بالصور.. "وادى السيلكون".. كيف قضت شركات التكنولوجيا العالمية على الطبقة الوسطى؟.. آلاف المشردين ينتشرون فى سان فرانسسكو..صحفيون محليون: لدينا 6 آلاف مشرد وإرتفاع الايجارات سبب الأزمة

الثلاثاء، 20 يونيو 2017 01:59 ص
بالصور.. "وادى السيلكون".. كيف قضت شركات التكنولوجيا العالمية على الطبقة الوسطى؟.. آلاف المشردين ينتشرون فى سان فرانسسكو..صحفيون محليون: لدينا 6 آلاف مشرد وإرتفاع الايجارات سبب الأزمة "وادى السيلكون" بسان فرانسيسكو
رسالة سان فرانسسكو: إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سان فرانسسكو أو ما يعرف بـ"وادى السيلكون" تلك المدينة التى تمثل عاصمة التكنولوجيا فى العالم حيث تضم كبرى شركات التكنولوجيا مثل آبل وجوجل وفيسبوك وياهو وويكيميديا، فضلا عن آلالاف الشركات الناشئة، غير أن من يزور هذه المدينة ينتابه الخوف وقد يجد نفسه حبيس مكان إقامته خلال ساعات الليل.

 

فشوارع تلك المدينة التى تضم نحو ثلث الإستثمارات فى الولايات المتحدة، تمتلئ بالمتسولين الذين يبدون مخيفى المظهر لما وصلوا إليه من درجة فقر وتشرد، فأينما سرت فى شوارع هذه المدينة القديمة تجد من يمد يده وفى بعضها تجد تكتلات من المشردين الذين يمثل الشارع مسكن لهم، كما يزدحمون أمام الفنادق يستجدون عطف السائحين والأغنياء من قاطنى تلك البنايات الفاخرة.

 

خلال لقاء مع مسئولى شركة ريديت إحدى شركات التكنولوجيا فى سان فرانسسكو
خلال لقاء مع مسئولى شركة ريديت إحدى شركات التكنولوجيا فى سان فرانسسكو

 

هذا المشهد المربك لتلك المدينة الثرية التى تبلغ ميزانيتها السنوية 10 مليار دولار، وفى الوقت نفسه تشتم رائحة مقززة على أرصفتها حيث يقضى المشردين حاجتهم، دفعنا للبحث عن من يمكنه تفسير هذا المشهد الذى كنت أود ألتقاط بعض الصور له إلا أن البعض حذرنا من إلتقاط صور للمشردين الذين بينهم مدمنى مخدرات ومصابون بأمراض عقلية تجنبا لإثارة غضبهم. وخلال زيارة لصحيفة "سان فرانسسكو إكسمينر، وهى أكبر صحيفة محلية، ضمن وفد صحفى أعده مركز الصحافة الأجنبية، كان لابد من توجيه العديد من الأسئلة للتعرف على تلك الظاهرة وأسبابها.

محررة اليوم السابع مع جو رودريجز، من صحيفة سان فرانسسكو إكسمينر
محررة اليوم السابع مع جو رودريجز، من صحيفة سان فرانسسكو إكسمينر

 

وتحدث لنا كبار الصحفيين بسان فرانسيسكو إكسمينر عن عدة أسباب وراء هذه الظاهرة، وقال  جو رودريجز، الصحفى وكاتب عمود بالصحيفة الأمريكية، إن مدينة سان فرانسيسكو تضم أكثر من 6 آلاف مشرد ويعود تركيزهم فى المدينة إلى توفر الخدمات وسهولة الوصول إلى كافة الخدمات فضلا عن الطقس المعتدل على عكس أماكن أخرى مثل نيويورك حيث يهطل الثلج فى الشتاء وبذلك من الصعب على المشردين البقاء فى الشوارع. ولفت إلى أن المناطق الأكثر فقرا تتلامس مع مركز المدينة الذى يضم شركات التكنولوجيا الكبيرة والفنادق الفاخرة.

لقاء مع صحفيين مع سان فرانسسكو إكسمينر
لقاء مع صحفيين مع سان فرانسسكو إكسمينر

 

وأشار جونه أوين لامب، مسئول قسم أخبار الجريمة، إن الأزمة لها جانب أخر يتعلق بقيام العديد من المناطق المحيطة بطرد المشردين، ولم يكن لديهم مشكلة سياسية فى غلق المخيمات الخاصة بهم ومن ثم لجوء إلى المنطقة المركزية من سان فرانسسكو حيث وجدوا أكثر تسامحا فى التعامل معهم. وأضاف أن إرتفاع أسعار السكن مع تزايد شركات التكنولوجيا تسبب فى فرارا الطبقة الوسطى من المدينة من ناحية وتشريد الطبقة الفقيرة. وبالإضافة إلى المشردين هناك مدمنى المخدرات ومن يعانون أمراض عقلية أيضا.

فجوة واسعة بين الطبقات الإجتماعية فى سان فرانسسكو صورة من صحيفة سان فرانسسكو إكسمينر
فجوة واسعة بين الطبقات الإجتماعية فى سان فرانسسكو صورة من صحيفة سان فرانسسكو إكسمينر

 

 

وقالت لورا دونيك، مدير تحرير الصحيفة، إن مدينة سان فرانسيسكو كافحت لعقود ضد هذه المشكلة وقبل عامين قامت بإنشاء ما يسمى بمركز الملاحة الذى يركز على تقديم الخدمات للمشردين وتم توفير 75 مكان للمشردين فى أول مركز تم إفتتاحه وشمل تقديم الخدمات الإجتماعية والصحية والرعاية الصحية العقلية، كما ساعدوا فى توفير فرص عمل لبعضهم ومسكن بدلا من مجرد إيداعهم دار رعاية أو أماكن إقامة مؤقتة. وأشارت إلى أن العديد من العاملين، الذين ينتقلوا للعمل فى شركات التكنولوجيا، دائما ما يشعرون بالضجر من الظاهرة.  

 

وبحسب البيانات الرسمية، فإن ميزانية سان فرانسيسكو لعام 2016 والتى بلغت 1.2 مليار دولار شملت خطة "رفاهية الإنسان وتنمية الأحياء"، والتى تشمل تمويل برامج التشرد. وشملت الخطط إنشاء 500 وحدة سكنية داعمة جديدة للمشردين، و 7 دورات مياه متنقلة فى منطقة تندرلوين لخفض كمية التغوط فى الشارع، و 4.6 مليون دولار لبناء مأوى مخصص للبالغين يضم  30 سرير، وتشغيل ممرضات وتقديم المشورة للأشخاص المشردين الذين يعانون من أمراض مزمنة. وتشير الميزانية إلى أن سان فرانسيسكو توفر المأوى فى حالات الطوارئ لأكثر من 000 2 شخص بلا مأوى، ولكن ذلك لا يمثل سوى ثلث السكان المشردين.

 

غير أن صحفيى سان فرانسيسكو إكسمينر كشفوا عن أن مشكلة المشردين ليست منحصرة على سان فرانسيسكو وحدها وإنما هى مشكلة شائعة فى كثير من الولايات مثل نيويورك إلا أنهم أكثر وضوحا فى سان فرانسسكو بسبب عدم توفر الملاجئ لهم فضلا عن تركيزهم فى قلب المدينة حيث مقرات شركات التكنولوجيا الكبرى. غير أن الولاية الوحيدة التى إستطاعت حل مشكلة المشردين بشكل كبير هى هو يوتا. ويعود ذلك إلى خطتها منح منازل للمشردين وتزويدهم بالمشورة بحيث خفض حجمهم بنسبة 91% على مدى عقد من الزمان.

 

ويرى الكثيرون أن فى منطقة مثل "وادى السيلكون" حيث يعيش الكثير من أثرياء العالم،  فإنه بدلا من أن تشكلو شركات التكنولوجيا العالمية من المظهر فعليها تخصيص مساعدات لمنح أولئك المشردين المنازل والدعم الذى يحتاجونه. فلن يتوفر تطبيق إلكترونى يمكنه حل أزمتهم التى تمثل نوع من المشكلات الذى يحتاج إلى الوقت والمال.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة