئولين فى الطوارئ لمتابعة المسألة، لكنها تأخرت فى الذهاب إلى المستشفى للقاء الضحايا.
وتعهدت ماى بإجراء تحقيق فى الحريق الذى أسفر عن مقتل 30 شخصاً على الأقل بعدما التهمت النيران المبنى المكون من 24 طابقاً للإسكان الاجتماعى فى غرب لندن كما عبرت عن أسفها فى تصريح نقله التلفزيون بعد اجتماعها مع عاملين فى أجهزة الطوارئ.
وقال وزير الدولة السابق مايكل بورتيلو لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) "أرادت وضعاً تحت السيطرة تماما لا تضطر فيه لاستخدام إنسانيتها".
وأضاف "كان عليها أن تكون هناك مع السكان، يجب أن تكون مستعداً لتلقى مشاعر الناس لا أن تكون خائفاً من مواجهتهم".
ولدى سؤالها عن سبب امتناعها عن لقاء السكان أو زيارة مركز محلى أجابت ماى بأنها أرادت زيارة موقع الحريق لتتلقى آخر المعلومات من أجهزة الطوارئ.
وزير السكان زعيم حزب العمال، جريمى كوربين، وعمدة لندن، صادق خان وغيرهم من المسئولين. كما زارت الملكة إليزابيث المصابين فى إحدى مستشفيات لندن.
وحاولت زعيمة حزب المحافظين أن تتدارك الأمر بزيارتها لكنيسة "سانت كليمنت" التى اجتمع بها المتطوعون لجمع التبرعات. ولكن عرف البعض بزيارتها واجتمعوا خارج الكنيسة لاستقبالها بعبارات الغضب والاستهجان.
وبدأ المتظاهرون ينادون على تريزا ماى لتخرج وتلقاهم وأخذوا يصيحون "أخرجوها"، "لماذا جئتم بها إلى هنا"، "إذا كانت تهتم حقا، لجاءت بالأمس".
ولكى تتجنب الجموع، خرجت رئيسة الوزراء من باب خلفى للكنيسة، وعندما علمت الجموع بمغادرتها صرخوا "عار عليك" و"جبانة".
فيما أبرزت صحيفة "التلجيراف" البريطانية قصص مأسوية عاشها سكان البرج المنكوب، ومنها قصة المصرية رانيا إبراهيم التى وثقت محنتها على وسائل التواصل الاجتماعى.
وقالت الصحيفة إن رانيا كانت فى الطابق الـ23 مع طفليها بينما كان زوجها فى مصر، وعندما نشب الحريق أرسلت رسالة لشقيقة مصطفى المنصور، الذى ينظم الآن مسيرات الغضب ضد الحكومة، تقول فيها "نحن عالقون ولا نستطيع الخروج".
ثم أرسلت رسالة على تطبيق واتس اب قالت فيها إن الشرطة أخبرتها أن تدخل إلى شقتها، وهو ما قامت به، حتى أنها دعت الآخرين فى طابقها أن يفعلوا مثلها.
ولكن حاصرت النيران رانيا، التى ظلت توثق محنتها حتى صمت هاتفها، وهى تقول لأطفالها "أجلسوا، أجلسوا، لا تقلقوا". ولا تزال رانيا من عداد المفقودين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة