بعد أشهر طويلة من التحقيقات ومحاولات عملاق البحث التهرب من التهم الموجهة إليه، قرر الاتحاد الأوروبى منذ ساعات قليلة تغريم جوجل 2.42 مليار يورو أى ما يعادل 2.7 مليار دولار، وهذا بسبب إساءة استخدام سيطرتها على سوق محركات البحث فى بناء خدمة التسوق عبر الإنترنت.
وأعطى المنظمون الأوروبيون عملاق التكنولوجيا 90 يوما لوقف أنشطتها غير المشروعة، أو مواجهة غرامات تصل إلى 5٪ من معدل أرباحها اليومية فى جميع أنحاء العالم.
وقال المفوض مارجريت فيستاجر، المسئول عن سياسة المنافسة: "لقد قدمت جوجل العديد من المنتجات والخدمات المبتكرة التى أحدثت فرقا فى حياتنا، وهذا أمر جيد، ولكن استراتيجية جوجل لخدمة التسوق كانت خطيرة للغاية، لأنها لم تكن مجرد وسيلة لجذب العملاء من خلال جعل منتجاتها أفضل من تلك التى يقدمها المنافسون، ولكن بدلا من ذلك، أساءت الشركة الأمريكية استغلال هيمنتها على السوق كمحرك بحث عن طريق الترويج لخدمة التسوق الخاصة بها وإبعاد المنافسين من المشهد".
وذكر تقرير من صحيفة "الجارديان" البريطانية أن ما فعلته جوجل كان أمر غير قانونى بموجب قواعد الاتحاد الأوروبى لمكافحة الاحتكار، إذ منعت الشركات الأخرى من فرصة التنافس على الأسس الموضوعية والابتكار، والأهم من ذلك، أنه حرم المستهلكين الأوروبيين من التعرف على الخدمات الأخرى ومزاياها.
رد جوجل على الغرامة
وردت جوجل على هذه الاتهامات وأنكرتها كاملة، وقالت إنها تقدم نتائج بحثها بطريقة تجعل من السهل على المستهلكين العثور على ما يريدون، وأوضحت أنها تفكر فى أن تستأنف على القرار، إذ قالت "نحن نختلف بكل احترام مع الاستنتاجات المعلنة اليوم، وسوف نستعرض قرار اللجنة بالتفصيل عندما ننظر فى الاستئناف، ونتطلع إلى مواصلة توضيح قضيتنا أمام العالم".
ويجوز لشركة جوجل تقديم التماس بشأن هذا القرار فى محاكم الاتحاد الأوروبى، مما قد يؤدى إلى تأخير القرار النهائى لسنوات.
جدير بالذكر، أن هذا المبلغ هو أكبر عقوبة تم فرضها حتى الآن ضد شركة متهمة بتشويه السوق، وليس هذا فقط بل يأمر القرار جوجل بإنهاء ممارساتها المناهضة للمنافسة فى غضون 90 يوما أو يواجه عقوبة إضافية.
خدمة تسوق جوجل
تعرض خدمة "جوجل شوبينج" الصور والأسعار ذات الصلة بالمنتجات إلى جانب أسماء المحلات التجارية التى تتوفر بها وعروض المراجعة، إن وجدت، وهذه الخدمة تظهر على الهواتف الذكية فى مقدمة الصفحة مما يعنى أن المستخدمين قد لا يرون أى روابط أخرى ما لم يقوموا بالتمرير لأسفل، وتستفيد جوجل أيضا من أن إعلانات خدمة "شوبينج" أكثر مرئية من إعلاناتها النصية.
7 سنوات من التحقيق
يأتى هذا التحرك بعد تحقيق استغرق سبع سنوات من قبل اللجنة الأوروبية، وفى يوليو من العام الماضى أكدت اللجنة مجددا اعتقادها بأن شركة البحث العملاقة أساءت استغلال مركزها المهيمن من خلال تفضيلها بشكل منهجى خدمة التسوق فى صفحات نتائج البحث.
تقوم المفوضية الأوروبية بالتحقيق فى احتكار خدمة "جوجل شوبينج" منذ أواخر عام 2010، وكان التحقيق مدعوما بشكاوى من مايكروسوفت، وقد اختارت الشركة العملاقة المنافسة عدم التعليق على الحكم، بعد أن أبرم الطرفان العام الماضى اتفاقا فى محاولة لتجنب مثل هذه المعارك القانونية فى المستقبل.
التعليقات على القرار
وقال المحلل التكنولوجى "رورى سيلان جونز"، إن هذه لحظة كبيرة فى المعركة بين الاتحاد الأوروبى وعمالقة التكنولوجيا فى الولايات المتحدة، والتى استمرت لأكثر من عقد من الزمان، وتعتقد اللجنة الأوروبية أن الشركة وجهت ضربة للمستهلكين ولشركات قليلة فى الوقت الذى هيمنت فيه على الإعلانات عبر الإنترنت.
وهناك قلق متزايد فى العواصم الأوروبية من أن الدور الضخم الذى تلعبه جوجل، وأبل، وفيس بوك وأمازون فى كل حياة المستخدمين، وهذا يعنى أننا يمكن أن نتوقع المزيد من الإجراءات لمحاولة الحد من سلطاتها، مع احتمال تزايد التوتر السياسى بين بروكسل وواشنطن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة