يحيى العالم غدا الثلاثاء، اليوم العالمى للاجئين، 2017 تحت شعار "مع اللاجئين"، حيث تعتقد مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين أن الوقت حان أمام زعماء العالم وقادته لإبراز حقيقة مفادها أن الجمهور العالمى يقف مع اللاجئين، ودشنت المفوضية حملة عريضتها المسماة "مع اللاجئين"، لإيصال تلك الحقيقة إلى الحكومات التى ينبغى عليها العمل معها والقيام بما عليها تجاه اللاجئين.
وهذه الحملة مستمرة حتى التوقيع على ميثاق عالمى للاجئين فى عام 2018، وتشير احصائيات مفوضية شئون اللاجئين، إلى أن عددا غير مسبوق بلغ 65.3 مليون شخص فى جميع أنحاء العالم اضطر للفرار من ديارهم، بينهم ما يقرب من 21.3 مليون لاجئ، أكثر من نصفهم تحت سن 18 عاما. وهناك أيضاً 10 ملايين شخص من عديمى الجنسية حرموا من الحصول على الحقوق الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والعمل وحرية التنقل.
وينتشر اللاجئون الذين ترعاهم المفوضية فى مختلف أنحاء العالم، غير أن أكثر من نصفهم فى آسيا و28% منهم فى أفريقيا. وتتفاوت ظروفهم المعيشية إلى حد كبير، إذ يعيش البعض فى مخيمات ومراكز جماعية ثابتة وراسخة، فى حين يضطر آخرون إلى العيش فى ملاجئ مؤقتة أو حتى فى العراء. ويعيش أكثر من نصف مجموع اللاجئين الذى تعنى بأمرهم المفوضية فى المناطق الحضرية، حيث تنتظرهم ثلاثة حلول دائمة محتملة : العودة إلى الوطن أو الإدماج المحلى أو إعادة التوطين.
ويحتفل باليوم العالمى للاجئين فى 20 يونيو من كل عام، ويخصص لاستعراض هموم وقضايا ومشاكل اللاجئين والأشخاص الذين تتعرض حياتهم فى أوطانهم للتهديد، وتسليط الضوء على معاناتهم وبحث سبل تقديم المزيد من العون لهم وذلك برعاية من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وقد بدأ الاحتفال به فى عام 2000 بعد قرار من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة فى 4 ديسمبر من نفس السنة، كما نوه القرار إلى أن تاريخ 2001 كان ليوافق الذكرى الـ 50 لاعلان اتفاقية جنيف المتعلقة بوضع اللاجئين، فيما احتفل به للمرة الأولى فى العام 2001. وتم اختيار يوم 20 يونيو لتزامنه مع الاحتفال مع يوم اللاجئين الأفريقى الذى تحتفل به عدة بلدان أفريقية.
وقال أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة فى رسالته بهذه المناسبة :"ماذا يعنى الهروب من الحرب أو الكوارث أو الاضطهاد، وأن يترك الإنسان كل شئ وراءه.. إن الناس الذين يعيشون هذا الكابوس فى جيلنا هذا أكثر من أى وقت مضى، وقصصهم ينفطر لها القلب، مشقة وانفصال وموت.
وأضاف غوتيريش :لقد لقيت العديد ممن فقدون الشئ الكثير، ولكنهم لا يفقدون أبداً ما يراودهم من أحلام من أجل أطفالهم، أو رغبتهم فى تحسين عالمنا، ولا يطلبون إلا القليل فى المقابل دعمنا فقط وفى وقت الحاجة القصوى وتضامننا، ومن المهم حقا أن نرى بلدانا تملك أقل من غيرها، لكنها تفعل فى الغالب أكثر لصالح اللاجئين. وهذا اليوم العالمى للاجئين، مناسبة لنا للتفكير مليا فى شجاعة الذين فروا، والتعاطف مع الذين يرحبون بهم.
وذكر جوتيريش، أنه يجب أن نعقد العزم على إعادة ترسيخ سلامة النظام الدولى لحماية اللاجئين، ولنعمل على إتاحة فرصة للجميع لإقامة مستقبل أفضل معاً، وفى افتتاح المشاورات السنوية للمفوضية فى جنيف مع الحكومات والمنظمات غير الحكومية حول إعادة التوطين، حث فيليبو غراندى المفوض السامى لشؤون اللاجئين، الحكومات بأنحاء العالم على فعل ذلك بالتماشى مع التزاماتها فى "إعلان نيويورك" الذى وقعته جميع الدول الأعضاء قبل نحو 9 أشهر بمقر الأمم المتحدة.
وذكر غراندى إن احتياجات إعادة التوطين فى الوقت الراهن تزيد بمقدار 13 مرة عن الأماكن المتاحة لذلك، على الرغم من أن مزيدا من الدول تشارك فى برنامج إعادة التوطين بالإضافة إلى الانخراط المتزايد من القطاع الخاص والمجتمعات المحلية.. ويحتاج ما يقرب من 1.2 مليون لاجئ إلى إعادة التوطين، فيما يتوقع إتاحة 93 ألف مكان فقط خلال العام الحالى بما يقل بنسبة 43% عن عام 2016.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة