بمناسبة ظهور أكثر من نسخة لهتلر فى الأرجنتين والبرازيل، هناك نكتة تقول إن أحد المولعين بآثار المشاهير زار صالة للمزادات، وشاهد جمجمة، سأل صاحب المزاد فأخبره أنها جمجمة نابليون بونابرت، اشتراها الرجل وانصرف سعيدا. وعاد بعد شهور لنفس المزاد ووجد جمجمة سأل صاحب المزاد فقال له: إنها جمجمة نابليون بونابرت، وعندما أبدى دهشته، قال له التاجر: الأولى كانت جمجمة نابليون وهو طفل، أما هذه فجمجمته وهو شاب.
النكتة تعبر عن استغلال الهوس باقتناء آثار المشاهير وتقليدها وبناء قصص تاريخية تضاعف قيمتها، ونفس الأمر مع ما راج مؤخرا فى صحف الأرجنتين والبرازيل عن ظهور الزعيم النازى أودلف هتلر، وآخرها المهاجر الألمانى العجوز هيرمان جونتربيرج فى الأرجنتين وأجروا معه أحاديث أعلن فيها أنه هو نفسه الزعيم النازى هتلر، وأنه هرب من برلين إلى الأرجنتين عام 1945، بجواز سفر مزور منحه له الجيستابو وبالرغم من استحالة ذلك، هناك من صدق القصة وبدأت الصحف تقارن فيها بين ملامح هتلر وملامح جونتربيرج، الذى أعلنت زوجته أنه يعانى من الزهايمر، وأنه لو كان صادقا فهو 128 سنة وهو أمر صعب.
وقبل عامين نشرت بعض صحف البرازيل أن هتلر هرب إلى البرازيل وعاش إلى سن 95 عاما ونشرت الكاتبة البرازيلية سيمونى رينى جيرير كتاباً بعنوان «هتلر فى البرازيل ـ حياته ومماته»، قالت فيه إن هتلر فر من ألمانيا إلى باراجواى، ثم الأرجنتين، قبل أن يستقر فى البرازيل.
نشرت المؤلفة فيه أن هتلر هرب من القبو الذى زعم أنه قتل نفسه فيه فى برلين، وتوجه إلى بلدة برازيلية صغيرة قريبة من الحدود مع بوليفيا. وتوجه إلى ولاية ماتو جروسو البرازيلية، للبحث عن كنز مدفون بموجب خريطة حصل عليها من حلفائه، وأنه عاش فى بلدة نوسا سنهورا دو ليفرامنتو الصغيرة، من دون أن يعرفه أحد، معتمداً اسم أدولف ليبزيج، وقالت سيمونى إن هتلر توفى عام 1984 عن 95 عاماً. قصة أخرى عن فرار هتلر أيضاً إلى الأرجنتين، ووفاته فى فبراير 1962 عن 73 عاماً.
دائما ما تصاحب هذه القصص الإعلان عن العثور على كنوز أو بقايا أدوات تنتمى للنازى فى دول أمريكا اللاتينية والبعض يرى أن الهدف دائما هو تسويق آثار مزيفة مصنوعة تباع بأسعار مرتفعة. ولذلك فإن أهم ما فى كل هذا أن هذه القصص والحكايات غالبا أنها تحقق أرباحا من استغلال الشغف المستمر بقصة بقاء هتلر على قيد الحياة، استنادا إلى قصص ضعيفة أو شهادات غير مؤكدة عن هروب هتلر واختفائه، وهى قصص كانت موضوعا لتحقيقات وثائقية بعضها جاد انتجته ناشيونال جيوجرافيك، حول اللغز الذى أحاط بهتلر ومساعديه، وبالرغم من أن هذه الوثائقيات لا تقدم أدلة وتناقش فرضيات، فإن هذه الفرضيات تتحول إلى حقائق، ولهذا تظهر أكثر من 10 نسخ لهتلر، مثل جمجمة نابليون.